عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2006, 03:49 AM   #3
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي المكلا.. سندريلا البحر والفرح

الميناء أو الفرضة
أنشئت الفرضة بالمكلا إبان الحكم القعيطي في العام 1330هـ- 1912م، وكان يدار العمل بها في الشئون الإدارية واستقبال السفن للبيوت الهندية التجارية وفي العام 1340هـ - 1922م تم إدارتها من قبل مصلحة الجمارك والموانئ وتوافدت على الميناء السفن الخشبية من دول الجوار الكويت العراق ودبي تحمل على ظهرها متطلبات الأسواق مع وصول بعض البواخر التجارية من شرق أفريقيا.
وفي العام 1405هـ - 1984م انتقل الميناء من فرضة مدينة المكلا كضرورة للتوسع، وما طرأ على وسائل النقل البحري من تحديث ، فبدأ العمل في إنشاء الميناء بمنطقة خلف التي تشهد اليوم نشاطاً متزايداً في الحركة التجارية للبضائع والمعدات للمشاريع الاستثمارية والصناعية والتنموية وتقدم خدمات عديدة في جانب النقل وتفريغ البضائع وبلغت البواخر القادمة للميناء خلال العام 1418هـ- 1997م «149» باخرة حديثة وواحد وسبعون سفينة خشبية، ومن الحاويات الواردة ألف وسبعمائة وواحد وثلاثون حاوية والمغادرة منها ألف وأربعمائة وتسعة وستون حاوية، وبلغت حركة البضائع المتداولة حتى سبتمبر 1997م الموافق 1418هجرية خمسمائة وثلاثة عشر ألفا وتسعمائة وثلاثون طنا من البضائع.
وفي 26 فبراير 1997م صدر القرار الجمهوري رقم «39» لعام 1997م قضى باستقلال ميناء المكلا مما كان له الدور الأكبر في استقرار الحركة التجارية والاستثمارية والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والميناء أو الفرضة، يحلو لكثير من أبناء المكلا زيارتها والتجول فيها ومشاهدة حركة السفن الشارعية على سطح الماء في ذهابها وإيابها وتوديع المسافرين من على متنها الى دول الجوار ومساعدة طاقمها في التفريغ للشحنات المحملة بها هذه الصناديق، ومعروف عن أبناء المكلا عشقهم للبحر متخذين من المثل الشعبي القائل «جاور البحر ولا تجاور سلطان» شعار للحب السرمدي للبحر.
حطبينة
> المكلا واحدة من أبرز المدن التي تنفرد بثراء معماري عتيق ولا زالت تحرص على أنماط معمارية ذات الصلة الوثيقة بالبيئة، وحطبينة واحدة من تلك المعالم التي لا زالت باقية رغم زوالها وهي عبارة جابية للماء حيث يصل اليها عبر قنوات تقليدية مبنية من الأحجار والطين بمحاذاة الجبل من امتداد بعيد حتى حطبية القابعة في حي السلاح برع السدة، حيث يقسم الماء في الماضي على الأسر والعائلات وفق حاجتها للماء بوحدة قياس الماء المعروف بتلك الصفيح الذي يحمله السقايون على ظهورهم الى منازل المدينة التي يشرف على نظافتها وصحتها بلدية المدينة عبر اشراف مباشر.
واشتهرت حطبينة كمعلم من معالم سقي الماء الذي كان يغذي المكلا بأكملها بالماء العذب حتى دخلت تقنيات حديثة في تصريفها الى المنازل، وظلت الجابية كأثر ومعلم حتى حطمت حطبية ليبنى على أنقاضها مبنى لكلية البنات وقسم داخلي، وطمس معلم حطبينة وظلت الساقية ممتدة في جبل المكلا شاهدة على عصر جابية حطبينة دورها في شربة الماء لعطشى المدينة ووافديها.
وحطبية عبارة عن جابية كبيرة تسع أكثر من ألف الى ألفين جالون من الماء الذي يأتي من منطقة البقرين عبر قنوات تقليدية يومياً توزع حسب الحاجة، وقد بنيت بطريقة هندسية آسيوية ذات مدخل لصب الماء ونوافذ لمراقبة سطح الماء في الجابية وحنفيات للتصريف الخارجي وحنفيات التصريف الداخلي أثناء التنظيف، ويقوم على هذه الجابية العديد من العمال للتصفية والتصريف، ويقيم عليها مسئول من قبل السلطة بدرجة مدير عام المياه بالمدينة توكل إليه مسئولية الاشراف المباشر على هذه العملية وتنظيمها والاشراف المباشر على السقايين وتنظيم حركتهم وإرشادهم وشملهم ضمن هذه الوزارة الخاصة بالمياه.
