عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2016, 01:21 AM   #20
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


موجة الاغتيالات في عدن اختبار للدور الخليجي في اليمن



أشخاص يحاولون اخماد النيران في موقع انفجار سيارة ملغومة أمام القصر الرئاسي لعبد ربه منصور هادي في عدن يوم 28 يناير كانون الثاني 2016 - رويترز.
الثلاثاء 09 فبراير 2016 02:11 مساءً
من محمد غباري ويارا بيومي



لم يسفر استرداد قوات التحالف العربي الخليجي لمدينة عدن في الصيف الماضي عن فترة راحة لالتقاط الأنفاس في الحرب الأهلية اليمنية إذ يواجه سكانها موجة من التفجيرات والهجمات بالأسلحة النارية تعوق الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المدينة.


وتقع يوميا تقريبا حوادث اغتيالات ضحاياها من القضاة ومسؤولي الأمن والشرطة وذلك بعد سبعة أشهر من طرد مقاتلي ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران من عدن التي يوجد فيها ميناء استراتيجي في جنوب البلاد.

ومنذ يوليو تموز واجهت قوات التحالف الخليجي وقوات الأمن المحلية صعوبات في فرض النظام في عدن الأمر الذي فتح الباب أمام تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة وجماعات مسلحة أخرى للظهور علانية دون رادع.

وتبين التحديات في عدن مدى صعوبة استعادة النظام في اليمن الذي يعيش منذ شهور صراعا سقط فيه 6000 قتيل واستغل المتشددون الاسلاميون نقاط الضعف الأمنية المنتشرة في بلد تعتبره السعودية فناء خلفيا لها.

وفي حي المنصورة في عدن خاض تنظيم القاعدة اشتباكات في الشوارع مع قوى الأمن المحلية.

وقال مسؤول محلي يوم الثلاثاء إن أربعة جنود يمنيين وثلاثة مدنيين قتلوا في اشتباكات عنيفة خلال الليل بين قوات الأمن ومقاتلين يشتبه أنهم من المتشددين الاسلاميين في حي المنصورة القديم.

وقال سكان في الحي إن المنطقة هزتها انفجارات بعد أن حلقت فوقها طائرات يعتقد أنها تنتمي للتحالف العربي وإن الاشتباكات أدت إلى اشتعال النار في مول تجاري بني حديثا.

وقال المسؤول المحلي إن عشرات المسلحين الذين ينتمون إما لتنظيم الدولة الاسلامية أو تنظيم القاعدة متحصنون فيما يعتقد في الحي بين مئات المدنيين.

ووصف شاهد من رويترز الوضع في الحي بأنه متوتر وقال إن السكان لزموا بيوتهم طلبا للأمان بينما كان المسلحون يتجولون في الشوارع.

وقال سكان إن أسرة من أربعة أفراد من بينهم فتاتان قتلت عندما أصابت قذيفة صاروخية شقتهم وهم نيام.

كان التحالف قد بدأ عملياته العسكرية بقيادة السعودية لمنع الحوثيين الذين تعتبرهم الرياض وجها آخر لخصمها الاقليمي إيران من السيطرة على اليمن بعد أن استولوا على جانب كبير من شماله وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وينفي الحوثيون من جانبهم أنهم يتلقون دعما من طهران ويتهمون التحالف بشن حرب عدوانية عليهم.

وينذر استمرار العنف في عدن - أهم المدن التي استردتها قوات التحالف حتى الآن في الحرب الأهلية الدائرة منذ عشرة أشهر - بتقويض الحملة التي يشنها التحالف على الحوثيين ووحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقال العميد أحمد العسيري المتحدث باسم التحالف مشيرا للوضع في اليمن عموما "إذا تركنا الوضع على ما هو عليه فسيصبح (مثل) الوضع القائم في ليبيا."

وأضاف أن أطرافا كثيرة تعارض الحوثيين ستشكل ميليشيات خاصة بها كما أن تنظيم الدولة الاسلامية سيجد في ذلك فرصة سانحة.

وقال العسيري لرويترز "ستكون هناك حالة من الفوضى. لذلك أعتقد أن علينا إتمام ما بدأناه بإعادة الأمن والاستقرار لليمن."

* خليط من جماعات متنافسة

منذ سنوات يشن مقاتلو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عمليات في جنوب اليمن.

غير أن وتيرة الهجمات في عدن تسارعت منذ يوليو تموز عندما استردت قوات محلية تدعمها حكومة هادي وقوات التحالف المدينة من الحوثيين بعد شهور من معارك الشوارع لكنها فشلت فيما يبدو في تأمينها.

ويعزو سكان عدن الهجمات إلى المتشددين الاسلاميين بما في ذلك جناح تنظيم الدولة الاسلامية في اليمن الذي يبدو أن له وجودا في المدينة. غير أن من المستحيل في واقع الأمر معرفة الطرف الذي يقف وراء الهجمات في ضوء عدد الجماعات المسلحة في عدن وعدم قيام السلطات بالتحقيق فيها.

