عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2012, 01:31 AM   #22
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الوحدأو " الأرض لله و الحدود بدعة "

الثلاثاء, 17 تموز/يوليو 2012 00:41 | تاريخ آخر تحديث: الثلاثاء, 17 تموز/يوليو 2012 00:43 | الكاتب: علي أحمد جاحز | | |

قال : أنا مع مطالب الجنوبيين و ضد الانفصال.


قلت : و ما الحل إذا رفضت مطالب الجنوبيين و بقي الوضع على ماهو عليه .. ؟


قال : يا أخي .. من اين سنأكل و كل مواردنا من الجنوب ..؟

قلت : أجب على سؤالي و لا تتهرب من السؤال ..

قال : الحل أن يتم الاستجابة لمطالب الجنوبيين .. و الحفاظ على الوحدة ..

قلت : و إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم .. ما الحل ..؟

قال : لا تحاول تقنعني بالانفصال .. عنموت جوع .. و من حقنا الجائع ان يدافع عن مصدر رزقه ..

قلت مستغربا : ماذا تعني ..!؟

قال : يجوز للشعب الجائع ان يسطوا على البلاد التي فيها ما يكفي الجميع و يستولي عليها بالقوة ..

قلت : في اي دين ..

قال : يا أخي الأرض لله و جميع البشر شركاء في كل شبر ، و الحدود و التقسيمات هذه بدعة ، و لماذا نفعل الحدود و هذه أرض الله و الخيرات التي فيها ليست ملك لناس دون ناس ، و لذلك فخيرات الجنوب ملكنا جميعا و لا يحق لهم أن يمنعونا من استغلالها ...

قلت مقاطعا : خلاص بس .. لا تكمل .. فهمتك ..

***

من خلال هذا الحوار الذي دار بيني و بين أحدهم تبين لي أن شعار " الوحدة او الموت " مزروع في وعي الكثيرين و لو بشكل مختلف " الوحدة أو الأرض لله " مثلا .. و لمست حقيقة أن المستبدين إنما يتكئون على غباء الشعوب .. و يزرعون في داخلهم قناعات باسم الدين .. و ما لفت انتباهي أكثر هو إجابة هذا الشخص الأخيرة و التي كانت أكثر صراحة و وضوحا .. و أحببت أن أعلق عليها :

أولا : صحيح الأرض لله و الناس شركاء .. لكن هذا يحكمه نظام و لا يمكن أن يعيش البشر بهذه الطريقة الوحشية حتى الحيوانات في الغابة لا تعيش بهذه الطريقة .. و الاسلام اعترف بالحقوق الخاصة و العامة و بالأقطار و حدودها و احترم استقلال الشعوب و حكوماتها و لم يقم بالسماح لأهل الشام أن يستبيحوا ارض مصر و خيراتها بالقوة مثلا و لم يعط الحق لأهل الحجاز في أن يأتوا الى اليمن ليتملكوا أراضيها و مقدراتها بالقوة ..

ثانيا : إذا سلمنا جدلا بأن هذا منطق شرعي و قابل للتطبيق .. فالأولى أن نتوجه لاستعادة ما سلبته السعودية من أرضنا تحت هذه الذريعة ايضا و لأننا جائعون و من ثم ننطلق الى حقول النفط السعودية التي تذهب إلى جيوب الغرب و ما بقي منها يوظف في زرع الفتن بين الناس في اليمن و غير اليمن .. فتلك الحقول كما يقول هذا المنطق ملك لجميع البشر ..

ثالثا : لا يبدو هذا المنطق فكرة فرد .. بل هو فكر الجماعة الذي يسمح للأقوى بأن يطغى و يحكم و يستبيح و يبسط على حقوق الغير من الضعفاء .. و هذا ما يفسر تغاضيهم عن بسط السعودية على اراضي يمنية و غير يمنية و بسط قادتهم و زعمائهم على أراضي المساكين في الجنوب و في تهامة و في صنعاء و غيرها .. لأنهم يعتبرونها أرض الله و حلال البسط عليها ..

رابعا : هذه الأفكار التي يبوح بها بعض المنفعلين حين يعجزون عن مواجهة التساؤلات المفحمة عن الحل في حال لم يتم الاستجابة لمطالب الجنوبيين ، هي نفسها أفكار القياديين و الزعماء التي تقال في الغرف المغلقة ، و التي تنذر و تفصح عن النوايا و الخيارات الوحشية التي سوف تستخدم هروبا من الاستحقاقات القاضية باعترافهم بالخطيئة و معالجة آثارها و حتمية انتهاء نفوذهم و سيطرتهم على السلطة و مراكز القوة لتقوم دولة مدنية للجميع و لكي تبقى الوحدة حلم الجميع و بطيب خاطر من الجميع ..

مثل هذه اللغة و هذا المنطق يعطي انطباعا ان أفق الحفاظ على الوحدة مسدودا ، لا أشك ان كل اليمنيين وحدويون و يرفضون الانفصال و لا يفرحون بإراقة الدماء ، غير أن المشكلة تقع في أن ثمة من يرفض التسليم للحل الذي يقتضي ان تكون الوحدة فوق مصالح فئوية و شخصية تعيقها و يقتضي التضحية بأشخاص و نفوذ اشخاص و سلطة اشخاص لاجل قيام دولة العدالة و المساواة التي نصت عليها اتفاقية الوحدة ..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس