عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2011, 12:36 PM   #2
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

..

الحالة الاجتماعية في حضرموت في عصر خميس كندي:



السادة :
===


يحتل السادة في البنية الاجتماعية التقليدية أعلى درجة في درجات السلم الاجتماعي في حضرموت، وينتسب السادة العلويون في حضرموت إلى الإمام المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن على العريضي بن جعفر الصادق. الذي وصل إلى حضرموت عام 318 هـ مهاجراً إليها من البصرة. ويعد العلويون من أكثر فئات مجتمع حضرموت عدداً وثقافة وتأثيراً في مجتمعهم ، هاجر بعضهم من حضرموت إلى الهند وجنوبي شرقي آسيا، وجزر المحيط الهندي، وشرقي إفريقيا. وكان لهم تأثير كبير في نشر الإسلام في تلك المناطق . ومثلوا الحضارم السمعة الطيبة .

ويتحدد مرتكزات المكانة الاجتماعية للسادة في إطار النظام المراتبي الاجتماعي في حضرموت ضمن دورهم في النشاط الدعوي والتعليمي الواسع ومكانتهم االدينية والثقافية في حضرموت.
ونتيجة لعدم الاستقرار السياسي واضطراب الأوضاع الأمنية واحتدام الصراعات القبلية قرر السادة اعتزال معترك الصراع السياسي والقبلي خصوصا بعد أن تبنى الفقيه المقدم محمد بن علي هذا المبدأ. وعن الأسباب التي أدت بالفقيه المقدم إلى تبني مبدأ اعتزال الصراع السياسي والقبلي، يقول محمد عبد القادر بامطرف في كتابه ( المعلم عبدالحق ) ص 130 :

(( أن الفقيه المقدم رضي الله عنه كان يرى أن الانتفاضات التي قامت في وجه الحكام المبطلين بحجة أن الأرض ملئت جورا، وان لابد من أن تملأ عدلا قد انقلبت، حين لم تجد حكاما صالحين لكافة مراحلها، إلى كوارث وطنية ودينية تحت إغراءات السلطة المطلقة وإرهاب الحكم، وانغمس في الفساد أولئك الذين كانوا ينعون على خصومهم فسادهم واستئثارهم بالسلطة. لقد أراد الفقيه المقدم للعلويين أن يقودوا المجتمع سواء السبيل بالموعظة الحسنة والقدوة المثلى و التحلي بالأخلاق المحمدية، وان ينصروا الله في حكامه الراشدين بتأييدهم ماديا ومعنويا دون أن يتكالبوا على السلطة الدنيوية المباشرة. ))

وفي الواقع. أنه منذ أن كسر الفقيه المقدم محمد بن على باعلوي السيف – وهو فعل يرمز الى كسر سيف الظلم والحيف والاقتتال القبلي والسلب والنهب، الذي كان سائدا في تلك الحقبة – تغيرت الوظائف الاجتماعية والثقافية والسياسية للسادة، واعتزلوا الصراع السياسي والقبلي. فكانواملجأ لفئات المجتمع كافة، في طلب العلم ولحماية المستضعفين ولانصاف المظلومين وعقد الصلح بين المتخاصمين والمتقاتلين.

لم يكن ذلك الفعل انسحابا وهروبا من الحياة، بل هو فعل ايجابي وتفاعل مع جوانب الحياة المختلفة. فقد اعتزلوا الصراع السياسي والتكالب على السلطة، لكنهم لم يعتزلوا السياسة، فقد كان أثرهم بارزا في الحياة السياسية، من خلال وقوفهم في وجه سلاطين الجور والظلم، ودعمهم لكل ولي امر يسعى لتطبيق الشريعة وتحقيق العدل والسلام.
وباعتزال السادة الصراع السياسي، توفرت لهم وظيفة اجتماعية جديدة كان المجتمع في حضرموت في حاجة ماسة إليها، عززت مكانتهم الاجتماعية وزادتها رسوخا، وفرضت على فئات الشعب الأخرى كافة احترامهم. فلأسباب سياسية اقتصادية أمنيه، أصبحت هناك ضرورة لوجود فئة اجتماعية محايدة، وأيضا منطقة محايدة أطلق عليها اسم ( الحوطة ) وهي عبارة عن منطقة عند ملتقى الطرق التي تتجمع عندها القبائل، وقد تكون المنطقة سوقا تجارية. وقد أنشأ السادة حوط عدة كان لها أثر فعال في حل النزاعات وعقد الهدنة بين القبائل المتصارعة، ومن أشهرها حوطة عينات لآل الشيخ أبو بكر التي لعبت دورا بارزا في تاريخ حضرموت الحديث، وحوطة المشهد لآل العطاس، وحوطة آل السقاف.
وغيرها من الحوط .

