[abu iman]

أولا- أنا لم أذكر كلمة مهرج في ردي فلا تقولني ما لم أتفوه به .
ثانيا - قلنا و كررنا و لا زلنا نكرر وسنكرر بالذات الحضرمي وفي بطبعه، أمين بطبعه، إجتماعي بطبعه، حضاري، من عاملنا بالطيبة نكون أطيب منه و من تجبّر علينا تحاشيناه قدر المستطاع، نمقت العنصرية، يعيش بيننا أناس من كل الأجناس، و عايشنا كل الاجناس. و لهذا استطاع الحضارمة أن يتكيفوا بسهولة مع الكل، و أن يسيحوا في أرض الله الواسعة شرقا و غربا دون مضايقات و قد وصف الباحث الإنجليزي سيرجنت أن الحضارم يحترمون القوانين، ولكننا في كل الأحوال لا نقبل الظلم والضيم..
إذا اعتقدت غير هذا فأنت لا تعرف الحضرمي ( و هنا لا يجب أن تفهم كلامي أني أقصد الشماليين عكسنا )
هذا جانب... و قلنا و كررنا و سنكرر العنف لا يولد إلا العنف. و الناس مهما كانت برودة أعصابهم و صبرهم و جلدهم و كظموا غيظهم فلا بد في نقطة ما سيثورون عندها و ينفجرون، ولا نستطيع التكهن بردود أفعالهم، فالإنسان كما يقول السيكولوجيون كائن معقد لا يمكن توقع ردود أفعاله....
أنا لا أعمم كما تفعل فقد اعتبرت الشماليين كلهم طالبي رزق وديعين ومغلوبين على أمرهم و مضطهدين من قبل الحضارم لا ليسوا كلهم كذلك.
في منطقتنا يا عزيزي عدد من أبناء المحافظات الشمالية جاؤوا بعد الوحدة يعملون في الخضار و بعضهم أصحاب دكاكين و محلات، نتسامر معهم بعد أن يغلقوا محلاتهم و خصوصا عندما ينقطع التيار الكهربائي، و لم يحدث أن مسهم أحد بكلمة تخدش كبرياءهم، و ربما ندافع عنهم لو تعرض لهم أحد بسوء، و لا نشعر أنهم من خارج المنطقة، احترامهم لنا و مشاعرهم الطيبة تجاهنا جعلتنا نستأنس بهم و نحترمهم، رأيتهم ذات مرة وقد أغلقوا محلاتهم ليشيعوا معنا جنازة أحد المتوفيين من المنطقة .. و اعتبروا أنفسهم منا و فينا قولا وعملا. هل أشخاص كمن أشرت إليهم يستحقون غير الطيبة وحسن المعاملة؟
و أما الذي ينبش خبرا من هنا وصورا من هناك ليصفنا بأننا همج و سيؤون و خبيثون علنا أو ضمنا، و كذلك الذي لا يتورع في توجيه بنادقهم إلى صدورنا و قتلنا، فتصرفات كهذه تغرس ليس فينا فحسب بل و في نفوس عباد الله من أينما كانوا عدم الاطمئنان لهم، يتحول إلى الكره لهم، هل تطلب منا أن نشعر تجاه أمثال هؤلاء بالمحبة و الأخوة؟ أنت إذن تطلب ما لا يمكن أن نحققه لك ... نحن لسنا ملائكة.....