عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2002, 11:20 PM   #1
ابوعبدالله
حال جديد

افتراضي متى يغضب العرب.... ؟؟؟

متي يغضب العرب؟
بقلم‏:‏ سلامة أحمد سلامة


هل فقدت الحكومات العربية قدرتها علي الغضب والاحتجاج والرفض‏,‏ فلم تعد تملك غير التصفيق والإشادة بأطفال الحجارة وإلقاء القصائد تمجيدا للقتلي والثكلي من ضحايا الانتفاضة؟ أم أن هناك أساليب أخري للتعبير عن الرفض العربي للموقف الدولي المهادن والمتواطيء إزاء عمليات الإبادة المنظمة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟
ارتفعت أسعار البترول بضعة دولارات بسبب سوء عمليات التوزيع في الأسواق الأوروبية‏,‏ وما تفرضه حكوماتها من ضرائب مرتفعة علي استهلاك البنزين‏,‏ مما أدي إلي نقص المخزون منه‏,‏ وطالبت الدول الصناعية الأوروبية وأمريكا بزيادة الإنتاج علي الرغم من أن زيادة المتداول منه تؤدي إلي خفض الأسعار والإضرار بدخول دول الأوبك‏,‏ التي عارضت من جانبها هذه الخطوة‏..‏ إلا أن بعض دول الخليج العربية هرعت إلي واشنطن تؤكد استعدادها لزيادة الإنتاج حتي ولو لم توافق بقية الدول‏..‏ وتمت زيادة الإنتاج إرضاء للسادة في أمريكا وأوروبا‏,‏ وتخفيفا للاعباء الاقتصادية رحمة بالمستهلك الأمريكي والأوروبي‏,‏ وحتي لاتستغني المصانع الأمريكية عن عمالها‏!!‏

هذه المصانع هي نفسها التي تنتج الأسلحة المتطورة والمعدات والطائرات التي تزود أمريكا بها إسرائيل مجانا‏,‏ لتقصف المدن الفلسطينية وتحتل الأراضي السورية وتضرب القري اللبنانية‏..‏ فضلا عن المليارات المتدفقة في صورة مساعدات اقتصادية وفنية لإسرائيل‏..‏
ثم لا يقف الأمر عند هذا الحد‏..‏ بل يتم إكراه دول الخليج العربية إكراها علي شراء أسلحة وطائرات حديثة بعشرات المليارات سنويا‏,‏ ولايتوقف وزير الدفاع الأمريكي‏,‏ ومن بعده البريطاني‏,‏ ثم الفرنسي عن القيام بجولات تسويقية كل شهر تقريبا إلي هذه الدول نفسها التي تؤكد تقارير المراكز الاستراتيجية الدولية أن ما تكدس لديها خلال السنوات الأخيرة يقدر بعشرات المئات من المليارات فضلا عما تتكبده من نفقات باهظة لإعالة عدة الآف من الجنود الأمريكيين فوق قواعد بحرية وجوية تنطلق منها الطائرات البريطانية والأمريكية لدك المواقع العراقية وفرض حظر جوي علي العراق‏.‏

وتنخدع الدول العربية كثيرا بما يتردد عن دور أوروبي سواء لإقرار السلام العادل في الشرق الأوسط أو في إقامة شراكة حقيقية متكافئة مع الدول المتوسطية العربية‏...‏ فكل ما يهم أوروبا هو إقامة حواجز من الاتفاقات التي تمنع تدفق المهاجرين من شعوب شمال إفريقيا والمتوسط ومن إفريقيا نفسها إلي أسواق العمل وإلي المدن الأوروبية‏.‏
ومن ثم كان طبيعيا أن تصر فرنسا علي عقد المؤتمر الأوروـ متوسطي الذي عقد دون جدوي في مارسيليا‏,‏ في وقت انهارت فيه عملية السلام‏,‏ وقالت أوروبا انها لاتستطيع أن تفعل شيئا‏,‏ ورفضت إدانة العنف ووحشية الإبادة الإسرائيلية‏...‏ ولم تجرؤ الدول العربية مع ذلك أن تحرم فرنسا من انتصار دبلوماسي أجوف لايقدم ولايؤخر‏,‏ بل إن ليبيا التي قاطعت مؤتمرات القمة جاءت تسعي إلي مارسيليا لتحتضن المواقف نفسها التي رفضت من أجلها حضور القمة العربية‏!!‏
فماذا نتوقع نتيجة لكل هذا الانسحاق العربي المهين؟
  رد مع اقتباس