عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2010, 10:30 AM   #25
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

الحضرمي يهاجر كور ويرجع بخمسة كيران

من المعروف أن مسلك الحضارمة في طريقهم للهجرة من بلادهم ، ان يهاجر الفرد منهم (( كور واحد )) أي برأسه ، ولا يصطحب معه زوجته ، وحين يلقي عصاة الترحال في المهجر الملاوي أو الافريقي ، أو الهندي ، يتزوج هناك ، وربما تتكاثر ذريته من بنين وبنات . ويغرق في هموم الدنيا وتربية الأولاد وينسى زوجته الأولى في حضرموت ، وربما نسي قريته وبقية أهله .

ولكن بعد الأزمات السياسية التي شهدتها جاوه وشرق افريقيا والهند في منتصف القرن الماضي وما صاحب هذه الأزمات والثورات من رفض أو تحديد وتقليص لنفوذ المهاجرين الأجانب بشتى جنسياتهم ، اضطر كثيرمن الحضارم الرجوع الى وطنهم حضرموت وحملوا معهم اولادهم (( الموالدة )) وإذا بصاحب (( الكور )) الواحد يعود مصطحبا معه خمسة (( كيران )) ، يعود الى داره القديمة والتي تكاد ان تكون خرابة مهجورة ، ويلقى زوجته القديمة وقد نخرت تجاعيد السنين وجهها الجميل ، وهي تعد الأيام والليالي الكالحات في انتظار عودته . وإذ بالمغترب العائد بخمسة كيران يكافؤها على صبرها وتضحيتها وحرمانها طوال سنين غربته ولكن بأسلوب الجاحد عديم الوفاء والمرؤة ، يتزوج بأخرى جديدة ويتركها .
في سنة 1367هـ وجهه السيد مصطفى المحضار مكاتبة الى صديقه السيد سالم بن حفيظ الساكن بمشطه يخبره بوصول (( الولد علي )) من جاوه ، وضمن اسطر هذا الرسالة تستخلص (( الرسالة )) ولعل رسالة السيد مصطفى المحضار قد بلغت لنا ونحن نراها تتماثل حينا بعد حين أمام أعيينا والتاريخ يعيد نفسه والمسرح الحضرمي يعيد فصول مسرحيته حول (( الهجرة )) ... يقول السيد مصطفى المحضار :

(( والولد علي وصل من جاوه ، كما ذي وصلوا ، شارد كما الشاردين ، سفرناه كور ، جاء في خمسه كيران ، وحي الله من سار بكوره ، ورجع بكوره ، وأما كثرت الكيران ما بغيناها ، ولكن قدها في الطبق ، وريح جاوه عبق ، ريح بلا روح ، ضيعوا أيام الروح ، ولا اغتنموا أيام الروح ، حتى خرج من غالب الأجساد ، ولا واحد ظهر ولاساد ، والجيد من لقى له دار جديده ، وحرمه جديده ، والحرمه الدويله التي صبرت على طول سفره قال لها : إنت إلا حذقتي ، وهو ما حذق ؟؟ بل حذق أكثر منها ، لكنه يستاد له إن عاد فيه نغشه ، وهي إلا فشه ، ما تحتها ختشه ، وضاعت الأعمار والأعمال في الترش ، ضيعوها أهل حضرموت في تركيز بيوت ، وكم قد قلنا من عينة هذا الكلام ، ولكنه إلا كلام ماله لشع في هذه الأيام ، انطرح لشعه من أعوام ، ولا اغتنموا الأيام الأوايل ، وهي تحلب قهاول ، أما اليوم قد ديدها كما قرنها ، وخف وزنها ، والأسعار كلها بالنار ، تحير فيها الأفكار .......))




.
التوقيع :
  رد مع اقتباس