عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2015, 07:53 PM   #44
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

شعب الجنوب ستحرررغم انف الإحتلال اليمني ( القضية الجنوبية – الخطر ماثل – واللحظة مؤاتيه )


2015/01/05

القضية الجنوبية – الخطر ماثل – واللحظة مؤاتيه

هنالك اكثر من مشروع، لمكونات الحراك مطروح على الساحة .. ولما كانت تلك المشاريع بصرف النظر عن مسمياتها واختلاف عناوينها ،تلتقي ولا ريب عند حق شعب الجنوب في استعادة دولته .. فان السؤال الذي يضع نفسه في ضوء ذلك هو:- ماهي الدولة (( ليس المسمى))وبأي اليه -خارطة طريق آمن وسلس يحظى بدعم ورعاية اقليمية ودولية يمكن استعادتها ؟ للإجابة على هكذا سؤال دعونا بهدوء وبعيدا عن الضجيج والتضجيج والشحن العاطفي ولغة التخوين والاتهام نجتهد، ونحاول قراءة ما تيسر من المشهد وننظر في التالي :-

أولاً:- أن الدولة كيان ديمو- سياسي وسيادة وطنية – أمن واستقرار- حقوق وحريات خاصة وعامة - بنى تحتية - ومؤسسات دفاعية ، امنية ، اقتصادية ، اجتماعية ، خدمية ، ثقافية، حقوق وواجبات تجاه مواطنيها ... الخ ومسؤولية تجاه امن، ومصالح المحيط الاقليمي والعربي والمجتمع الدولي .. والتزام وايفاء بمعاهدات واتفاقيات وقوانين دولية .. وليست فقط مجرد مسمى، وعلم وشعار ونشيد وخطاب اعلامي وكرسي للحكم...

ثانياً:- ان القوى المتنفذة في صنعاء ثالوثها القبلي والعسكري والديني، لازالت ثابته على موقف الممانعة ليس ضداً على حق الجنوب في استعادة دولته، ولا ضدا على دولة اتحادية مزمنة من اقليمين وحق تقرير المصير ولكن ضدا على دولة اتحادية من عدة اقاليم ،بل ضداً حتى على رفع المظالم واستعادة الحقوق ومبدأ الشراكة، وهو ما حال دون تنفيذ أي مما تم التوافق عليه، واقراره في مؤتمر الحوار بما فيه النقاط العشرين والإحدى عشر .

يبطنون غير ما يقولون – يلتفون على ما يوافقون عليه ، ينقلبون على ما يوقعون عليه يسايرون ويراهنون على عامل الوقت والاصل عندهم ((ما بدأ بدينا عليه)) والشواهد على ذلك كثيره ،بدءً من الانقلاب على اتفاقيات ودستور دولة الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق، وانتهاءً بمؤتمر الحوار، والانقلاب على استحقاقات القضية الجنوبية – بعدها السياسي – وفقا لوثيقة الجذور والمحتوى، بل وعلى مصفوفة الضمانات والحلول المرتبطة بالأبعاد الحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والشراكة وفقا لمبدأ 50% 50% .

ثالثاً:- ان الفيدرالية من اقليمين، اومن عدة اقاليم او حتى بدونها بحاجة الى الدولة المركزية القوية والضامنة، وهو ما لا يمكن تحقيقه طالما كان في وارد قاموس تلك القوى ثالوثها المتغلغل في كل المفاصل دولة مراكز قوى ونفوذ و مصالح وفساد وافساد لا دولة مدنية حديثة دولة مؤسسات ونظام وقانون وحقوق وحريات وعدالة اجتماعية ومواطنة متساوية وشراكة وطنية، وهي أي تلك القوى لا زالت متمترسة عنده منذ نهاية عام 67م باستثناء عهد حكم الرئيس الحمدي، وقد دفع حياته وحياة رفاقه ثمن لذلك ومنذ انقلبت على وحدة الشراكة والتراضي بين الدولتين وذبحتها بالحرب واستباحت الجنوب ارضا وثروات ودولة ومؤسسات ومصالح و حقوق وحريات وحق شعب في الحياة الحرة والعيش الكريم عام 94م فضلاً عن نزعة عنصرية، وما في رئيس دخل من باب اليمن، وهو ما افصح عنه الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر حين واجه علي سالم البيض بعد الاعلان عن الوحدة بالقول بما معناه وانت صدقت انك اجيت باتحكمنا والمقارنة بما قاله عن علي عبدالله صالح اثناء ترشيحه للرئاسة وهو في اوج خلافة معه جني تعرفه ولا انسي ما تعرفوش .. وما يتم مواجهة عبدربه منصور هادي به ،وعلى نحو ما جرى ويجري بعد ان سقط رهان كل منها – الموقعين على المبادرة الخليجية – عليه وانه سيكون فقط بمثابة منفذ لأجندته، ومجرد رئيس ديكور .

رابعاً:- ان المعادلة القائمة هي ان الجنوب يريد دولة فيما الشمال قواه المتنفذة بثالوثها لا تريد دولة، مالم تكن مفصلة على مقاسها وبحجم مصالحها واستمرار نفوذها (تستعبد الشمال وتستمر في استعمار الجنوب) وهو ما بات يدركه المحيط الاقليمي، والمجتمع الدولي ولا ريب في ذلك .

خامساً:- ان قوى الارهاب ومن يقف خلفها ويدعمها ويتستر عليها وما في حكم ذلك بما يشتمل عليه من خلط للأوراق متواجدة على ساحة الجنوب مترافقاً ذلك مع وضع أمني يسير من السيئ الى الاسواء وانفلات واختلالات امنية وبصورة غير مسبوقة.

سادساً:- ان سقوط ما تبقى من دولة، لا يمكن له ان يكون لمصلحة الجنوب واستعادة دولته والعكس صحيح لاسيما وان هناك قوى لا تخطئها عين جاهزة لتلقف أي سقوط ،ناهيك عن ان ذلك لو تم - السقوط - سيفجر حروب ومواجهات محلية وتحت اكثر من غطاء مذهبي – طائفي – جهوي – مناطقي وسيكون الجنوب ولاريب جزء من ساحتها.

سابعاً:- ان المشروع الذي أطل على الساحة الجنوبية مؤخراً وبقوه :- التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي لا يستهدف فقط القضية الجنوبية من خلال العودة بها الى ما قبل عام 67م وان الاحتلال قد تم عام 67م وان بريطانيا كانت قد التزمت بمنح الجنوب الاستقلال عام 68م وان انتزاعه قبلاً لذلك في 30نوفمبر 67م مجرد اغتصاب .. ولكنه في جوهرة يستهدف ايضا طمس التاريخ الوطني التحرري، لشعب الجنوب وتضحياته والغاء ثورته واستقلاله ودولته .. يستهدف مشروعية وعدالة قضيته، التي انتجتها حرب صيف عام 94م ناهيك عن كونه بذلك يمنح تحالف قوى الحرب براءة الذمة واخلاء المسؤولية، جراء كل ما اقترفوه بحق الجنوب الارض والشعب والدولة التي تم الدخول بها الوحدة ... جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بفعل تلك الحرب واستمرار نهجها .. من حق أي جنوبي فرد او مكون ان يقول رأيه وان يقدم مشروعة وفق ما يراه، ومن حق الاخر التذكير اين كان هذا المشروع مخبوء منذ ان كانوا اصحابه مشاركين وبفعالية في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية مروراً بعام 2006م وعلي عبدالله صالح مرشح للرئاسة وتغيير مسمى الكيان ومبادرات : المواطنة السوية – الحكم المحلي- المخاليف الفيدرالية من اقليمين أين كان مخبوء حتى الان ؟

ثامناً:- ان مشروع دولة حضرموت يسير على قدم وساق لا يهم القائمين عليه ان يأتي من بوابة تقسيم الجنوب او من بوابة مشروع بناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية المهم تحقيق النتيجة .

تاسعاً:- ان شعب الجنوب وحراكه السلمي بنضاله وتضحياته ومليوناته واصراره وصموده ومرابطته في ساحات وميادين النضال السلمي، وفي المقدمة جيل الشباب قد اخرج قضيته من تحت الارض ووضعها تحت ضوء الشمس ونجح نجاحا منقطع النظير في تقديمها للمحيط الاقليمي والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية والحقوقية، حيث صارت اليوم أكثر من أي وقت مضى، محل اهتمام وتداول ومتابعة وتعاطف العالم اجمع وبصورة غير مسبوقة ، فيما تخلفت مكونات الحراك وللأسف، وفشلت في انتاج الخطاب السياسي والاعلامي الواحد والرؤية والقيادة السياسية الواحدة وبما يساعد ويشجع المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي، على التعاطي والتعامل معها وقراءة الجنوب القادم من خلالها بعد ان بات على قناعة تامة بحق الجنوب، في استعادة دولته ليس انطلاقا من عدالة ومشروعية حق الجنوب في استعادة دولته، وحسب ولكن من مستجدات ومتغيرات المشهد السياسي الراهن وأهمية موقع الجنوب الاستراتيجي ارتباطاً بمصالحه وامنه ايضاً .

عاشراً:- أن وضع الجنوب، حين اعلن عن دولته عام 94م قد كان الأفضل بكثير عن وضع اليوم ليس قياساً بما تقدم وحسب ولكن كانت هناك القيادة التوافقية الواحدة وكانت البنى التحتية والمؤسسات والمصالح موجودة باستثناء ما تم من تفكيك وما لحق ببعضها جراء الحرب ايضاً ومع ذلك لم تصمد وسقطت حين تركها المجتمع الدولي والمحيط الاقليمي مكشوفة .

حادي عشر:- ان مواقف المجتمع الدولي والمحيط الاقليمي، لا تنطلق لا تبنى على مجرد عواطف وقناعات، ولا تتسم بالثبات ،ولكن تنطلق وتبنى وترتبط ارتباطاً وثيقاً بمصالحهم وتتغير تبعاً لها .

وخلاصة القول من لا يستطع مساعدة نفسه ،عليه ان لا ينتظر مساعدة الاخرين له ... الفرصة مؤاتيه والخطر ماثل .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس