عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2006, 03:47 AM   #2
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي المكلا.. سندريلا البحر والفرح

متحف باشامخة
تحتل المكلا موروثاً ثقافياً واجتماعياً متنوعاً يتمثل في العديد من الشواهد التاريخية المهمة التي قل ما توجد في أي مدينة يمنية أخرى في اقامة المراكز الثقافية والبيوت الزاخرة بعبق التاريخ ونفائسه المتنوعة وشهدت مدينة المكلا اقامة المتاحف الشعبية لادوات الفن الطربية والوترية والجلدية المصنوعة محليا منذ زمن بعيد واحتفاظ الكثير من العائلات بقطع من الماضي في مبارزهم ومجالسهم ومحاضرهم التي يستقبلون فيها ضيوفهم ومحبيهم واقامة متاحف خاصة بهم .
من بين أولئك الناس وتلك المتاحف ينبري متحف الشيخ حسن سعيد باشامخة الذي انشأه في ستينات القرن الفائت ومكوناته البديعة ودخائره النفيسة من تحف التراث ادراكا منه بأهمية التراث والآثار وضرورة الحفاظ عليها واستغلالها بالطرق المثلى للحصول على الفائدة المنشودة للوطن والمواطن فقد كانت مدينة المكلا من المدن التي بدأ اهتمام ساكنيها بالاثار والحفاظ عليها واقتنائها مما حدا بالشيخ حسن باشامخة ان يجعل من بيته متحفاً ومتجراً اثرياً بمدينة المكلا ويجمع فيه عددا كبيرا من الاثريات القديمة من الخشب والعملات المعدنية والنقش على الجس والخشب والمشغولات اليدوية الاثرية القديمة التي تعج بها حضرموت من المباني التراثية وادوات الطبخ والاكل ومصوغات النساء من الفضة والذهب والملابس التقليدية القديمة بمختلف تقليعاتها وموضاتها وأوعية العروس والعريس.
ويعد بيت باشامخة احد المعالم الاثرية المهمة في المدينة ويرتاده السياح الاجانب والعجم من بقاع العالم ويقع في ضاحية الديس الشارع الثاني بعد شارع الغويزي العام كتب عليه لوحة باللغة الانجليزية تعني حسب ترجمتها هنا متجر المكلا الاثري وهو بحق اثري لما بداخله من كنوز أسس في 1960 ميلادية ومن ذلك اليوم ظل متحف باشامخة مزارا للعديد من هواة التراث وانتشاره داخل اليمن وخارجه .
حصن الغويزي
المكلا تمتلك عناصر جذب سياحية متعددة ومتطلبات اساسية لصناعة السياحة في المستقبل اضافة الى تاريخها الثقافي والموروث الشعبي المتميز الى جانب امتلاكها لساحل تتكاثر فيه تشكيلات رائعة من الشعب المرجانية .. واعشاب البحر وخلجان صغيرة تأويها الطيور البحرية المستوطنة والمهاجرة فيما يتميز شواطئ خلف وكهوف وسواحل بروم و فوه موطن تكاثر فيه السلاحف والحصون المعلقة على التلال ومن اوسعها شهرة حصن الغويزي .
يقع حصن الغويزي في المدخل الشمالي الشرقي للمدينة ويعتبر احد المعالم السياحية للمكلا اكتسب شهرة تاريخية من خلال الترويج له اعلاميا وسياحياً .. وأصبحت صور هذا الحصن تغطي معظم الكتب التاريخية واللوحات والبرشورات السياحية .. وتفنن المبدعون في إبراز نحت عدة نماذج لحصن الغويزي وهو ينتصب من ناحية الشرق حارسا متوثباً يحمي مدخل مدينة المكلا على ثلة من ناحية الشرق تروي كثير من القصص حول الحصن وتسمياته فهو القفل والفك الاسد والغويزي نسبة الى احد الحراس للمدينة في الماضي ويدعى سعيد الغويزي اخذ فترة طويلة في الحراسة في الحصن للموقع والوادي الذي كان فيه يوما عامرا بزراعة العديد من المحاصيل والاشجار المثمرة قبل حوالي 300 عام والتصق اسم سعيد الغويزي بالحصن اسوة بالعديد من الحصون التي نسبت وسميت باسماء حراسها كالغارق والعينة
قامت بعثة اثرية بزيارة الحصن من دولة العراق الشقيق في السبعينات تقريبا من القرن الفائت ولخصت دراستها ان الحصن قد بني مابين ثلاثمائة الى اربعمائة عام حسب دراسة التربة والصخور والتراكيب الجيولوجي ونماذج من الادوات التي كانت تستعمل في ذلك الوقت ونظرا لتغير المناخ وقلة الامطار والجفاف الذي حل بالمكان حيث جفت مياه الابار وتقلصت الزراعة وتصحرت المنطقة ويعود تاريخ انشائه للعام 1128هـ الموافق 1716 ميلادية في عهد الامارة الكسادية ويتكون الحصن من دورين وسطح يتم الصعود اليه بواسطة درة مرصوف يصل الى بوابته التي اقيمت في الجهة الشمالية ويبلغ اتساعها 1.20 متر بني الحصن بمواد محلية وطابع تقليدي اساساته الارضية مبنية بالاحجار المهندمة وسقوفه من جذوع النخيل وطليت جدرانه بالنورة المشهورة في البناء التقليدي بحضرموت وتميزت غرفه بنوافذه الصغيرة بدوره الارضي واتساعها في الدور الثاني مع مجموعة من المناور تعلو النوافذ لتهوية المبنى كما يوجد به صهريج ماء يلحق بالحصن .