ويعد مناصب السادة أهم الشخصيات المؤثرة في حل الخلافات بين القبائل مع بعضها البعض وبين القبائل والدولة، وتعد حوطهم حرما آمنا تغمد عنده السيوف، وبيوتهم ديار ضيافة لكل لائذ. وللمناصب نفوذ وتأثير على كثير من قبائل حضرموت ويافع.

ورغم اعتزال السادة العلويون الصراع السياسي، فقد كان لهم أثر بالغ الأهمية في الحياة السياسية في حضرموت. فقد بذلوا محاولات عده لإيجاد حكومة مركزية قوية تحفظ الأمن وتحقق العدل، وتقضي على تعدد السلطات. فكانت لهم مساهمة كبيرة في دعم الدولة الكثيرية الأولى التي استطاعت أن تبسط نفوذها على أغلب مناطق حضرموت.كما عارضوا بقوة نفوذ الأئمة الزيديين في حضرموت.
المشائخ
====



يأتي المشايخ في المرتبة الثانية بعد السادة. وهم إما قدماء- قبل الإسلام - كآل بأفضل وآل باعبـاد، أو محدثون، نسبيا، في حضرموت كآل باوزير. ولا يقل المشايخ مكانة في المجتمع عن العلويين في مجالات الثقافة والفكر والصلاح والإصلاح. والمشايخ كالسادة تستند مكانتهم الاجتماعية على المرتكزات الوظائف الدينية. وكانوا يحتلون قمة السلم الاجتماعي قبل وصول العلويين إلى حضرموت. وقد ساهموا في نشر العلم في حضرموت وفي المهجر. والمشايخ كالسادة، لا يحملون السلاح، كما أنهم اعتزلوا الصراع السياسي والقبلي، وأنشأوا (الحوط ) التي كان لها كبير الأثر في إصلاح ذات البين. فعزز ذلك من مكانتهم وأكسبهم احترام وتقدير فئات المجتمع كافة. وكان لهم تأثير على قبائل حضرموت. ورغم اعتزال المشايخ الصراع السياسي، إلا أن بعضهم انخرط بشكل مباشر في ذلك الصراع، وبشكل خاص آل العمودي، الذين خاضوا صراعا ضد سلطنتي حضرموت منذ عهد السلطان بدر أبو طويرق في القرن السادس عشر الميلادي إلى عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي في بداية القرن العشرين.

ويجب الاشارة الى أن المشايخ لا يجمعهم نسب واحد ، إلا أن المشايخ القدماء يعود نسبهم إلى أسر كانت لها السيادة الدينية، و إلى قبائل يمنية قديمة. على سبيل المثال ينتسب آل بافضل وآل بامخرمة إلى قبيلتي مذحج وحمير المشهورتين. كما يعود نسب بعضهم إلى الصحابة، فآل العمودي مثلا ينتسبون إلى سيدنا أبي بكر الصديق، وينتسب آل با وزير إلى بني العباس. وهكذا نجد أن كل المشايخ ينحدرون من انساب وقبائل تلقى القبول والاحترام من فئات مجتمع حضرموت كافة.



القبائل:

تأتي القبائل في المرتبة الثالثة في نظام السلم الاجتماعي في حضرموت. وتمثل القبائل قطاع واسع من السكان، وهو القطاع القوي في المجتمع الحضرمي . وتستند مكانتهم الاجتماعية على الظروف الطبيعية التي افرزت واقعاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، مثلت القبيلة فيه وحدة اقتصادية واجتماعية وسياسية قائمة بذاتها. فالطبيعة الجبلية والصحراوية تمثل جزءاً كبيراً من تضاريس حضرموت، بينما تمثل السهول نسبة أقل. كما يسود الجفاف أغلب أيام السنة.

