عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 11:12 PM   #367
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

ابن تيمية والآخر (1)
(مقدمات ضرورية لفهم مسألة التكفير)

كتبه :
عائض بن سعد الدوسري
قال :
من المسائل المهمة والخطيرة والتي كثيراً ما يثيرها

خصوم الدعوة السلفية عموماً وابن تيمية خصوصاً:

(مسألة التكفير).

حيث كتبوا بهذا الصدد الكثير من الكتب،

لكن مما يؤسف له أنهم كثيراً ما يحيفون في حكمهم

في هذه المسألة بالذات،

ويتهمون ابن تيمية بشكل خاص

بأنه مُنظر التكفير، ومؤسس الإقصاء !

ومن يتأمل جوهر مذهب ابن تيمية


يعلم علماً يقينياً أنه بريء مما يتهمونه به،


وأنه كذلك بريء من التفريط والإفراط،



ولبيان هذه المسألة بشكل واضح


لا بد من توضيح بعض الأمور المهمة في هذا الموضوع،


كما يلي:

أولاً: مقدمات في مسألة التكفير.


قبل الحديث عن مسألة التكفير

وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- منها،

أود أن أضع بين يديّ القارئ الكريم بعض المقدمات والقواعد المنهجية التي أرى أنها ضرورية في معالجة هذه المسألة،

حتى لا نهرب من إفراطٍ فيها إلى تفريط،

والفضيلة هي الوسط العدل الذي يقع بين رذيلتين،

وهذا الوسط هو حقيقة روح الإسلام ومعدن الشريعة

التي فصلت وبيَّنت هذه المسألة،

وسار على ذلك السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وهذه مقدمات مهمة في مسألة التكفير:
(1) التكفير موجود في كل دين وفي كل مذهب وفي كل فكرة.
ودين ليس فيه أصول يكفر من ينكرها ليس بدين،
وهذا أمر تتفق عليه جميع الديانات السماوية
كالإسلام واليهودية والنصرانية،
بل إن الأيديولوجيات الوضعيّة كالشيوعية والعلمانية وغيرها
يكون تكفيرها بإخراج من لم يؤمن بأصولها عن دائرتها.
(2) التكفير حكم شرعي لا يُنكر،
فهو من أحكام الله و أحكام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم،
وإنما الإنكار على من توسع وغلا وأفرط فيه،
أو كفر مسلماً.

(3) كل طائفة إسلامية قد تقرر عندها مبدأ التكفير،
لكن أهل السنة والجماعة هم الوسط في هذا الباب،
وهم أضبط وأعدل وأقسط الناس فيه،
ومنهجهم في ذلك معلوم منضبط.
(4) أن عدم التكفير مطلقاً ليس مفخرة ولا منقبة؛

لأمرين:

أن هذا منافٍ للواقع وتكذيب للوقائع،
ثم هو يناقض فكرة الإيمان بفكرة محددة لها أصول ثابتة.


(5) لا توجد طائفة أو فرقة أو دين
إلا ويمارس فيه الإقصاء للمخالف.
وأعدل، وأضبط، وأرحم الخلق

في تعاملهم مع المخالفين

هم أهل السنة والجماعة.
(6) عقيدة أهل السنة والجماعة منهج ومبدأ وليست أشخاصاً،
وهي الإسلام بنقائه وصفائه،

كما أن حال أفراد المسلمين اليوم ليسوا بحجة على الإسلام،
فكذلك الحال بالنسبة لأفراد أهل السنة،
فالحجة في منهجهم وأصولهم لا بأفرادهم.

(7) أن الواقع والتاريخ والنصوص تدل وتثبت

أن أهل السنة والجماعة هم ضحية التكفير والعنف والإقصاء
من قبل الآخرين الذين يوصفون بالعقلانية والتنوير والتسامح.

فلقد كُفر الإمام أحمد واستحل دمه،
وعذب وضرب بالسياط حتى سقط،

وسجن، وقُتل خلق من أنصاره، ومنعوا من الحج،

وضُربت عنق الإمام أحمد بن نصر المروزي،
وصلب مدة طويلة،

واُمتحن علماء السلف في إيمانهم في فتنة خلق القرآن،

وفصلوا من أعمالهم، وقُطعت أرزاقهم،

وكُفر ابن تيمية، وسجن وضرب وعذب،


ونالته الألسن بالألفاظ البذيئة،

في زمنه وحتى عصرنا هذا.. والقائمة طويلة.



(8) أن الأخطاء والانحرافات التي تتماشى وتتفق مع أصول المذهب ويقرها،


هي ما يدان به المذهب أو تدان به الطائفة،


وليست أخطاء الأفراد أو الجماعات


التي أصولهم ومنهجهم ومذهبهم


يرفضها ويدينها ويرد عليها.




  رد مع اقتباس