الموضوع: أطفـالنــا
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2008, 12:54 PM   #7
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

( 2 )

الغضب عند الطفل وعلاجه


القاعدة الفطرية الصحيحة في الإنسان هي الغضب الذي يدفع لردّ الاعتداء مقابل أي عدوان يتعرض له ... ويجد - عادة - الأبوان بوادر الغضب عند أبنائهم وبشكل ملحوظ في السنوات ما بين الثلاث إلى الخمس .. فلا يكتفي الطفل حينها برد الأذى عنه ? بل يعمد إلى إيذاء نفسه بالتمرغ في الأرض وضربها بيده ورجليه وحتى رأسه ? كذلك يكسِّر ما وجده أمامه.

هذه الحالة أن وجدناها يقوم بها الطفل في الأسبوع مرة أو مرتين فهو أمر طبيعي، وان إيذاء نفسه وبهذا الشكل فلأنه يجهل الطريقة التي يردّ بها الاعتداء عن نفسه أو لشعوره بالعجز أمام المتعدي عليه ? أمّا إذا تكررت أكثر من ذلك فهو أمر غير طبيعي ويحتاج إلى علاج.

أسباب تؤدي إلى زيادة الغضب
1- تنفيذ ما يريده بعد غضبه :
أن بعض الأمهات حين يأتي الطفل إليها طالباً قطعة من الحلوى أو جلب لعبة معينة .. فترفض طلبه أولا لانشغالها بحديث أو أمور المنزل .. فيغضب الطفل ويعلو صراخه وضجيجه ? وتحاول الأم إسكاته بالغضب عليه أو بأساليب متعددة وهو لا يكف عن الصراخ والضجيج إلى أن تعجز الأم فتستجيب له وتعطيه ما أراد.
إن هذه الطريقة تدفع الطفل إلى زيادة غضبه، والأولى بالأم أن تستجيب له في أول الامر أو لا تستجيب له مطلقا، وان زادت المدة التي يصرخ فيها.
2- معاملته بلطف عند غضبه :
إنّ الطفل حين يغضب ويجد الوالدين يتعاملان معه بلطف في ظروف معينة ويستجيبان له في وجود الضيوف مثلاً أو في زيارة احد الأصدقاء ... تشجع الطفل إلى زيادة الغضب في هذه الأوقات.. والأولى ان يكون التعامل بالاستجابة أو الرفض لطلباته في كل الأوقات بأسلوب واحد حتى لا يستخدم غضبه كورقة ضغط على والديه.
العلاج :
الطفل حين تأتيه نوبة الغضب يجدر بالوالدين التعامل معه بشكل يختلف عن التعامل معه في الأوقات الطبيعية وهو كالتالي :
1ـ عدم مناقشته :
إن الطفل في السبع سنوات الأولى من حياته حين يغضب يصبح بشكل يفهم ولا يسمع ما يقال له .. فالغضب يسدّ منافذ وعيه الكبير تماماً .. فلا فائدة إذن أن يقول الوالدان أو يعترضا عليه بكلمة أو فعل.
2ـ قبول غضبه :
حين ترفض الأم طلب طفلها في مرحلته الأولى، يهيج ويصرخ ويضرب رأسه بالأرض أو يحاول تكسير كل حاجة أمامه ... وينبغي أن تمسك الأم طفلها بحنان وتمنعه من حركته المؤذية لنفسه أو أحد أفراد أسرته.. والحذر في مثل هذه الحالة أن تمسكه بعصبية وقسوة، بل بقبول ورضا.. لأنّ الغضب في هذه المرحلة ولعدم استجابة والديه له تعتبر طبيعية لا يحاسب عليها أولاً وتقابل بلطف ثانياً .
3ـ عدم معاقبته :
يحسن بالوالدين أن يتركا الطفل الغاضب وشأنه ويتحلّون بالصبر وعدم معاقبته وكذلك مكافأته.. فليس من الصحيح أن تقول الأم لطفلها الغاضب وهو في المرحلة الأولى من عمره : لو تسكت أعطيك قطعة من الحلوى .. أو تقول له : إذا لم تكف عن الصراخ سأضربك.
4ـ الاستمرار بالمطالبة :
لعل الأم تطلب من طفلها في مرحلته الأولى ان يخلع ملابسه أو يرتب أشياءه بشكل ودي وجذاب ولكن الطفل يثور ويغضب ويرفض الاستجابة للطلب .. إن على الأم أن تتركه في حالة غضبه دون أن تقول أو تطلب منه شيئاً، حتى يرجع إلى وضعه الطبيعي ثم تكرر طلبها منه بشكل ودي أيضا .. وهكذا تستمر دون عصبية وحدة حتى يستجيب لها، لأجل إفهام الطفل أن الغضب لا يحول دون الانصياع للأمر فيستخدم الغضب في كل مرة لا يريد فيها الاستجابة لوالديه .
التوقيع :