لقد أدت وعورة المسالك الجبلية وبعد المسافات في الصحراء، إلى عزل الناس بعضهم عن البعض، وإلى ضعف التواصل فيما بينهم. كما أدت إلى ضعف سيطرة الدولة المركزية، خاصة وأن شحة الموارد الطبيعية شكلت عائقاً أمام تكوين دولة مركزية قوية تفرض سيطرتها على مناطق حضرموت كافة، وتقدم خدماتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فأصبحت الدولة عاجزة عن القيام بوظائفها.
لهذا اقتضت الضرورة ان تلبي الحد الأدنى من مصالح أعضاء القبيلة ، وتقوم بواجب الدفاع عن مصالح وشرف كل فرد فيها. وقد نشأت تحالفات قبلية تقوم بهذه الوظيفة، وتكون وحدة متماسكة تعيش في إطار من الأعراف والنظم، تكن لها فصائلها والقبائل الأخرى التقدير والاحترام والهيبة، وتتعامل معها تعاملها مع الدول ذات الشكيمة. وتنظر القبائل إلى الدولة بِعَدِها تحالفا قبليا. فالدولة القعيطية هي في نظرهم تحالف بين قبائل يافع، والدولة الكثيرية هي تحالف بين قبائل الشنافرة.

إن سوء الأوضاع الاقتصادية جعلت الأوضاع الأمنية تزداد سوءا، والصراعات القبلية تزداد حدة، وأضعفت روابط التحالفات القبلية. وانحصرت سيطرة الدولة على المدن الرئيسة. فنشأت وظائف أمنية جديدة هي: الخفارة أو السيارة، و الشراحة. لهذا كانت القبائل تؤدي لأفرادها وظائف عجزت الدولة عن القيام بها، كما تقوم بأداء وظائف أمنية لفئات المجتمع الأخرى، أيضا عجزت الدولة عن القيام بها.

يكتسب النسب أهمية بالغة عند القبائل،ذلك أن مفهوم القبيلة يرتكز على الارتباط الدموي القرائبي بين أعضائها. وعندما تشكل بعض القبائل حلفا تنتسب هذه القبائل إلى القبيلة الأم ولاء وحلفا، مع احتفاظ كل قبيلة بنسبها الخاص. فأغلب قبائل حضرموت، وقبائل يافع المستوطنة حضرموت، هي امتداد لقبائل يمنية قديمة، وبعضها ينتسب إلى قبيلة كندة.


تنوعت مصادر الدخل للقبائل في حضرموت. فأغلب أبناء قبائل يافع يعملون جنوداً في الجيش والشرطة القعيطية، لهذا يطلق عليهم لقب( العسكر ). والبعض يعمل في التجارة وتسليف الأموال، كما هاجر البعض الآخر إلى حيدراباد في الهند وجمعوا ثروات ساعدتهم في تعزيز مكانتهم في حضرموت. أما القبائل الحضرمية، فقد امتهن بعضهم الزراعة، خاصة زراعة النخيل، بينما امتهنت القبائل البدوية حرفة الرعي وجمع وبيع الحطب والفحم. كما احتكرت هذه القبائل عملية النقل بين الساحل والداخل على جمالهم. وخلال الصراع مع الدول المتعاقبة حصلت القبائل على بعض الامتيازات الاقتصادية من أهمها ما يأتي : -

الخفارة :مبلغ من المال تدفعه السفينة الراسية في بعض الموانئ مقابل حراستهم لها.
الكيلة : مقادير من الحبوب تدفع مقابل حراستهم للزراعة.
الشراحة : وهي حراسة النخيل، وتدفع لهم مقادير من التمور. وتسمى هذه الوظيفة في بعض المناطق ب( الشائم) وهو المقدار الذي يأخذه القبيلي من ملاك النخيل كرها وغالبا يكون مقدار عشر الحاصل أو نصف العشر.
الجدوح : يدفع لهم ملاك زوارق الصيد كمية محددة من السمك ومن السمك المجفف.
الجبارة : الإعفاء من الضرائب.


القرار
====


وهم التجار والكتبة والمدرسين. وكلمة قرار تعني في الأصل سكان القرية أو المدينة المستقرين منهم.

