[الغويزي]

جات العيد وراحت العيد بكل ايامها ولياليها المباركة . فكل عام والجميع بخير . وقبل العيد كنت احلم بساعات بدء انطلاقتى بسيارتي قاصدا ارض التراث والحضارات ( حضرموت ) عبر شريان ومنفذ الوديعة .
وجات ساعة الانطلاقة ولملمت جوائجى واشتريت هديتى ولبست ملابسى وذهبت اولا الى الحلاق ولم اجد عند الحلاق عطر او بخاخ اوكريم او صبغه الا واستعملتها كيف لا وانا قاصد ارض الحضارات وحتى اغتر بمظهري وانا مغترب والبس كل مايمكنى لبسه من جديد ليس غرورا ولكن هكذا حال كل المسافرين ولاننكر ذلك صدقونى انهم يوقفوا قبل ان يوصلوا بيوتهم فى احد الابار للمعسورين ليغتسلوا ويلبسوا ويتعطروا ثم يواصلوا الى بيوتهم اما حال الميسورين فحتما تجده يذهب اولا الى الفندق .
المهم .. سافرت بسيارتى وشريط ابوبكر يامسافر على البلاد لم يتوقف وتأثرت جدا عندما وقفت فى احد المقاهى وانسكب قليلا من الشاى على صارونى ( بن علوى ) اعتقد انه مش بن علوى لا علوى بنفسه المهم صارون فاخر فاخر اما الشميز تركى لا اسبانى لا لبنانى لا .. اكثر من ذلك نسيت اضع على راسى غطاء كالذي يضعوه على المريض قبل العملية وذلك تجنبا لضرر الشمس على الشعر مع انه مافيه شعر .. كل ما مشيت 10 كيلومتر بخيت عطر وهذا العطر تقول انجليزى لا فرنسى لا ايطالي لا اكثر من ذلك المهم اتجهت صوب الوديعة بسيارتى الانيقة ... لااطيل عليكم فانتم مؤكدا تتخيلوا كيف حال مسافر يلبس احسن الثياب واجملها حتى لاحت لى رمال الصحراء واكواخ الجمارك وجوازات الوديعة اليمنى وقبلها والله توقفت لا ادري الى اين اتجه فكل ما اراه امامى صحراء قاحلة وسلكت طريقا اشك فى ان الذين يسلكونه اناس من القرن 21 ووصلت بسلامه الله وحفظه الى اكواخ الجوازات ووجدت ازدحاما كبيرا من قبل مسافرين قادمين الى ارض الحضارات وكانهم يستعجلوا العذاب . وعلى اى حال انهيت اوراقى وسلكت طريقى وانا بين خيارين اما ان اواصل او اواصل لاثالث لهما وواصلت وعينك ماتشوف الا النور ومن حفرة الى حفرة وفى كل مرة يواجهنى تغريز كنت اطلع منه بعد عناء شديد لاجد مقدمة سيارتى فى اتجاه آخر هو بصراحه مش رمل لا وتغاريز لا مطبات لا عذاب لا اكثر من ذلك نظرت فى المرايه وشفت نفسى ماصدقت ان هذا انا اسأل نفسى فين الشعر ؟؟؟ فين الصبغة ؟؟؟ فين العطر ؟؟؟ فين بنعلوى ؟؟؟ فين الاسبانى ؟؟؟ كلهم تغيرت ملامحهم حتى انا وساعتين وانا على حال كهذا حتى وصلت الى بن عيفان وحينها لن اهتم بمظهرى وقلت فى نفسى مع الخيل ياشقره وايقنت ان كل هذا التعب وكل هذا العناء كان لأجل ارض الحضارات مع انه الطريق المودى الى ارض الحضارات لم يكن حضارى واستحى ان اصفه ولكن يكفينى اننى منهم وفيهم وانه لا ينجو من هذا الطريق الا طويل العمر ...
كلمة في اذن المسئولين عبر هذا المنبر .. نحن بشر وفينا الطفل والشيخ والمريض .. الله يخليكم نحن شعبكم ارحمونا يرحمكم الله
وبارك الله فيكم ولكم ........