تم ترميمه في عدة مراحل من قبل الجهات المسؤولة ورصفت الممرات بالاحجار وسور بأسوار من حديد لحمايته والحفاظ عليه كقيمة أثرية وكعلم من معالم حضرموت عامة والمكلا خاصة .
سدة المكلا .
في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي 1921 ميلادية 1340 هجرية انشئت سدة المكلا واشرف على بنائها المهندس المعماري داود الجيلاني الذي قام بعدة اعمال اوكلت اليه من قبل السلطنة وقد صممت السدة بطريقة هندسية رائعة وبشكل جمالي معماري في غاية الروعة مستوحى من المعمار الاسلامي المعروف بقبابه ومنحياته وقد استخدم في بناء السدة مواد بناء محلية من الاحجار والطين والنورة والأخشاب بسمك وارتفاعات متناسقة وقد انشئت بوابة المدينة هذه على انقاض السدة القديمة قبل التوسع في بناء المدينة والشروع في بناء قصر المعين والباغ على مقربة من مسجد عمر الكبير من ناحية الجنوب والتي تهاوت بسبب القدم والتوسع في منشآت المدينة في اواخر العام 1387هجرية 1967 ميلادية هدمت سدة المكلا لأسباب اعادة البناء والتوسع في طريق مدخل مدينة المكلا وعدم ادراك الحاكمين في تلك الفترة للاهمية التاريخية للأثر والشاهد وتنبه المسؤولين في تسعينات القرن الفائت لضياع الاثر فصمم مجسم هندسي بديع يمثل سدة المكلا بالقرب من المكان الرئيسي للسدة القديمة ووضعت حديقة جميلة على مدخل المدينة اطلق عليها مجسم السدة في 2000 ميلادية .
> حي البلاد
يؤكد الكثير من المؤرخين والباحثين ان حي البلاد هو مكان الاستيطان البشري الأول ويتميز الحي بطابعه الخاص في البناء التقليدي الأسيوي . وعرف بأنه المركز الاداري والتجاري والسياسي الأول للمدينة فقد بني به حصن الدولة الكسادية والميناء القديم المعروف بالفرضة والجامع القديم الذي رمم اكثر من مرة وتم توسعته دون الحفاظ على طابعه واصالته التي انشىء بها .. ويمتد الحي الذي عرف بعد استقلال الشطر الجنوبي من اليمن بحي الشهيد خالد نسبة الى الشهيد خالد بن هامل احد شهداء قنبلة مسيرة الطلاب التي شهدتها المكلا وراح ضحيتها بن هامل وجرح بعض الشباب والطلاب .. يمتد من شبه اللسان البحري الممتد الى البحر ويطلق عليه رأس المكلا وقد ردمت المساحات الموصلة بالبحر بالكورنيش بحري وطريق مسفلت يربط احياء المدينة ببعضها البعض وبنيت ثانوية للبنات حديثة في مكان الفرضة التي تحول الى منطقة خلف كما بني مطعم حديث بشكل سفينة اعطى للمدينة منظرا جميلا ولازالت بهذا الحي العديد من المقاهي العتيقة ، والبيوت ذات البناء التقليدي المرشوشة بالنورة والعكف والسواري وعلى الجانب الشرقي تقع حارة العبيد وهي حي الحارة وقد اختلف الرواة في تسميتها فمنهم من نسبها الى حارة عبيد آل كساد الذي بنى لهم محمد بن عبد الحبيب الكسادي أول بيت في هذه المنطقة في العام 1207 هجرية الموافق 1792 ميلادي.
وظهرت الحويف في منتصف القرن الثامن الهجري وهي جمع حافة بمعنى حارة وجمعها حارات حيث تقسم المدينة الى عدة أحياء يقوم فيه الشيوخ وفتيان الحي بالتعاون والتعاضد والتكافل الاجتماعي والعطف على بعضهم البعض ومؤازرة بعضهم وقد قسمت المكلا اضافة الى الحارة التي تقع تحت قارة المكلا من الشرق الى الغرب الى نهاية السور والسدة القديم في شكل طواف ثم حي برع السدة بعد تهديم السدة وبناء القصر السلطاني وتم السكن في هذا الحي 1320 هجرية - 1902 ميلادية وسمي هذا الحي بحي السلام فيما بعد .
  رد مع اقتباس