لقد كانت لطبقة القرار الهيمنة على التجارة وكان لهم النفوذ على الحكام والولاة والقضاة والموظفين ، ذلك أنهم هم دافعو الضرائب والإتاوات، ومنهم يحصل الحكام على القروض والمعونات المالية.
.


المساكين:
======


وهم الحرفيون وصائدي الأسماك والدلل وعمال البناء وتأتي هذه الطبقة بعد فئة القرار في السلم الاجتماعي الحضرمي .


الضعفاء ( الضعفه) :
===========


ويأتون في أدنى درجة السلم الاجتماعي ويعرفون محليا( بالضعفه) وهم الفلاحون، وسموا بالضعفة لعدم استطاعتهم حماية أنفسهم بقوة السلاح.


الصبيان :

تحتل هذه الفئة قاع الهرم الاجتماعي، وهم من أصول غير حضرمية ( افريقية ) . ويبدو أن بعضهم بقايا الغزو الحبشي الذين احتلوا اليمن من القرن الثالث إلى القرن السادس الميلادي. وقاد الثورة ضدهم سيف بن ذي يزن.

ويمتهن هؤلاء أعمالا تكون في الغالب محتقرة من قبل الفئات الأخرى في المجتمع، كما يقومون بتقديم الخدمات في الأفراح والمناسبات العامة. وينقسم الصبيان الذين يعملون الخدمات العامة إلى صبيان الجميع، وهم أولئك الذين يقومون بخدمة سكان كل المنطقة القاطنين فيها، وصبيان العائلات، وهم أولئك الذين يقومون بخدمة أسر محددة، مقابل إكراميات متنوعة وضمانات بالحماية وعدم المساس بهم. ويعمل جزء منهم في زراعة النخيل خصوصا في وادي ميفعة.

العبيد:
===



رغم اختفاء الرقيق في أغلب بقاع العالم في تلك الحقبة ، إلا أن حضرموت ظلت ضمن المناطق القليلة من العالم، التي ظل العبيد يشكلون جزءاً من النظام المراتبي الاجتماعي فيها حتى العقد الرابع من القرن العشرين. وكان لذلك الوضع أسبابه الموضوعية، فإن الصراع القبلي والتنافس على السلطة دفع الحكام إلى الاعتماد على فئة يكون إخلاصها وخضوعها التام لهم، يحمونهم من أي منافس في المنطقة، أو من المنافسين من داخل القبيلة التي ينتمون إليها. لذلك نجد أن أغلب العبيد يعملون جنوداً في جيوش السلاطين، وجزء منهم كانوا يعملون في الخدمة المنزلية. فهم لا يشكلون جزءاً من القوى الإنتاجية، فعملهم خدماتي، كما أنهم ليسوا أدنى فئات المجتمع، فهم أعلى درجة من الصبيان الذين يحتلون قاع الهرم الاجتماعي.

كان السلطان القعيطي يملك (1000) عبداً . وفي السلطنة الكثيرية (400) عبدا، ويمتلك ابن عبدات (350 ) عبدا، وفي تريم وباقي مدن حضرموت حوالي (1000) عبدا.

بدأت بريطانيا خطواتها العملية لإلغاء الرق في حضرموت على يد إنجرامز، الذي بدأ بدراسة الرق وتجارة الرق في محميات عدن، وقدم تقريراً إلى السلطات البريطانية في عدن، أشار فيه إلى أن استيراد عبيد جدد إلى المحمية أصبح نادراً إلى أقصى حد، ولكن قد يحدث من حين إلى آخر استيراد لنساء صينيات أو جاويات إلى داخل حضرموت من جنوبي شرق آسيا، وأشار إلى أنه ليست هناك ضرورة لتوقيع اتفاقيات جديدة مع السلاطين لمحاربة تجارة الرقيق، ذلك أنها أصبحت تجارة تافهة لا قيمة لها. وذكر أن سلطان المكلا يرغب في تحرير عبيده ليتخلص من النفقات الضخمة لمسكنهم ومأكلهم، لأن الجندي من العبيد يكلف ضعف تكلفة الجندي من رجال القبائل.