القباب
> تتزين مدينة المكلا كغيرها من المدن الإسلامية بقباب لمشاهير المدينة ومن قبابها ومظاهر الحياة الدينية فيها إقامة الاحتفالات والحوليات الدينية وقراءة القرآن والدعاء، واقامة الحضرة النبوية الشريفة وقراءة المولد النبوي الشريف للديبعي والحداد والرواتب والأناشيد وطرق الدفوف إبتهاجاً بتلك المناسبات في تلك القباب في الأشهر الهجرية المحددة، ومن قباب المدينة ذات الشهرة:
قبة يعقوب
وتقع في قلب المدينة وهي أفضل الأماكن بها ومؤسس المدينة هو يعقوب بن يونس الذي جعل من هذا المكان مستقراً له الى يوم الحشر والنشور، ويجتمع حوله الأبناء والأحفاد في مقبرة المدينة التي تسمى بمقبرة يعقوب وبها سور وبوابتان في الجهة الجنوبية والشمالية، وضمن نطاق السور بنيت مكاتب النقابات وبعض المؤسسات والمحلات التجارية وانتشرت حولها المدينة طولاً وعرضاً، وتضم المقبرة رفاة العديد من الأبناء والأحفاد لهذه المدينة وعلمائها الأفاضل منهم مفتي الديار الحضرمية العلامة السيد عبدالله محفوظ الحداد-طيب الله ثراه الذي قبر داخل القبة، وهناك رفاة للعديد من علماء المدينة ومفكريها وأدبائها وشعرائها والعامة من أبنائها، وهي أول قبة ومبنى معماري بطراز فني فريد يتوسط المدينة بلونها الأبيض الناصع وبابها الخشبي المزين بالزخارف والفالورة.
قبة المحجوب
هو الحبيب السيد أحمد بن عبدالله بن هادي بن الإمام أبو بكر بن سالم مول عينات المكنى بالمحجوب توفي في المكلا في 3 ذو القعدة 1357هـ- 1938م عن عمر ناهز الثمانين عاماً، ودفن بقبته المشهورة في ضاحية برع السدة القديمة حي السلام الحالي بمدينة المكلا بجوار مسجد بازرعة الذي بني في العام 1390هـ.
وكان رجلاً محسناً وداعية اسلاميا عرف عنه الكثير من الخصال الحميدة والسلوك الحسن وحبه للخير وسعيه إليه، وحظي باحترام الأمراء والعامة من الناس إبان الدولة القعيطية، يقام له حولية زيارة دينية يقيمها محبوه وتلاميذه في كل عام هجري يصادف يوم وفاته في شهر ذي القعدة، ويختم القرآن الكريم في قبته في الحادي والعشرين من رمضان في كل عام.
بعد وفاته أسس تلاميذه ومحبوه وعارفو فضله من الفقهاء والعلماء الحضرة النبوية التي تقام في الجمعة الأخيرة من كل شهر هجري داخل هذه القبة، يحضرها العديد من أهل العلم وطلاب المعرفة.
تتكون القبة من مبنى شبه دائري بأعلاه مربعاً في أسفله بني من الطين ورُش بالنورة وزين بخمس مشارف تعلو المبنى مزينة بالهلال رمز للهجرة النبوية الشريفة وهلال الأشهر الهجرية وحزام من النقوش يرتبط بالمبنى ويفصل بين أعلاه وأسفله، وتشرف القبة على الشارع الأول بالمدينة القديمة ووقف لخدمته بيت يأويه طلاب العلم والزوار للقبة من محبيه وأحفاده سمي الشارع حديثاً بشارع «الشاعر سعيد فرج باحريز الرئيس» بالمكلا، أثناء الاحتفال بمهرجان البلدة الأول في العام 2004م ، وهناك بعض الأضرحة والمزارات في مدينة المكلا وفي ضاحية خلف وفوه لأولياء الله الصالحين باعتقاد أهالي المنطقة الذين يرددون أن هذه القبور لأناس قدموا خيراً في حياتهم وأجازوا عليه فعل الزيارات، وإن كان يرى البعض أن لبعض الأولياء كرامات وعلامات مميزة كما تروى الرواية عن با مزاحم الساكن في ضاحية بروم أنه لما استعصى على الناس المرور في الطريق بين الجبل والبحر بقدرة فائقة قام بضرب الجبل حتى انقسم وشق في وسطه طريق للناس والسيارات، ورغم أن الطريق قد عبر وسفلت باتجاه البحر إلا أن شق الرضم لا زال شاهداً للشيخ با مزاحم وقدرته في ذلك، وهناك بجوار مسجد عمر الشهير بمدينة المكلا يوجد مزار وضريح علوية بنت علي.
  رد مع اقتباس