عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2016, 09:02 AM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي إختفاء ضاربات الودع القادمات من بادية حضرموت

إختفاء ضاربات الودع القادمات من بادية حضرموت
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في سنين مضت كان من الموروث الشعبي لدى الكثير من الشعوب من يضرب الودع ،ومن يقرأ الفنجان كما عرف لدى البعض أو من يقرأ الكف أو الفال،وأشتهربهذا نساء من البوادي ، ونساء الغجر عند بعض الشعوب يدخلن إلى المستوطنات الحضرية في القرى والمدن كما كان هذا سائداً في حضرموت من قبل ويضربن (الودع )
فما هو الودع الذي يعد بعضه من الزينة ؟
الودع بمجموعة من أصداف البحر ( حيوانات مائية ) تسمى (( الودع )) مختلفة الأحجام والأولوان بين متوسطة وصغيرة ، يضاف معه عظمة أو عظمتان من مفصل كعب حيوان ، وربما تضاف اليه ناب من انياب الحيوانات الضواري ، وعدة خرزات متعدةة الألوان ...
ضاربة الودع في الغالب أنه أمرأه مسنة ذات خبرة من أهل البادية الذين يتميزون بقلة العلم والفقه في الدين ويصدقون الخرافة والأساطير ، ويتم ضرب الودع في قعدات النساء، أواثناء شرب القهوه .
وضاربة الودع تقوم بفتح الكيس الذي يوجد به (( الودع )) وتضع الودع على راحتيها المبسوطتان و تقول : (( ياضرب فاطمة بنت النبي ، عسى كل حاجة تنقضي ، صلن عالنبي )) وتعتقد هذه البدوية بأن ضرب الودع كانت تمارسة سيدتنا فاطة ( رضي الله عنها )) وهذا غير صحيح وهو من الباطل ، وخلاصة عملها أنها تروي مايمكن حدوثه من غيب الله أو تنجم من ضرب التنجيم أن هذه ستلد كذا ،وهذه ستفقد عزيز وهذه تنتظر رجلاً يتزوجها ،وهذه سيحصل لها أمر معين وهذه القراءات لها تفعلها بعد أن ترمي (بالودع ) وتتطاير حباته بين الجالسات في حلقة من النسوة حولها.
وتعتمد في قراءتها على تناثر قطع الودع المختلفة الاشكال والألوان نحو الجالسين أو الجالسات ، فمثلا إذا وقعت عظمة الكعب في اتجاه أحد الجلوس استبشرت وقالت له (( كعبك نامر )) وهي دليل على قوة الحظ وبلوغ منزلة العلو في الشرف والصيت ، وهناك ودعة ذات لون اسود إذا وقعت تحت أحدى الجالسين أو الجالسات تنهدت و انبأت بقرب خبر موت عزيز لديهم .. وهكذا فلكل قطعة من الودعة قراءة ترسمها ضاربة الودع تحدد مسارا حياة الناس ، وتعتقد أن وقوع القطع بعد نثرها له علاقة بمسار وعلاقة الشخص الجالس امامها.
لكن هذه العادة السيئة تلاشت بعد أن أنتشار العلم الشرعي من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،وكانت لاتحارب قديما بالقدر الكافي لأنتشار الجهل بين غالبية الناس خاصة في البوادي والأرياف وتعلم الناس ، أن هذه الأمور محرمة شرعاً وأن الغيب من علم الله ولايطلع عليه أحد غيره وأن التطير والتشاؤم من العادات الجاهلية التي أبطلها دين التوحيد .
وأختفت ضاربات الرمل من كل مناطق حضرموت .
  رد مع اقتباس