وعلى ضوء تقرير إنجرامز كتب حاكم عدن رايلي رسالة إلى وزارة الخارجية في 8 يناير 1936م، وضع فيها مجموعة من المقترحات للتخلص من الرق في المحميات، وأشار إلى أن إلغاء مؤسسة الرق في الوقت الحاضر يلقى صعوبة حيث يشكل الرق جزءاً من النظام الاجتماعي واقترح بأن تتم عملية التحرير بالتدريج، وذلك بأن يتم في البداية توجيه دعوة للعبيد للمطالبة بحريتهم، وفيما بعد تتم ترتيبات تمنع بيع العبيد في الأسواق. وأشار إلى أنه لا يمكن إصدار أوامر بخصوص هذا الموضوع في محمية عدن الشرقية ذلك أن سلطان المكلا يستاء من التدخل التعسفي في التركيبة الاجتماعية الداخلية لدولته. واقترح إرسال الضابط السياسي إلى حضرموت للتباحث مع السلطانين القعيطي والكثيري حول الإلغاء التدريجي للرق في حضرموت.

وقد أرسل رايلي عام 1936م نائبه ليك إلى حضرموت ليتناقش مع السلطان القعيطي حول الخفض التدريجي للرق، كما ناقش معه إلغاء الاتفاقية التي وقعها مع السلطان الكثيري بشان الالتزام بإعادة عبيد السلطان الكثيري الذين يهربون إلى منطقة القعيطي.

وعلى إثر هذه المحادثات صدر إعلان مشترك من صالح بن غالب القعيطي سلطان الشحر والمكلا، والسلطان عبد الكريم فضل بن علي العبدلي سلطان لحج بإلغاء تجارة الرقيق ومنع توريدهم إلى بلدانهم. وفي العام نفسه التقى الكولونيل ليك نائب حاكم عدن بالسلطان علي بن منصور الكثيري وتباحث معه حول إصدار إعلان بمنع استيراد العبيد. فأصدر السلطان الكثيري إعلانا بمنع استيراد العبيد. كما كتب السكرتير السياسي سيجر إلى السلطان على بن منصور الكثيري يحثه على إلغاء الاتفاقية التي بين الحكومتين الكثيرية والقعيطية حول إرجاع العبيد الهاربين. فرد علية السلطان الكثيري أنه لا وجود لهذه الاتفاقية، وإن وجدت فانه موافق على إلغائها. وبناء على طلب من إنجرامز فقد وقع السلطان علي بن منصور الكثيري على تعهد بمنع استيراد العبيد وأرسله إلى والي عدن.

كانت تلك الإجراءات هي الخطوة الأولى للإلغاء التدريجي للرق في حضرموت. أما الخطوات العملية فقد بدأها إنجرامز في عام 1937م بعد أن بحث مع السلطان علي بن منصور الكثيري والأمير علي بن صلاح القعيطي وأسياد العبيد عدة مقترحات. ثم ناقش هذه المقترحات مع السلطانين القعيطي والكثيري وأقروا اتخاذ الخطوات الآتية :


1- حظر بيع وشراء العبيد، وأن أي بيع أو شراء للعبيد بعد الآن يعد غير شرعي
2- يجب على جميع مالكي العبيد أن يسجلوا عبيدهم عند أقرب من يمثل حكومتي القعيطي والكثيري، وسوف لن يعترف بملكية أي عبد لا يتم تسجيله.
3- يجب على العبد الذي يرغب في نيل حريته أن يقدم طلبا إلى اقرب من يمثل حكومتي السلطانين القعيطي والكثيري.
4- يجب عدم إعادة العبد الذي يفر من سيده، والأرقاء الذين يرغبون في نيل حريتهم يمنحون وثيقة تثبت ذلك ويجب عدم إجبارهم للعودة إلى أسيادهم.
5- الأسياد الذين يمنحون عبيدهم حريتهم، ويرغب هؤلاء العبيد العمل عند أسيادهم يمنحون وثائق مصدق عليها ومسجلة عند أقرب من يمثل السلطانين القعيطي والكثيري.

وقد تمت أكبر عملية تحرير للعبيد عام 1940م عندما أعلن السلطان صالح بن غالب القعيطي عتق جميع عبيد الحكومة القعيطية. وقد أراد إنجرامز بهذا الإعلان أن يحقق أهداف عدة منها: تحرير العبيد، وتنظيم الجيش، وخفض النفقات.
وقد رفض العبيد قرار التحرير. وأعلنوا التمرد والعصيان، وتم قمع هذا التمرد، وحرر العبيد بالقوة.



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس