[شيخ القبايل.]

كنت ممن عاش في مدينة الحديدة .. خليني اقول انها بؤرة ( الفقراء ) ممن يسميهم المجتمع بالاخدام في اليمن .

كانوا يمرون كل خميس على محلات التجار الذين تعودوا على مدهم بالصدقات .. وبعضهم ياخذ الصدقة ويذهب مباشرة الى البقالة لشراء الايسكريم بها !!

الاخدام في الحديدة مندمجين نوعا ما مع المجتمع ..
ومن يختلط بالجتمع الارقى ، واغلب ذلك يبدأ بخدمة النساء في بيوت الاغنياء فياخذ من طباعه كالمحافظة على الصلاة وتفهم امور الدين وعلائقه . والاهتمام بالتعليم ( اولاد الخدامة ) وهي بداية الارتفاع عن الحضيض المفروض عليهم

فيتعلم اولادهم في المدارس و الكتاتيب فان فتح الله على بعضهم في الرزق تبرأ من ماضيه وعاش عيشة كريمة جديدة

بسبب ثالوث المرض والجهل والفقر ، فان اغلب الجرائم الصغيرة تنسب اليهم .
وكل اخلاقياتهم المرفوضة نتجت عن ذلك لاغير ، أي المرض والفقر والجهل .. فيكون علاج حالتهم بمحاربة ذلك الثالوث.
انهم وسط ينشط خلاله الدعاة الاسلاميون ويستمتعون بالنتائج الباهرة التي يحققونها من خلالهم كمحتاجين لكل التراحم والمساندة التي يأمر بها الدين
لكن المجتمع المحلي العادي يعاملهم بقسوة نوعا ما .. فليسوا محل ثقة كاملة .. وينظر اليهم كعديمي الوفاء ان احسنت اليهم .. ( ما حد يروي البدوي طريق داره ) . ما عدا التجار الحضارم الذين يمتحنون اخلاقهم اثناء استخدامهم ويميزون الغث فيهم عن السمين .. ومع وجود الحضارم في المجتمع المخملي في الحديدة منذ زمان بعيد فان كثير من الاخدام الذين تحسنت احوالهم يعتبرونهم العرابين الى الحياة الكريمة .
يعملون في الميناء كحمالين وخدامين ، يشتهرون بعدم الادخار وعدم التفكير في مستقبل افضل يأسا منهم بسبب الفقر المزمن والجهل . يتوظفون في الدوائر الحكومية في وظائف صغيرة كالفراشين و المراسلين مثلا . ولا ينخرطون في الجيش او في الشرطة ولا في كل القطاع العسكري الا ما ندر .
يسكنون في حارات متعدد من المدينة في بناء عشوائي وعشش .. واغلب تلك الحارات هي اراض حكومية غير مملوكة لمعينين ، حيث ياخذونها ببسط اليد ..وعندما تخصص الحكومة تلك الاراض للتخطيط والتوزيع فانهم يتملكونها ببسط اليد ، كحالة قانونية وامر واقع . فتملكهم الحكومة اياها ..
وطبعا نجا بعضهم من هذه الحالة المزرية وظهر منهم في المجتمع اليمني شعراء وتجار ومدرسين وقادة في الجيش ... الخ ربما حتى ان بعض ابناء الخدامات اقترب من سدة الحكم هذا اذا لم يكن قد اعتلى عرش الحكم فعلا . !!
من الطبيعي أن لا يفتخر من يصلح حاله بأصله ، ومن العيارة ان تقول لاحدهم انت ابن الخدامة او من الاخدام .. الخ

العلاج : الاسلام الصحيح وما يأمر به هو علاج ذلك المجتمع .. فالاسلام يأمر بالتعليم ، ويرفض الطبقية ، ويضع للفقراء حقوق ويرفض عزلهم او تخصيص مسميات هابطة لهم .

فهم اخواننا في الدين ، لهم مالنا وعليهم ما علينا
ويجب على الحكومات فرض التعليم الالزامي ، التعليم الذي محا طبقة الاخدام من عدن .. ايام الاشتراكي .. والاسلام اولى بتنفيذ رؤاه على الناس مادامت في صالحهم العام .
ويجب على الحكومات تنظيم احوالهم الصحية كذلك وتطوير اماكن سكنهم .
وتخصيص اموال الزكاة وجزء من مدخولات الضرائب لدعمهم وتحسين احوالهم

الا ان هذا يصعب في اليمن شيئا فشيئا .. حيث يكرس الدين مفهوم الطبقية ، وهو تحريف في الفهم الاسلامي من اجل ارضاء نخبة من لصوص الشعوب وتشريع باطلهم .


انصح اخواننا في حضرموت أن يقرب هؤلاء شيئا فشيئا من المجتمع ، ويحسن اليه .. و يشغله ويطوره .. ولكن بحذر ومراقبة .. ويستفيد منه قبل أن يستخدمهم المغرضون كهراوة لتمزيق ما تبقى من المجتمع المتحضر في حضرموت .