عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2015, 07:58 PM   #22
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الجنوبيون والتَّعْوِيل على الشرعية المفقودة!!

الأحد 22 فبراير 2015 05:56 مساءً

رمزي الشعبي
كتب/ رمزي الشعبي

أكتب هذا المقال وقلبي يعتصر ألماً ويبكي حُزناً على واقعنا المرير الذي وصلنا اليه , قيادات تتصارع وتتخبط وتُضيع الفرصة تلو الأخرى وشعب في الساحات مرابط عجز ان يأتي بغيرهم وما زال يسبح بحمدهم ليل نهار ضنا منه أن الخلاص سيأتي منهم!!! وهم في حقيقة الأمر لم يقدموا للجنوب وحراكه سِوى البيانات وعبارات الاستهجان كلما أرتكب الاحتلال اليمني مجزرة جديدة. بالأمس رجع هادي الى عدن بعد أكثر من شهر من تقديم استقالته الى البرلمان هرباً من سطوة الحوثي الذي بسط سيطرته على العاصمة صنعاء وفرض حصارا خانقا عليه , فكانت أصوات الجنوبيين قُبيل هروبه تتعالى مستنكرة ما حصل له متناسين زَلاَّتِهِ الماضية وآملين منة أن يعود الى الجنوب ويتخذ قرارا يغفر له ما تقدم فباتوا يترقبون رجوعه الى عدن وإعلان قرار تاريخي يلبي طموحاتهم وتطلعاتهم ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

وصل هادي الى عدن في سيناريو أشبه بفيلم من افلام هوليود وأصدر البيان الأول من مدينة عدن والذي جاء مخيباً للآمال و شكل صفعة قوية لكل جنوبي راهن علية واثبت لهم من جديد بأنه ما زال يدور في فلك الشمال.

مشكلة الجنوبيين اليوم أنهم أصبحوا كغريق في عرض البحر يبحث عن قشة ليتعلق بها ! فكلما أقدم أحد السياسيين المعروفين على الساحة بعمل تصريح مقتضب حول القضية الجنوبية ليدغدغ به مشاعر الجنوبيين نرى تطبيلا صاخب يملأُ الآفاق ويرجع ذلك الى حالة اليأس التي باتت تتملك الشارع الجنوبي جراء فشل القيادة الجنوبية قاطبة في تحمل مسئوليتها التاريخية أمام الشعب والوقوف عند حسن ظنهم ممّا أدى بالجنوبيين للبحث عن البديل .

الرئيس هادي جنوبي ولا يمكن لاحد أن يُنكر علية جنوبيته ولكن تعلق الجنوبيين به حد الهوس وتمنية أنفسهم بأماني اهل الكتاب واستبشارا بأنَ الخلاص سيأتي على يديه رغم معرفتهم السابقة بماضي الرجل ومواقفه المخزية من قضيتهم ابتداء من حرب صيف 94م وانتهاء بحوار موفنبيك وما تبعه من تسريبات ومواقف كان ضربا من ضروب الخيال فالرجل كان رئيساَ للدولة لمدة تزيد عن ثلاثة أعوام ولم يستطع إيقاف مجرم كضبعان سفاح الضالع انتصارا لحرمة الدم الجنوبي أو أنّ يُطلق سجينا في قضية سياسية كالتي حدثت مع السجين ظٌلما أحمد المرقشي أو أن يقبض على قتلة الشهيدين {أمان والخطيب} والذين ما زالوا يسرحون ويمرحون في شوارع صنعاء, ولو ذهبنا لأبسط من ذلك لم يستطيع تنفيذ نقطة واحدة كاملة من النقاط العشرين أو الإحدى عشر الخاصة بالقضية الجنوبية التي أقرها المتحاورون في مؤتمر حوارهم كحد أدنى فكيف سيستطيع أن ينتصر لقضّية أو أن يُحرر دولة محتلة ؟؟!!!

دعونا نواجه أنفسنا ونتكلم بصراحة مطلقة, مُخطئ من يظن أن تحرير الجنوب سيأتي ممن دخل على ظهر دبابة وشرعن للاحتلال لأكثر من عقدين من الزمن ومُخطئ أيضا من يظن أن وقوف هادي مع علي صالح في الحرب المشؤومة كان بمثابة الانتقام ممن أخرجة من الجنوب العام 86م كما يروج له البعض, فلو سلمنا بفرضية هذا القول دعونا نُملي على أنفسنا بعض التساؤلات:

ماذا كان موقف هادي من تبعات تِلكُم الحرب؟ وأين كان هادي عندما كان علي صالح يضرب الجنوبيين بيد من حديد طوال 17 عاما تحت سمعة وبصرة ؟ وهو الذي كان نائب للرئيس !! وحتى عندما تسلم مقاليد الحكم في الشمال استمر البطش والتنكيل بالجنوبيين ليلا و نهارا وكأن علي صالح أو أحد فاتحي الشمال ما زالوا يحكمون وليس مواطن محسوب على أبناء الجنوب , ولنا في مجزرة سناح في الضالع و21 فبراير في ساحة العروض ذكرى يوم تعيينه لخيُر أدَلة , كل يوم يمر علينا نتأكد ونتيقن بأن هناك حقد دفين يحمله هادي تجاه الجنوب ولا يقل عن حقد الشمال لكل ما هو جنوبي. عودة هادي الى الجنوب جاءت للملمة ما بعثره الحوثي في الشمال ومن ثم الدخول معه في مواجهة مباشرة لتثبيت شرعيته رئيسا للبلاد وهذا ما سينقل صراعات الشمال الى الجنوب ويجعل الجنوب رأس حربة في يد هادي وهذا بالطبع سيدخله في اُتون صراعات دموية كبيرة قد تتسع وتدخل فيها أطراف خارجية كثيرة.

الجنوبيون اليوم ملزمون قراءة الأحداث قراءة صحيحة والابتعاد عن العاطفة الزائدة التي من شأنها فتح أبواب كثيرة يدخل منها المتآمرون والمتاجرون بالقضية وعليهم خلق قيادة جديدة جادة منهم تقف على قلب رجل واحد لتحقيق النصر والأمل المنشود.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس