عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2019, 03:03 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي حول ضياع مصادر التاريخ الحضرمي !!

حول ضياع مصادر التاريخ الحضرمي
المؤرخ علوي بن طاهر الحداد في كتابه جني الشماريخ حيث قال : ( وكان شيخنا رحمه الله يقول إن سبب ذهاب تواريخ حضرموت القديمة وانطماسها أن الأخلاف لما رأوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه منهم اليوم فعمدوا إلى إخفائها وإفنائها . )
تناول الكثير من الباحثين والكتاب في حضرموت في العصر الراهن عن أزمة فقدان مصادر التاريخ الحضرمي لأسباب متعددة ، وهذا الكتاب الذي تناوله أحد الباحثين مؤخراً [ الأستاذ عوض حمدين ] بورقة بحثية جديرة بالاهتمام في مؤتمر علمي "عن المؤرخين والتاريخ الحضرمي في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري "،اقيم في ديسمبر من العام الماضي 2018م في مدينة المكلا نظمته إحدى دور النشر للدراسات التاريخية والتوثيق في حضرموت .
الكتاب نشر في المملكة العربية السعودية طبعة الكتاب: دار القبلة للثقافة الإسلامية المملكة العربية السعودية جدة .اسم الكتاب (المجموع لمهمات المسائل من الفروع )جمع العلامة طه بن عمر بن طه بن عمر الصافي السقاف العلوي المولود1010هـ والمتوفى عام1063هـ [أنظر التلخيص الشافي ص 23]
قدم للكتاب :عبدالله بن محمد بن علي الحبشي1402هـ .عدد صفحات الكتاب 766 صفحة غير شاملة لصفحات الغلاف.
إن أخطر وأهم ما في هذا الكتاب أن مؤلفه " طه بن عمر الصافي السقاف) وهو تلميذ "الشيخ الفقيه والمؤرخ أحمد محمد مؤذن باجمال عاش مابين[ 905 ــ 1007 هـ ]" قال الباحث :( أن أغلب ما في الكتاب هو من كلام هذا الشيخ العالم الفقيه " أحمد محمد مؤذن باجمال " وبالرغم من هذا فلا توجد له ترجمة ) وأظهر في ما يعده الباحث وثيقة تاريخية هامة أسماء عدد كبير من فقهاء وعلماء حضرموت لهم فتاوي في الفروع من المذهب الشافعي اختفت مؤلفاتهم جملة وتفصيلاً في ظروف غامضة لا يعلمها إلا الله وقال أيضا ( أن هذا لكارثة عظيمة ...) ، وهي بمثابة جزء مهم من مصادر التاريخ الحضرمي المفقود الذي كثيراً ما تحدث عنه جملة من الباحثين الحضارمة في الماضي والحاضر؛ كشف المؤلف عنهم النقاب حيث عاش المؤلف في القرن الحادي عشر الهجري وهم قد سبقوه بقرون مضت من تاريخ حضرموت وهو غاية مايتم البحث عن مؤلفاتهم ورجال العلم ووقائع وأحداث حدثت في التاريخ الحضرمي بعد صدر الإسلام تكسوها الضبابية والجهل بها ولا توجد مصادر معاصرة لهذه الفترة التاريخية .
سواء أن ما كتب هو مجرد استنتاجات ومن كلام مؤرخين متأخرين ليست بأيديهم مصادر معاصرة لهذه القرون .وما قام به المؤلف السقاف وأخوانه ذكرهم الباحث من جهد مشكور كان بجمع كلام شيخه العلامة أحمد بن محمد مؤذن باجمال رحمه الله وهو من أخص تلاميذه إذ لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من فتاوى وفائدة لأحمد مؤذن باجمال ومع هذا لا توجد له ترجمة في الكتاب .
في حين ترجم السيد الشّلي صاحب كتاب المناقب " المشرع الروي ...) لطه بن عمر السقاف المؤلف أو الجامع للفتاوى (وهو معاصر له) ولم يشر إلى مؤلفاته وإنما وصفه بالقاضي وذكر شيوخه وعدّ منهم أحمد بن عبدالله بن سراج باجمال والفقيه أحمد بن محمد مؤذن باجمال الشهير بالصبحي ، نسبة لقرية ذي اصبح من خلع راشد بحضرموت .
وقال الباحث بعد أن ذكر أن الكتاب يعد وثيقة تاريخية من وثائق القرن الحادي عشر الهجري قال أيضا :(...غير أن غالب ما في المجموع مجموع كلام العلامة الفقيه أحمد محمد مؤذن باجمال شيخ القاضي طه بن عمر وله معه مشاركات في بعض الفتاوى ، نعم قد يكون لطه بن عمر رحمه الله جهد مشكور في الاهتمام بجمع كلام شيخه العلامة أحمد بن محمد مؤذن باجمال رحمه الله وهو من أخص تلاميذه إذ لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من فتاوى وفائدة لأحمد مؤذن وهذا الجمع عادة حميدة لدى طلاب العلم مع شيوخهم منذ القدم ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهله ولو فسح الله له في العمر وعاش إلى طباعة هذا المجموع لأطلق على هذا المجموع ( فتاوى مؤذن باجمال ) فليس له في هذا الجامع إلا الحفظ...)
أما العلماء الحضارمة الذين ورد ذكرهم و نقل عنهم في المجموع هم:
-------------------------------------------------------------
أبوبكر بن محمد بافقيه باعلوي
أبوبكر بن أحمد السبتي
أحمد محمد مؤذن باجمال الاصبحي
أحمد بن حسين بن عبدالرحمن علوي التريمي قاضي تريم
أحمد محمد بافضل العدني
أحمد بن محمد سراج
أحمد بن الحسين بلفقيه
أحمد بن عبدالرحمن سراج باجمال
أحمد بن عبدالرحيم العمودي
أحمد بن سعد الشحري
أحمد بن ابي بكر باحفص
أحمد بن عمر عيديد حاكم تريم
أحمد بن عبدالله بن عمر باشراحيل الغريب
أحمد بن علي بابحير
إسماعيل بن محمد بن عمر الحباني
زين بن عبدالرحمن الكندي
عبدالله بن أحمد بازرعة الدوعني
عبدالوهاب بن عمر بن عبدالله بن سمير
عبدالرحمن باحاتم
عبدالله بن عبدالقادر باحاج
عبدالله بن عبدالرحمن سراج باجمال
عبدالله بن عمر باجمال
عبدالقادر بن أحمد الحباني
علي بن عمر باعقبة
عثمان بن محمد العمودي
عبدالرحمن بن شعيب
سالم بن عبدالله باحميد
سالم بن عبدالرحمن باصهي
عمر بن عبدالله الشبامي
محمد بن أحمد باحميش
محمد بن أبي بكر عباد
محمد بن عمر بحرق
عبدالله بن أحمد بامزروع
عبدالرحمن بن أحمد حنبل بارجاء
عبدالله بن أحمد بامخرمة
عبدالله بن عمر بامخرمة
عبدالرحمن بن علي بن حسان
عبدالله بن أبي بكر الخطيب
عبدالله بن عثمان العمودي
عبدالله بن عبسين
عمر بن محمد جبيزان
علي بن علي بايزيد
عبدالله بن عبدالرحمن بلحاج بافضل
محمد بن سليمان باحويرث
عبدالرحمن بن محمد العيدروس
محمد بن سعد باشكيل
محمد بن عمر قضام
محمد بن علي القلعي
محمد بن عمر معلم
وآخرون ليسوا بشهرة هؤلاء.