ويشتبه التحالف وقوى الأمن في عدن أن قوات صالح والقوات الموالية لها تدبر أعمال العنف لإفساد أي تقدم يحدث في عدن. وينفي صالح هذه الاتهامات.

وكانت احتجاجات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها عام 2011 قد أطاحت بصالح من الحكم ولم يعد أحد يعرف مكانه.

وفي ديسمبر كانون الأول وحده اغتيل محافظ عدن وضابط برتبة عقيد في الحراك الجنوبي الذي يسعى لاستقلال الجنوب عن اليمن وأحد كبار قادة الميليشيات التي تقاتل إلى جانب الحكومة. ونجا ثلاثة من كبار المسؤولين في جنوب اليمن بأعجوبة من عملية تفجير سيارة ملغومة في يناير كانون الثاني.

وبغض النظر عمن يقف وراء الهجمات أصبح تحقيق الاستقرار في عدن أولوية لدى السعوديين لا للتصدي للمتشددين الاسلاميين فحسب بل لإظهار نجاح التدخل السعودي في وقف ما ترى الرياض أنها سياسة توسعية من جانب ايران.

وقال آدم بيرون المتخصص في شؤون اليمن لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لرويترز "لايزال إعادة جزء يسير من الأمن إلى عدن تحديا رئيسيا إن لم يكن التحدي الرئيسي الذي يواجه التحالف وحلفاءه في اليمن."

وأضاف "رغم أن هذا التحدي لا يستعصي على التذليل بكل تأكيد فقد ثبتت صعوبته ولا مفاجأة في ذلك بسبب العدد الكبير من الفصائل المختلفة والتدفق الكبير للاسلحة بصرف النظر عن الدمار الواسع وتبدد النظام بفعل شهور الصراع."

وقالت مجموعة الأزمات الدولية إنه بعد أن شارف القتال على إتمام العام لم يقترب أي طرف من الأطراف من تحقيق نصر عسكري حاسم.

وقالت المجموعة في بيان "لم ينهزم أي طرف من الطرفين أو تستنفد قواه والاثنان يعتقدان أن بإمكانهما تحقيق مكاسب عسكرية إضافية ولم يبد أي منهما استعدادا لتقديم التنازلات اللازمة لوضع نهاية للعنف."

* خفافيش الظلام

اضطر فهمي الناشط في الحراك الجنوبي إلى الانتقال إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين خوفا من الاغتيالات التي تشهدها عدن وتستهدف في الأساس النشطاء الجنوبيين ومؤيدي الرئيس هادي.

يقول فهمي طالبا عدم نشر اسمه كاملا خشية الانتقام "إن غادرت منزلك فإنك لا تضمن أن تعود إليه سالما. بإمكان أي متطرف أن يطلق النار عليك في الدكان أو في سوق القات أو وأنت مار في السيارة."

وإلى الشرق من عدن سيطر مقاتلو تنظيم القاعدة على مدن بأكملها دون أن يلقوا مقاومة تذكر لرفع أعلامهم السوداء وإقامة حواجز التفتيش.

حتى هادي نفسه الذي هرب من عدن العام الماضي عندما اجتاحها الحوثيون لا يغامر بالابتعاد كثيرا عن مقر إقامته منذ عاد إلى عاصمته المؤقتة في نوفمبر تشرين الثاني.

وفي أواخر يناير كانون الثاني استهدف انتحاري يقود سيارة ملغومة حاجزا أمنيا بالقرب من أبواب القصر الذي يقيم فيه هادي ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل في هجوم أعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه.

لكن مديرية الأمن في عدن عزت سلسلة هجمات مماثلة في الأسابيع الأخيرة إلى "خفافيش الظلام" المنتمية إلى أجهزة استخباراتية وعصابات مسلحة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التابعة لصالح والحوثيين لا إلى تنظيم الدولة الاسلامية.

ويتفق العسيري مع هذا الرأي ويقول إن الهجمات التي يدعي تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها هي في الواقع من عمل صالح والموالين له لكي تبدو الحكومة بمظهر العاجزة عن إدارة شؤون البلاد.

وفي الوقت نفسه يقول سكان في عدن إن قوات التحالف وأغلبها قوات من الامارات نادرا ما تشاهد في الشوارع. ويتشكك كثيرون في المدينة في إمكانية تحسن الوضع الأمني قريبا.

وقال الصحفي اليمني صلاح السقلدي "بكل صراحة التحالف متخاذل لدرجة كبيرة... قوات التحالف موجودة بكثرة في عدن وضواحي عدن لكن داخل معسكرات ولم تنتشر في الشوارع."

(شارك في التغطية محمد مخشف من عدن وانجاس مكدوال من الرياض -; إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)




اقرأ المزيد من عدن الغد
-
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس