[حد من الوادي]

هل يتعامل المسئولون اليمنيون بجهوية تجاه الجنوب؟


الأربعاء 21 سبتمبر 2016 01:29 مساءً
عدن(عدن الغد)خاص:


على الرغم من كل المتغيرات التي حصلت اثر حرب العدوان الثانية التي شنها اليمنيون الشماليون على الجنوب في أواخر مارس اذار الماضي وانتهت بتحرير الجنوب وهزيمة قوات صالح وميليشيا الحوثي، إلا ان هناك اتهامات لا تزال توجه للوزراء والمسؤولين الشماليين بالتعامل مع جنوب اليمن من منطلق جهوي.

تؤكد التصريحات الصحفية والمؤتمرات التي عقدها مسؤولون يمنيون خلال السنوات القليلة الماضية، استثناء الجنوب والجرائم التي وقعت فيه، حيث يرفض المسؤولون والوزراء الحديث عن قضية الجنوب التي برزت إثر الاجتياح العسكري لقوات صالح وميليشيات الاخوان المسلمين في منتصف تسيعان القرن الماضي وهو العدوان الأول الذي قضى على مشروع الوحدة السلمي.



قمع تظاهرات الجنوبيين

في العام 2007م، خرج الجنوبيون في تظاهرات مناوئة لنظام صنعاء على خليفة استمرار اقصاء وتهميش للموظفين المدنيين والعسكريين ونهب اراضيهم من قبل نظام صالح والحلفاء السابقين في جماعة الإخوان المسلمين، إلا ان نظام صالح قام بقمع تلك التظاهرات وقتل واعتقال متظاهرين.

قتل وجرح المئات من المتظاهرين الجنوبيين، وزج بالآلاف في السجون والمعتقلات الا ان تلك الانتهاكات لم تلق أي صدى وتم التكتيم عليها، حيث يرى ناشطون جنوبيون ان السبب في ذلك هو سيطرة الشمال على المنظمات الدولية والحقوقية.

صورت منظمات يمنية شمالية الجنوبيين بانهم جماعة متمردة، فيما كتب صحافيون شماليون تقارير تزعم ان الحراك الجنوبي هو جماعة مسلحة، فيما زعم أخرون أن له ارتباط بتنظيم القاعدة وإيران لاحقا.. قبل ان يدحض الجنوبيون كل تلك المزاعم في العام 2012م بقتال القاعدة، وفي العام 2015م بقتال الحوثيين وقوات المخلوع صالح المرتبطة بإيران.

استطاع الساسة اليمنيون الشماليون الى حد ما صناعة رأي عام ان الجنوبيين متمردين على الحكومة الشرعية الا ان اتت احداث الربيع العربي ليركب اليمنيون موجتها وطالبوا بإقالة الرئيس صالح، لكن الجنوبيين ظلوا متمسكين بقضيتهم والمطالبة بالاستقلال.

لكن أي من تلك الجرائم التي ارتكبها نظام صنعاء في عدن على مدى ربع قرن لم تصل الى المنظمات الدولية وظلت محصورة في عدن، والسبب كما يقول مهتمون هو سيطرة قوى الشمال على المنظمات ووسائل الإعلام العربية والدولية.

قبل أشهر عقدت الناشطة اليمنية إشراق المقطري مؤتمرا صحفيا في عدن لشرح قضايا الانتهاكات التي وقعت في اليمن منذ احداث العام 2011م، إلا انها لم تذكر اعمال القتل والقمع التي ارتكبت بحق الجنوبيين، بما في ذلك مجزرة المعجلة واعمال التدمير التي طالت أكثر من 12 ألف منزل خلال الحرب بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة.

يؤكد مسؤولون في أبين " إن المحافظة الجنوبية التي ينتمي إليها الرئيس هادي هي المحافظة الوحيدة التي تم استثنائها، من التمثيل في لجنة ادعاءات حقوق الانسان، حيث انه لا يوجد أي ممثل لمحافظة أبين"، كذلك الأمر مرتبط ببقية المحافظات الجنوبية.

الخضر الميسري رئيس منظمة حق للحقوق والحريات فوجئ ذات " إان وزير حقوق الانسان اليمني قد طلب منه تسليم ملف الانتهاكات التي حصلت في أبين إلى ناشطة يمنية مهمتها حصر الانتهاكات في مدينة يمنية أخرى، حيث يقول مقربون من الميسري ان تقريرا اعده الخضر يوثق الانتهاكات في ابين قوبل بإهمال من قبل وزير حقوق الإنسان الأصبحي.

مؤتمر جنيف وتداعيات رفض الوزير الأصبحي مشاركة الجنوبيين



لا تزال تداعيات رفض وزير حقوق الانسان اليمني عز الدين الأصبحي مشاركة جنوبيين في دورة للأمم المتحدة في جنيف بسويسرا تلقي بظلالها على المشهدين السياسي والاجتماعي في البلد الذي يشهد حربا مدمرة.

يقول مسؤول يمني" ان وزير حقوق الانسان استخدم صورا لانتهاكات ارتكبها الحوثيون والمخلوع صالح بحق المدنيين في الجنوب على أنها في مدينة يمنية شمالية، الأمر الذي عززه تأكيدات من ناشطين جنوبيين".

يقول ناشطون " إن وزير حقوق الانسان قدم ملفا مصور عن جرائم الحوثيين في مدينة يمنية، لكن أغلب تلك الصور هي لجرائم في عدن وارتكبها الحوثيون في حي دار سعد تحديدا.

وامام تلك التصرفات التي يقوم بها وزير حقوق الإنسان الأصبحي الا ان رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر لم يقم بأي اجراءات حيال تلك التصرفات الجهوية.

ويرى سياسيون أنه كان من المفترض ان يتعامل وزير حقوق الانسان مع قضايا اليمن بسواسية، إلا ان الوزير الذي يتهم بالعنصرية سبق له وتجاهل الانتصار الذي تحقق في الجنوب على ميليشيات المخلوع صالح.

الوزير الأصبحي قال في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط " إن مدينة تعز هي المدينة الوحيدة في اليمن التي تصدت للمشروع الإيراني في اليمن" إلا ان استدرك وقال انها لا تزال محاصرة من قبل الانقلابيين".

وطالب الوزير صراحة بانفصال تعز عن اليمن .. مؤكدا ان " قضية تعز تعد من أخطر الملفات لأن أهلها أفسدوا المخطط الانقلابي، وأن أي حل لابد أن يضع في الحسبان ملف تعز.

وفسر سياسيون تصريحات الأصبحي بأنها محاولة انتقاص من قضية الجنوب والانتصار الذي تحقق على ميليشيات صالح والحوثيين الموالية لإيران.

وتسببت تصرفات الوزير الأصبحي بإرباك شديد للحكومة الشرعية، حيث يقول مسؤولون إن وزير حقوق الإنسان فشل في مجاراة الانقلابيين وكشف جرائمهم التي ارتكبت بحق المدنيين في اليمن.

#صالح_أبوعوذل

http://www.adengd.net/news/221325/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}