عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2012, 04:45 PM   #38
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

من الهجرين إلى المشهد .....
من الهجرين إلى المشهد ؛ والمشهد قر ية صغيرة كانت تعرف قديماً ( الغيوار ) تقع شمال مدينة الهجرين التاريخية ولا تبعد عنها كثيراً،
وأسم "المشهد " جاء أنه أسم قرية عربية تقع في الجليل شمال فلسطين التاريخية, أو شمالي مدينة الناصرة في الأراضي العربية المحتلة من فلسطين. وأمّا" مشهد أو طوس "كما كانت تسمى قديما ايضا، فهي من كبريات مدن إيران ومن أعظم مدن خراسان، وقد فتحت في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأصبحت (مشهد ) الإيرانية ،محل اهتمام كبير عند الشيعة الإمامية الاثناء عشرية ، لأن فيها الكثير من المزارات والمقامات الشيعية ، وأهمها إطلاقا ضريح الإمام علي بن موسى الرضا، ومشهده الذي به سميت تلك المدينة مشهدا.وأما "مشهد "في حضرموت الوادي ، فقد أطلق عليها هذا الأسم بدلاً
من أسمها القديم (الغيوار كما ذكر السيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف في (إدام القوت ) هو السيد علي بن حسن بن عبد الرحمن العطاس، مؤلف كتاب "المقصد في شواهد المشهد" الذي توفى سنة سنة1172 هجرية، ويرجع بن عبيد الله السقاف سبب التسمية أنه لما هاجر إلى هذا المكان قرية ( الغيوار ) كما تقدم بسبب أن أفراداً من عشيرته حسدوه في بلدته حريضة قال عنه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لتفضله عليهم بعلو شانه وغزارة علمه وقوة عارضته وكان يتنقل في البلدان لنشر الدعوة الى الله تعالى وكانت امه من آل اسحاق الساكنين بهينن فبدا له ان يختط بذلك المكان دارا ويبني مسجدا ورغب الناس في البناء بجواره )كما ذكرأيضا -بن عبيد الله السقاف في كتابه السالف الذكر - قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة... وعندما راوا عموم الامان بنيت الديار حوالي مسجده فكان بناءه واختطاطه ذلك المكان حصاة صادت عدة عصافير اذ قد استراح هو من مناواة الحساد وامن به الناس وزال الباس وكان يحتفل بمولد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في اليوم الثاني عشر من ر بيع الاول في كل عام يتقاطر له الوفود من كل ناحية ...) غير أن بعض من كتبوا في المسائل العقدية من العلماء المتقدمين شنع في القول بتسمية القبر مشهداً ،و عدَّ ذلك من الأصنام والأوثان كالإمام المحدث اليمني المجتهد محمد بن اسماعيل الصنعاني ، في كتابه (تطهير الاعتقاد , المكتب الإسلامي الطبعة الخامسة 1405هـ صفـ 27و26ـحة وآخرون .
أما المؤلف الهولندي الزائر "دانيال فان در ميولين " صاحب الكتاب فله سبباً أخر بتسمية (المشهد ) خلافاً لما ذكر أعلاه قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة المشهد مدينة صغيرة منقرضة تقع وسط صحراء الوادي الجرداء. ومعنى اسم "المشهد" هو "المكان الذي مات فيه شهيد". وهي سوق موسمية هامة ومكان للحج. فخلال أيام محددة في شهر محرم حددت لهذا الغرص, يمتليء المكان بالبائعين والمشترين الذين يسكنون في المنازل والأكواخ المؤقتة, وأغلب المنازل الآن خالية ......) ولاشك أن الكاتب قد أخطأ في تعليله أو أن هذا من المترجم للكتاب .
وفي كل الأحوال قد وصلوا إلى المشهد في غياب حاكم المنطقة الذي يفضل السكنى في مدينة حريضة المزدهرة ،لكن هذا لم يمنع أبناءه المتواجدين في قرية المشهد بتقديم فروض واجب الضيافة لمن قدم من الضيوف على المنطقة ،ومما تجدر الإشارة أليه فقد أعجب بهما الضيفان الأجنبيان ،وهذا ليس بغريب عن عائلة آل العطاس التي يقصدها الزوار والضيوف باستمرار كما هو الحال في عاصمة آل العطاس حريضة قال : (.... تمتلك عائلة العطاس منزلا للضيافة جيد الإعداد لأفراد الأسرة الذين يمرون على المشهد. وتم حديثا طلاء الطابق الأعلى بالجير الأبيض, والسلالم والممرات والحمامات والمراحيض وكل شيء في غاية النظافة. كان شيئا كماليا بالنسبة لنا أن نستحم ونضع أسرتنا السفرية فوق السطح النظيف بطلائه الأبيض بعيداً عن الروائح النتنة التي تنتشر في كل مدينة عربية. وياله من فرق بين سح الأسطبل في "صيف"؟)
أتجه الكولنيل دانيال فان در ميولين والدكتور. هـ . فون فيسمان إلى خرائب ريبون القريبة من المشهد وتقع في جنوبها وجنوبها الغربي ،وهي من أهم مراكز الإستيطان البشري في حضرموت منذ آلاف السنين وقيل إلى ما قبل القرن التاسع قبل الميلاد، واستمر فيها الاستيطان والحياة المزدهرة حتى القرون الميلادية الأولى .
