الموضوع: خطرفات الصباح
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2013, 10:05 AM   #278
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

جولة خاصة وسرية

تواعدت مع صديقي الطالب الجامعي خريج جامعة الحياة بأخذ جولة في أزقة المدينة لنقرأ المشهد عن قرب
.
مررنا بحي يتقدم على حارة عبد الهادي وعند دار السينما لاحظت صديقي يلتفت يمينا وعلى محيّاه ابتسامة ثم التفت إليّ قائلا:
ــ أنظر إلى هناك .... أترى ذلك الرجل الجالس على الكرسي ، المنكب على القراءة؟ . قلت: نعم . قال ذاك أستاذي .
كم كان صديقي عظيما عندما طلب مني الذهاب إلى كافتريا دار السينما ليسلّم على أستاذه . كان لي شرف التعرف على الأستاذ الجامعي ، الطالب في الحياة .
عظمة صديقي الطالب الجامعي ، خريج جامعة الحياة تجلّت في اجتهاده بتأليف رواية من وحي جولاتنا في الزقازيق بينما أستاذه يقرأ روايات أرسين لوبين .
سرية الجولة في المرور على بائعة البيض الخجولة . تقول أن زوجها كان تاجر ذهب اشترك مع ابن العمدة فاتهمه العمدة بالسرقة وهو الآن في السجن منذ عشر سنوات .
أخبرني صديقي الطالب الجامعي ، خريج جامعة الحياة أن ابن العمدة متزوج ابنة المحافظ وأن المحافظ شريك في مخبز حي عبد الهادي مع شقيق بائعة البيض ، هو الآخر متهم بالسرقة .
سألته:
ألا يعلم أستاذك عن بؤس هؤلاء؟
أجاب: بلى ، يعلم لكنه مغرم بقراء الروايات وكتاب البخلاء للجاحظ .
أطلعني صديقي الطالب الجامعي على مجموعة من كتيبات تأليف استاذه ولفت انتباهي عنوان:
الفرقة السائرة على درب الحق
سألته: هل قرأت هذا الكتيب؟
أجاب: لا ـ قرأت ثلاث صفحات من هذا الكتيّب:
الزوجة الراغبة في الجنة

فقلت: أين هذا من تلك الروايات؟
أجاب: للتسلية حال وللتصنيف حال .... غدا سنذهب إلى حانوت عمّو ملداح . سألته:
ـ ومن هذا؟ أجاب: بائع كل شيء للمجانين
صباح خميس استيقظت باكرا إثر نيّة مع سبق الإصرار على قراء ة كتيب من اياها بعنوان:
لا تقلق ... تجاربي تلامس أقدام الهموم
صدمت عند الصفحة الرابعة عندما شرح الوصفة:
لا تتردد في الزواج حينما يجذبك جمال فتاة وتقع في قلبك ، وإن كنت متزوج واحدة فاجعلهما اثنتان وان كانتا اثنتان فاجعلها الثالثة وإن كنا أربع فطلّق واحدة .
شعرت بالخسارة ـ من ضمنها قدح القهوة التركي ، لم أتناوله بجرعات قليلة حسب عادتي بل تركته وغادرت المنزل وفوجئت بصديقي الطالب الجامعي خريج جامعة الحياة في إحدى مطاعم حي عبد الهادي يحتسي شربة بالباذنجان . سرّ بي وطلبت شربة وأخذنا نتجرع مرارة الدهر إلى جانب مذاق الشربة التي يتناولها من حولنا بنهم وسرعة ليذهبوا إلى أعمالهم الشاقة.........
طلبت من صديق أن يرتب للقاء مع أستاذه وقد كان مساء الجمعة في كافتريا: دار السينما . الأستاذ على درجة من الأريحية يجعلك تحترمه قبل النقاش ، ذلك أن غيرت رأيي فيه عندما غضب مني وأننا أورد ما قاله برنادشو على ما أظن:
(( إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها )).لم يغضب فحسب بل سخر ووصف ثقافتي بالبعثية ، فقلت في نفسي: أيّ ثقافة مهما تدنت لا تقارن بثقافة العبثية . بقيت متماسكا ، مبتسما وفي الجوف لظى أنكرها صديقي .
التوقيع :
  رد مع اقتباس