عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2011, 10:35 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي أوراق من الذاكرة الحضرمية ( القائد العسكري بن سميدع )..!!

.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كانت الهند من مهاجر الحضارمة القديمة إذ أن علاقة الحضارمة بها لم تنحصر في التجارة ونشر الدعوة الاسلامية فقط ، فقد كانت سلطنة حيدر آباد الدكن كانت تجذب الحضارمة للعمل في سلك العسكرية ضمن قوة جيش هذه الإمارة الإسلامية . وفي ذلك الجيش تدرب الحضارمة على الفنون العسكرية والمهام القتالية والاساليب العسكرية والمهام التنظيمية والاداية الحديثة ، وقد تبوأ منهم من تبوأ رتبا عسكرية قيادية كبيرة .. وكان من أشهرهم عمر بن عوض القعيطي وغالب بن محسن الكثيري وعبدالله بن علي العولقي من قبيلة العوالق .

ساقت الأقدار شابا يافعا ولد سنة 1911م في قرية تسمى الشمرية تقع في صوط آل علي بمديرية الضليعة بحضرموت الغربية ، اسمه صالح بن يسلم بن سميدع ، ساقته الأقدار في سنة 1922م نحو الهجرة بصحبة والده الى بورتسودان في السودان ، ويلتحقا بمعية أبيه بمن سبقوهم من أقاربهم المقيمين بالسودان والذين يسعون في مناكب الارض طلبا للرزق .

توفى ( يسلم بن سميدع ) في بورتسودان وترك من بعده إبنه صالح الذي لم يبلغ حينها من العمر الخامسة عشر . وقرر ذويه إرساله الى جده للعمل وطلب الرزق ، وفي أرض الحجاز مكث فيها ما مكث ، وفي تلك الإثناء كانت أرض جاوه الحلم الحضرمي المنشود إذ كانت جاوه تشهد إزدهارا كبيرا في التجارة ، فقرر صالح بن سميدع الهجرة الى الشرق البعيد - جاوه - وفي جاوه عمل في التجارة وتنقل بين جزرها وتمرس في الحياة ، ولكن هذا الشاب كان يشعر في قرارة نفسه بأنه لم يخلق ليكون تاجرا أو عاملا أجيرا ذلك لما تميزت به تكوين شخصيته من شدة وصلابة وحزم وانضباط وسلوك سوي ، والذي يحاكي سلوك الضابط العسكري الملتزم ، فقرر الرحيل الى الهند فوصل الى حيدر آباد وهو في مقتبل شبابه إذ لم يتجاوز من العمر الخامسة والعشرين من سنين عمره .

التحق صالح بن يسلم بن سميدع بجيش حيدر آباد وتلقى تدريباته العسكرية وأظهر تفوقا وانضباطا واخلاصا لعمله وأبدى من الاقدام والشجاعة ما كان محل اهتمام مرؤسيه من القادة العرب وتم ترشيحه الى دورات عسكرية متقدمة وتحصل على رتبة تعادل رتبة ( الملازم ) .

ولفتت شخصية الملازم صالح بن يسلم بن سميدع الضابط بجيش حيدر آباد السلطان صالح بن غالب القعيطي في احدى زيارته للهند ، وسأل عنه مرؤسيه فأطنبوا بالاشادة بهذا الشاب وانضابطه العسكري ، وكانت تلك الفترة من أهم فترات التاريخ السياسي والعسكري في حضرموت . فقد تم عقد اتفاقيات الصلح والهدنة بين القبائل واصبحت حيز التنفيذ ، وبدأت سياسة الى الإمام التي رسمها المستشار انجرامز تأتي ثمارها ، وبدأت فكرة تنظيم المؤسسات العسكرية في حضرموت .

لقد كان سلاطين القعيطة قادة عسكريين في جيش النظام في حيدراباد بالهند، وكانت لديهم خبرة عسكرية بتنظيم الجيوش الحديثة، ونظراً لذلك فقد سعوا إلى تأسيس جيش نظامي على الأسس الهندية وزودوه بضباط وجنود هنود. كان تنظيم هذا الجيش يعد جيداً بالنسبة لقوات السلطنات والمشيخات في المنطقة، بالرغم أنه كان ينقصه الكثير من التنظيم والضبط والربط العسكري. كان االجيش النظامي القعيطي يتكون من الرويلة الأفغان المرتزقة الذين استجلبهم السلطان القعيطي من الهند، وعبيد السلطان، والجنود اليافعيين. وقد أورد إنجرامز في تقريره عام 1934م العناصر المكونة لهذا الجيش، فذكر أنه يتكون من سبدار( رتبة عسكرية) غير متدرب ولا يرتدي الملابس الرسمية إلا في المناسبات. وأربعة برتبة جمعدار، اثنان منهم حضرميان كانا من ضباط المشاة السابقين، واثنان هنود احدهما كان قائدا في سلاح المدفعية.

في ابريل عام 1936م وصل الكولونيل روبنسن قائد جيش الليوي إلى المكلا ليقوم بإسداء النصح والمشورة لحكومة المكلا في كيفية إعادة تنظيم جيش المكلا النظامي على أسس صحيحة وحديثة. ومن التوصيات التي قدمها روبنسن: تسريح الجنود غير الصالحين وغيرالمناسبين، وتجنيد أشخاص جدد، وزيادة المرتبات، كما أوصى أيضا بإعادة تجهيز وتسليح الجيش بمعدات وأسلحة جديدة، ثم بناء ثكنات جديدة له على حساب قروض وهبات بريطانية .. وقد استبقى الكولونيل روبنسن عند مغادرته المكلا أحد مساعديه، وهو الكابتن هوبكنز (Hopkins) مدة ستة أشهر، للمساعدة في إعادة تنظيم وتدريب جيش المكلا النظامي، وقد حقق تقدما كبيرا في هذا المجال

لقد قضت توصيات روبنسن بألا يبقى استخدام الجيش كما كان عليه الحال في الماضي، منحصراً بالأعمال الاستعراضية، وإنما يجب أن يكون بعد الآن احتياطي لقوات الشرطة في السلطنة في حالات الطوارئ والاضطرابات الخطيرة. ولتحقيق هذا الهدف فإن السلطات البريطانية في عدن أرسلت مرة أخرى الكابتن هوبكنز إلى المكلا في نوفمبر 1937م برفقة ضابط عربي وثلاثة مساعدين من جيش الليوي، ليقوم بتدريب فرقة خاصة من جيش المكلا النظامي تتكون من 50 إلى 100 جندي مهمتها قمع أي تمرد أو عصيان، خصوصاً من قبل مقادمة يافع غير النظاميين. وقد جاءت فكرة إنشاء هذه الفرقة بعد ظهور معارضة من قبل بعض مقادمة يافع على الإصلاحات في الجيش وعلى معاهدة الاستشارة.

طلب السلطان صالح بن غالب القعيطي من الملازم صالح يسلم بن سميدع التوجه إلى المكلا وسلمه خطابا لولي عهده عوض بن صالح بتعيينه في الجيش النظامي وبنفس الرتبة ، وصل الملازم صالح بن يسلم بن سميدع في منتصف سنة 1936م ، وأهتم الكابتن هوبنكر ( Hopkins ) بالملازم بن سميدع وارسله الى عدن في عام 1937م ضمن بعثة عسكرية في دورة عسكرية لمدة ستة اشهر وبعد عودته تمت ترقيته الى ملازم أول
.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



للموضوع بقية ...!!


.





.
التوقيع :
  رد مع اقتباس