أما الكتب والمصادر الحضرمية التي ورد ذكرها في المجموع ونقل عنها :
------------------------------------------------------------------
1- السمط الحاوي لعبدالله أحمد بامزروع
2- حسن النجوى للعلامة عبدالرحمن بن عمر العمودي
3- - مختصر شرح الوسيط للعلامة أبي بكر بن أحمد السبتي
4-قوارع القلوب للعلامة عمر بن عبدالله الشبامي
5- فتاوى باشكيل الصغرى والكبرى للإمام محمد بن سعد باشكيل
6- مختصر فتاوى المزجد للعلامة أحمد بن عبدالرحمن سراج نقل منها الجامع مسائل ملخصة
7- فتاوى باصهي للعلامة سالم بن عبدالرحمن باصهي
8- فتاوى بن عبسين
9- فتاوى بن حسان للإمام عبدالرحمن بن علي بن حسان
10- فتاوى علي بايزيد الدوعنية والشحرية
11- شرح تراجم البخاري للإمام محمد بن أحمد بافضل
12- الروضة الأنيقة والتحفة الحقيقة للإمام عبدالوهاب بن عمر بن عبدالله بن سمير
13- نشر الرضاء في أحاديث المصطفى عبدالله عمر باجمال
14-نظام الدرر حاشية على الإرشاد للعلامة علي بن علي بايزيد في 3 مجلدات أو مجلدين كبيرين قال الجامع وعندي الجزء الأول منه
15- تحفة الحدائق والأحداق للعلامة عبدالله بن عمر بامخرمة
16- تاريخ باشراحيل
17- نبذة في الدرج والدقائق للشيخ محمد بن محمد بن عبدالرحمن الخطاب
18- شرح الوسيط للإمام محمد بن سعد باشكيل
19 -ذيل طبقات الأسنوي للعلامة عبدالله بن عمر بامخرمة ،
20 -مطالع الأنوار في بروج الجمال ببيان الشجرة والمناقب لآل باجمال لأحمد مؤذن باجمال
نهاية التحقيق في الخبر المقترن بالتصديق للعلامة أحمد محمد مؤذن باجمال
21 - مختصر الأنوار للإمام محمد بن أحمد بافضل .
إنها لكارثة بحق أن نرى كل هذه الأسماء وتلك المؤلفات عبارة عن مجرد ذكر في كتب و ليس لها أثر في الواقع الملموس.
ثم قال الباحث في نهاية ورقته البحثية :
ضياع المصادر:
--------------
نقل الجامع في المجموع عن أكابر العلماء من أمثال الإمام القلعي، وابن حسان ، وباشكيل ، وابن عبسين ، والسبتي ، وبافضل ، وباشراحيل ، وبامخرمة ، ومؤذن باجمال ، وبن سمير، وبامزروع ، وباحميش ، وبازرعة ، وبحرق ، وحنبل بارجاء ، وباقشير هؤلاء أشهر وهناك آخرون ليسوا بشهرة هؤلاء وذكرت لأكثرهم كتب في ثنايا المجموع بل أحال على بعضها وهناك أعداد كبيرة غير هؤلاء من العلماء على مر العصور فيصف البشاري في كتابه " احسن التقاسيم ص 87 ويقول : (( بأن أهل حضرموت لهم في العلم رغبة )) ويقول باحنان في جواهر تاريخ الأحقاف / 331 (( إن حضرموت كانت زاخرة بفطاحل العلماء من الفقهاء والمحدثين والأدباء ،)) فأهل حضرموت أهل ثقافة وحضارة منذ كان التاريخ وهذه الصفة جعلت الوافدين إليها يرغبون في المكوث بها رغم ضنك معيشتها فقد ذكر الشلي حلول العلويين وقال: (( إنهم وجدوا بتريم من أرباب العلوم والآداب وأصحاب الفهوم والألباب ماشغلهم عن الأهل والوطن. ))[ أنظر المشرع الروي للشلي 1/ 128]
ثم يأتي المقدم للمجموع عبدالله الحبشي ليقول إن المجموع انفرد بذكر فقهاء لا نعرفهم إلا منه وبكتب نادرة لبعضهم لعل أكثرها فقدت منذ عصر المؤلف أي في القرن الحادي عشر وكلامه هذا لا يقبل لدى المهتمين بالبحث والتنقيب لأن في عصر المؤلف المصادر كانت موجودة لدى الجميع ومتداولة ـــ وإلا فما فائدة ذكرها والإحالة عليها إذا لم تكن متداولة بدليل إن المحبي وهو شامي من خارج حضرموت المتوفى 1111هــ في خلاصة الأثر ينقل عن كتاب (مطالع الأنوار) لمؤذن باجمال . وقد يعذر الحبشي ذلك أنه أتى في وقت متأخر جدا عن عصر الجامع وكانت هذه الكتب ومؤلفوها قد أخفيت.