ولقد تمت في هذه الخرائب من المدينة حفريات وأبحاث ودراسات أثرية من قبل البعثة الآثرية السوفيتية في الفترة من «83 - 1989م » وهي دراسات علمية من قبل آثاريون روس وحضارم متخصصون ، وتوصلت إلى معطيات من خلال استقراءات النقوش والآثار بأن سكان المدينة كانوا يزاولون الزراعة وتربية الحيوانات ، وبنوا مجمعات سكنية وقصوراً جميلة للسكن وأبنية أخرى خاصة لأنشطتهم الدينية كالمعابد، وقد كانت كل الأراضي المحيطة بالمدينة التي تمت فيها الحفريات مغطاة بشبكات من قنوات الري والقنوات والسدود وأحواض المياه، ويدلكل هذا على ازدهار بلغ أوجه.
وقد شاهدالكولنيل" دانيال فان در ميولين والدكتور. هـ . فون فيسمان" بنفسه كثيراً من النقوش على صخورمنحوتة في المنازل وقبور الأولياء والمساجد والسقايات وفي داخل بئر القرية الكبيرة العميقة وقال : ( لم تكن المادة مشجعة؛ فالحجر الجيري الذي نقشت فيه مأخوذ من الجبال المجاورة وكان هشاً فلم تبق إلا شظايا من أغلب النقوش. لا شك أن بحثا دقيقاً أعمق مما نستطيع القيام به, سوف يسلط عليها ضوءا أكثر سطوعا.)
وحين أنتقل إلى خرائب ريبون جنوب غرب قرية" المشهد " أيضا قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .... ويشاهد الإنسان ///////////////////////// يصل ارتفاع بعضها إلى ثلاثين قدما, وعلى قممها بقايا جدران بنيت من كتل حجرية منحوتة, تلتحم مع بعضها بنوع من الأسمنت. وفوق قمة التل الأول شاهدنا بقايا لأربع قوائم عليها نقوش مربعة, علها الأساس لأعمدة. وفي اتجاه المنحدرات وجدنا الكثير من شظايا الحجارة نقشت عليها شخصيات. وفي التل التالي بئر قديمة, قطرها ثلاثون قدما وعمقها يصل إلى ستين قدما. ويتكون الجزء الأعلى من حائطها من طبقات من صخر متراكم بينما الجزء الأسفل من الطين. تغطى الأوساخ الآن جزءاً كبيراً من البئر ولعلها كانت أعمق مما هي عليه الآن ....)
وهكذا ظل الزائر ينقل في المنطقة الواقعة جنوب قرية "المشهد " يلاحظ ويسجل ويصوربآلة التصوير التي يحملها مزيداً من الأنقاض والآثار والنقوش التي حفلت بها منطقة أو مستوطنة "ريبون" ،وقد توقف أمام ماكان يعرف " بمقبرة الملوك " التي وقف عليها وقال : مقابر الملوك, التي تقع في مربع كبير جنوب جنوب غرب المشهد, تخلف كل الفضوليين الذين كانوا يتابعوننا. وجدنا نقوشاً قليلة هنا. والتلال منفصلة عن بعضها البعض, وعلى قممها أساسات لجدران صلبة يتكون منها سياج مربع مساحته ثلاثون قدماً. لم تكن الحجارة كبيرة جداً لكنها منحوتة نحتا جيداً. والأنقاض هنا مغطاة لحد كبير بأكوام من الطفال الرملي, ومن المحتمل جداً أن يكون بقايا الأجزاء العلياء للمباني. وتتناثر بين الصخور كثير من شظايا فخارية بنيّة - حمراء.)
وكان السيد حسن العطاس الأخ الكبير للسيد علوي رفيق الكولنيل " دانيال فان در ميولين " موجوداً في حضرموت بعد إن كان مسافراً في بتافيا من قبل , وقد حرص على اللقاء بالضيوف بعد أن جاء إلى المشهد للقائهم . قال : (.... لقد أرسل والدهم تعليمات ببرقية من بتافيا, ليستقبلوا بحفاوة المبعوث الأول لهولندا في حضرموت. وما أن استلم السيد حسن التعليمات, حتى امتطى هجينا وانطلق لملاقاتنا. ولم يجرؤ أن يلبس في بلاده غطاء الرأس الواقي من الشمس (البرنيطة) الذي يستعمله الإفرنج. لكن برزت فيما بعد كل تقدميته وحيويته وجرأته.)
ومنذ هذا اللقاء الذي تم في المشهد أصبح السيد حسن بن علوي العطاس الذي هو رب الأسرة ومقدمها في حريضة والذي وصفه الزائر بأنه رجلاً تقدمياً،وفي هذا كناية على تحضره ومدنيته التي أكتسبها من الهجرة وتعامله مع غيره من الأجنبيين , قال ( ... وقضينا وقتا جميلا تحت رعايته. ولو كان له الوقت الكافي ليرافقنا في رحلة العودة, لتجنبنا الكثير من المنغصات.) أنتهت بهذا زيارتهم للمشهد وخرائب ريبون .
لنا وقفة أخرى إن شاء الله تعالى ، نسجلها في حريضة موطن آل العطاس العلويون وإلى ذلك اللقاء لكم تحياتي

  رد مع اقتباس