عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2010, 02:19 PM   #10
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

أواصل:
و على ما استشهدت به من قول المستشرقة البروفيسورة من أن التصوف في مجمل الأديان هي صورة لتلك المراحل والخطوات نحو التوجه إلى الخالق، و على رغم ما بذل من جهد لا يستهان به في هذا البحث إلا أن الباحث لم يستطع التخلص من محاولة إثبات أن التصوف لم يكن إلا وباء ألم بالعالم الإسلامي عموما و بحضرموت خصوصا.( كان الأجدر به أن لا يضمن بحثه رأيه الشخصي إلا بالتصريح بقوله : و أنا أرى و ليس ضمنا لأنه لا يكتب مقالة )و حتى عندما تحدث عن نشوء حركة التصوف لم يشر من قريب أو بعيد إلى أن الذين كتبوا في علم التصوف من الأوائل قد كتبوا عنه باسم الزهد، وظاهرة الزهد والزهاد ظهرت في وقت مبكر من تاريخ هذه الأمة منذ عصر الصحابة الكرام، في محاولتهم الوصول إلى الطمأنينة الشخصية من خلال الزهد في الدنيا و مباهجها. أمثال أبي الدرداء و أبي هريرة و علي ابن أبي طالب المعروفين بزهدهم. من بينها فيما بعد ذلك مثلا زهد / رابعة العدوية (ت ـ 844م ـ 185هـ ) و القائلة:

أحببت الهوى إذ عرفت هواك+++ و أغلقت قلبي عمـن ســواكا
أحبـــك حبين حب الهـــــــوى+++ وحبًــــا لأنك أهــــل لـــــذاكا
فأما الذي هو حب الهـــــــوى+++ فشغلي بذاتك عمن ســــواكا
وأما الــذي أنت أهل لـــــــــه+++ فكشفك لي الحجب حتى أراكا

و أمثالها. و قد خرجت فكرة التصوف من رحم تلك الحركات الزهدية في منتصف القرن الثالث الهجري غير أنه لم يأخذ منحاه الجماعي أو الطرائقي، إلا في القرن السادس الهجري، في الحقبة المضطربة من تاريخ الإسلام. حيث تشكلت فرق عرفت بالطرق الصوفية، لكل منها تعالبمها الخاصة ثم شاعت كلمة (الصوفي). بينما بدء الباحث/حداد بحثه من بدء التأثير الفارسي و الهندي و غيرهما على الإسلام. و كأن الزهد ليس من صميم الإسلام. على ما في بعض أتباع الطرق الصوفية من غلو لا يخفى على أحد .و حيث لا يجدر بي الحكم على النوايا و لم أعتمد كثيرا في عرضي هذا على مقدمة البحث فإن ما يجعلني أنحو هذا المنحى أن الباحث /عبدالله حداد لم يخف هدفه من البحث فقد قال في مقدمته تلك التي تحصلت عليها ضمن وريقات غير متسلسلة من مخلفات الطباعة:
( لا أظن أن أحدا يكتب بحثا دون أن يكون له هدف يسعى لتحقيقه أو التأكيد من صحته لإقناع الآخرين بصحة ما كتبه أو غير ذلك) و أضاف : ( و محاولتي هذه لا تخرج عن هذه الفكرة) و أشار في ختام المقدمة:(لقد تتبعت مسيرة النشاط الصوفي الغنائي المعروف بالسماع منذ ابتداعه في بغداد و حتى تطوره في المغرب ثم وصوله إلى حضرموت، ثم انتشاره في حملات مقصودة و منظمة لغرض تصديره إلى أماكن عديدة، وخلق الفرص و استغلال المتاحة منها لهذا النشر).
و لو تتبعنا هذا الجزء لوجدنا في استخدامه عبارات منتقاة ذات دلالات معينة مثل (منذ ابتداعه ) و (حملات مقصودة) و (لغرض تصديره) و( استغلال المتاحة) و كأنه يقول أن عملية السماع و الحانه و موسيقاه جسم مزروع و ليس أصيلا نابعا من التربة الحضرمية مع أنه ألمح إلى وجود الغناء في المناسبات كما أسلفت و إنما استبدلت مضامينها الدنيوية بأخرى روحية أو دينية و ليس ما يشير في تلك المقدمة أن الهدف من بحثه الإهتمام بهذا الجانب كتراث يستحق الرعاية....
اقتباس :
أعذروني إن وجدت أخطاء إملائية العتب على النظر

سأواصل بإذن الله ما لم يكن على هذا الجزء من ما يحتاج إلى توضيح

التعديل الأخير تم بواسطة abu iman ; 04-02-2010 الساعة 02:22 PM
  رد مع اقتباس