عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2016, 02:57 PM   #197
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



بن عيدان ورصانة البيان


Google +0 0 0 0 0

شبوه برس - خاص - برانتفورد كندا
الثلاثاء 23 فبراير 2016 10:08 صباحاً




لست من متابعي الساسة وتصريحاتهم فلقد اصابني منهم الصمم لسنوات من الجعجعات والتحذلقات حتى انني صرت اتابعهم فقط من اجل لا أكشف جهلي عنهم في اي حوار او نقاش او لقاء، لكنني عندما استمع الى سياسيين خارج نطاق مسرح الحكم وهيلمان الوزارات، عندها اشعر وكانني مع شخص يلهمني الحقيقة ويقراء الواقع بعين متجردة ولسان صادقة ،فهو يقول ما استـَشعره ضميره ووعية دون تاثير من حزب او مكون.


إستمعت بالأمس الى الأكاديمي والباحث الدكتور بل الشيخ حسين بن لقور بن عيدان -خريج جامعات فرنسا - وهو يجيب على اسئلة عميقة في مقابلة تلفزيونية حول أوضاع اليمن و شدني إليها رصانة الكلام واتزان القول وعمق التفكير، فخرجت بعدها بنتيجة ان الوظيفة السياسية تفقدنا طهرنا وصدقنا وان من هم خارج مسرح السياسة هم الاصدق والاكثر اتزانا وعمقا واخلاصا في القول وأكثر إستلاهاما للحقيقة دون تمترس ودفاعات فضفاضة تمليها هيلمانت الوزارة .

والحديث عن هذه المقابلة ومقابلات سابقة يمكن العودة اليها مع هذه الشخصية النابهة حديث له شجون، ودعوني اتوسع في شرح إجاباته دون التقيد بحرفيتها أي الخوض في هامشها الفسيح، حيث والمقابلة كانت مباشرة وصادقة بل ومُلهمة.

تطرق الدكتور حسين الى ان الحرب طالت بسبب الخوف من الخيانات وعدم توفر ثقة مطلقة بمن يقف معك في خندقك ، وراى ان الافضل ان لا نعمم التهم ونقصي النصير ولكن علينا ان نحذر ونتعلم من دروس الماضي والحروب الاهلية التي عاشتها اليمن في الستينات ، واضاف ان الامر يتطلب تقبل من يقف معك ودعمه وتشجيعه ولكن عليه ان يتولى تحرير منطقته والذود عنها وكفى.


وعن تعز أوضح انه يجب ان ندرك ان الحروب تخلق -أمراء حروب- لا يهمهم هولاء النصر السريع بل أستدامة المناوشات ، بل ويبلغ بالصلف والأستهانات عند -أمراء الحروب- ان لا يكترثوا بمن سقط صريعا او جريحا فكل اهدافهم هي الارباح وهي غزيرة وسهلة ولكنها مخيفة. كما تطرق الى ان المكونات الشمالية حتى وان وقفت وثارت ضد الحوثيين وضد صالح ونظامه العاتي، الا انها في بعض المنعطفات تتماهى مع مناطقها وجماعتها ،بل وتلتقي في مسافة ما في الطريق مع من وقفت ضده ،خصوصا اذا لاح لههذ المعرضات ملامح تململ جنوبي لفك الأرتباط.

وتعرض لموضوع -تعز- وعدم بروز مكونات اخرى على ساسحة الكفاح وان وجدوا فهم مثل -الكومبارس- حيث والبروز والظهور وتموضع الشاشات والكاميرات وعموم الاعلام هي لمكون -الأصلاح- والذي اضاف انني معه ولا اجحفه هذا الحق ولكنني اهيب به ان يلتقي مع كل الاطايف الوطنية وذلك بتكوين تجمع وطني من مختلف التوجهات وهم الناصريون والسلفيون بل والمستقلون. فهذا يكسبهم قوة ومساحة مؤثرة.

ونوه الدكتور بن عيدان الى ان تأخر تحقيق النصر في تعز يعود الى ان تعز هي خاضنة كبيرة لقبائل اتت من شمال الشمال ،وسكنت واستقرت في تعز والمناطق الوسطى ،وتشكل شريحة ضخمة لا يمكن الاستهانه بها وهي هنا تشكل حليف قوي ومناصر شرس للحوثيين وهذا يجعل تعز تتاخر بل تتعثر في تحقيق الحسم في معاركها وتحريرها بعكس عدن حيث وكل من كان يحارب مع صالح والحوثيين اتوا الى بيئة طاردة لهم ومجتمع يصعب معه التماهي.


وعن صنعاء فقد اوضح انه يرى ان تحريرها سيتم سلميا وهذا ما يقراه من واقع المعارك وتطوراتها في تخوم صنعاء واضاف ستجد صنعاء نفسها معزولة ومطوقة ولكل حرب نهاية ومنتصر ومهزوم.واضاف كلمة مهمة توقفت عندها ووضعت تحتها اكثر من خط حيث قال ان اليمن خزان بشري ضخم لا يتردد في اغراق وتدمير من حوله بفيضانات عدمية و مدمرة .


ليس هذا حرفيا ما نوه به الدكتور بن عيدان ولكنني اوضحت ما قراته على هامش مقابلته الرائعة . ولقد شدني الى حديثة رصانة القول وجسارة الرد وفصاحة الكلام والتي الزمت المذيع الصمت والأستماع بل والاعجاب الى درجة انه كان يطلب منه ان يفكك له العبارة ويسهب في الشرح .
عشت يا بن عيدان.
*-
*- فاروق قاسم عبدالرحمن المفلحي – شاعر وأديب وكاتب سياسي مقيم في المنفى برانتفورد كندا



التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس