عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2013, 11:21 AM   #5
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

إنّه "ديوان الذات " لحظة انخراطها في أسئلتها ، إنّها لعبة اللغة تتشكّل في الخيال ، وتبني لها مواقع غير منتظرة ، ومسفّهة لأفق القارئ ، وانتظاراته ، إنّها لغة تشتغل خارج معقوليّة الأشياء كقول الشاعر ( شدّت زهرة الروح إليها / لم أر في حلمها غيري / أنثى السراب تمشي على ألق الحريق / وتكتوي برماده ) إنّها تبشير بواقع خاص بالذات ، مقابل قتل الواقع وقتل الواقع لا يستتبع البحث عن جثّته بالضرورة ، ذلك أنّ الجسد الواقع لن يعثر عليه مرّة ثانية مع حلول عصر الصورة ، فلقد تكفّلت الصورة لا في تشفيف الواقع إلى درجة تلاشيه ، بل حرصت كذلك ألاّ تترك أيّة آثار من بقايا جثّته في جسدها ، في كفنها الهلاميّ "(3) وقصيدة " بروق " لسعاد الشايب مثلها كمثل قصيدة مجدي بن عيسى آنفة الذكر ، عمل لغويّ صرف ، يسعى من خلال اشتغاله على متن اللغة إكسابها بعدا وجوديّا ، بعدا يرتقي بها من لحظة العبارة إلى لحظة الإشارة ، ومن لحظة الحقيقة إلى لحظة المجاز ، ومن لحظة تقول فيها لغتها الأشياء والأسماء للإبانة والإفصاح ، إلى لحظة تتلبّس بهمّ السؤال ، همّ الخلق والإنشاء ، بعيدا عن حديث الذاكرة والحقيقة والواقع . فثنائيّة الحقيقة / المجاز، العبارة / الإشارة هي معركة تقودها إرادة الشاعر في جعل اللغة تعيش تجربة الوجود ، محنة الولادة ، والبزوغ من بين أصابع الحروف والتراكيب والصور لتصوير نصّها / واقعها الخاص ، الذي لا يقود الا إليها ، ولا يحيل إلاّ عليها ، إنّها شكل من أشكال العربدة اللغوية الصوفية ، عربدة تؤسّس للشعر الصرف

مثلما روحي

على الندى عبرت

مثلما غيم على التل غفا

قلب هنا ...يوقد للصبابة عمره

روح يوجعها التكتم والبكا

أيها العمر الجزيل

كم لاح عن

بعد الطريق وهم السراب

وحسبت ما

وكم أنفقت

في سوق العذاب صبري

وكم هبت

من خلف البروق روحي

وكم سار طير الوهم

تياها في السم
التوقيع :
  رد مع اقتباس