[الدكتور أحمد باذيب]

اما من الناحية الشرعية انقل هنا فتوى لفضيلة الشيخ /عبدا لوهاب الديلمي

الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث فقال سبحانه : (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباًً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ..) والصلاة والسلام على رسول الهدى والرشاد القائل :"لا ضرر ولا ضرار"محرماًً بذلك كل ما يضر الإنسان به نفسه أو غيره .وقد اتفق العلماء أن من تناول مادة ضارة متعمداًً فهو آثم فإن مات بسببها ولو بعد حين فهو قاتل لنفسهِ ، ولقد أصبح من المعلوم يقينا أن في القات والتدخين أضراراً كثيرة على الدين والنفس والمال ولا ينازع في ذلك إلا معاند اتبع هواه وأصبح أسيراًً لتلك العادات القبيحة ، ومعلوم أن مقاصد الشريعة هي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال وتحريم كل ما يضر بواحد منها فكيف وقد تبين لنا أن التدخين و القات يضران بمعظمها ،حتى أن وجدت فيهما بعض المنافع إلا أن ضررهما اكبر من نفعهما و المفسدة فيهما أكبر المصلحة فهما الخبائث التي امرنا باجتنابها ، قال الشوكاني في كتاب فيض القدير في تفسير قوله تعالى : (لا تحسبوه شراً لكم ....الآية ) "الشر هو ما زاد ضرره عن نفعه والخير ما زاد نفعه عن ضرره وأما الخير الذي لا شر فيه فهو الجنة والشر الذي لا خير فيه فهو النار ." فالواجب على كل مسلم مستسلم لله أن ينتهي عنهما و يحذر غيره منهما وأن يستغل وقته وصحًَّته وماله فيما ينفعه في دنياه و أخرته ، وعلى زارعي القات أن يتجهوا بالتدريج إلى زراعه الحبوب والفواكه الطيبة وعلى المسئولين أن يقدموا لهم الدعم حتى تكتفي البلاد منها ولا تمد يدها لأعدائها فيذلوها و يمنعوا عنها ذلك متى أرادوا و على المتاجرين فيهما أن يتاجروا في غيرهما من الطيبات ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراًً منه و اللهُ ولي الهداية و التوفيق.