والناظر في هذا الأمر أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن يكون هؤلاء العلماء وتلك المصادر والمؤلفات التي ذكرت في المجموع غير حقيقية زعمها من كتب المجموع فلماذا أتى بها ؟ وما الغرض والدافع من ذكرها ؟
وإما أن تكون حقيقية ولكن تعمد إخفاؤها وهذا هو الرأي الذي نميل إليه[ والكلام كله لصاحب الورقة البحثية ] وهو الراجح من وجهة نظرنا وكما تؤكده النقولات الكثيرة منها ما قاله المؤرخ علوي بن طاهر الحداد في كتابه جني الشماريخ حيث قال : ( وكان شيخنا رحمه الله يقول إن سبب ذهاب تواريخ حضرموت القديمة وانطماسها أن الأخلاف لما رأوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه منهم اليوم فعمدوا إلى إخفائها وإفنائها ).
وكأنه يعني كل كلمة قالها وهذا معناه أن الأخلاف رأوا ما ينكرونه وأخفوا وطمسوا وأفنوا وهنا لازال السؤال مطروحا فمن هم الأخلاف الذين أضاعوا تواريخ حضرموت وآثار علمائها في التاريخ والأنساب والفقه وعلوم العربية وغيرها من المجالات الحضارية والعلمية؟!!.
ماهي الكتب التي كتب لها البقاء من تاريخ حضرموت :
والغريب أن كتب المناقب من أكثر المصادر وجودا وبقاء في حضرموت ولم يبق لنا من مصادر تاريخ حضرموت إلا هذه الكتب المناقبية والتي منها المشرع الروي ، والجوهر الشفاف ، والغرر، والعقد النبوي ، والنور السافر، وتذكير الناس ، وصلة الاهل ، والبركة والخير في مناقب آل باقشير ، وكنوز السعادة ، وتنوير الاغلاس ، وعقود الالماس ، والبنان المشير ، ومن أمثالها كثير فلدينا قائمة طويلة وعريضة لسنا بصدد سردها في هذا المقام وسؤالي عن كتب هؤلاء العلماء الضائعة الفقهية والتاريخية المحال عليها في المجموع؟
ثم يضيف الأخ عوض حمدين في ورقته قائلاً :
وسنبقى قليلا مع السيد علوي بن طاهر الحداد حيث يظهر لنا عبثا آخر وهنا في الأنساب حيث ذكر لنا في الشامل الشامل 2/396 طبعة مركز حضرموت للدراسات والتوثيق والنشر تحقيق د / محمد يسلم عيد النور :(( وقد سألت شيخنا عن نسب بعض القبائل فأخبرني به فقلت له إنكم ذكرتم في الرسالة أنهم آل فلان فقال لي ذلك لقب وضعه لهم سلفنا تفاؤلا ونسبهم يعود إلى ما ذكرته لك ... )) وشيخه الذي عناه هو السيد أحمد بن حسن العطاس صاحب ( السفينة المجموعة ) وهي رسالة في الأنساب الحضرمية فتأمل. ونحن هنا إذ نشكر السيد علوي بن طاهر الحداد على شجاعته الأدبية وأمانته في النقل وسؤاله الواضح لشيخه وجوابه إلا أننا نعتب عليه إذ لم يعلق على هذا العبث في الأنساب. أليس في هذا ظلم للعباد؟.
وفي موضع آخر يقول : (...وقد ذكر شيخنا بعض التعليقات مع تناقضها ، وتركها كما هي لأن قصده الجمع لا التصحيح والترجيح الشامل 2/389...) !! ونظن أن هذا سكوت على باطل .ويقول عن أحد علماء دوعن العلامة عبدالرحمن بن أحمد بن عمر باشيخ فقال : ( ...عنده مجموعة من الكتب القديمة عديمة النظر فيها عدد من فتاوى فقهاء حضرموت واليمن كفتاوى بامخرمة ، وباشراحيل ، وبايزيد ، والحباني وغيرهم، وقد استعارها بعضهم من ابنه الفاضل الشيخ أحمد ثم أنكره فيها وكتب إلي وأنا بجاوة يشكو لي عمله وبلغني بعد ذلك أنه وقعت بينهما دعوى عند والي دوعن ولم أدر هل ردها إليه أم لا؟!
وكان من الصدف الغريبة أن ذلك المستعير أو المغير أخبرني وقد اجتمعت به في جاوة أن لديه ثمانية وعشرين مجلدا من فتاوى العلماء فعجبت كيف وصلت إليه ، ثم لم يطل الزمن حتى وصل إلي كتاب الشيخ أحمد يشكوه ويطلب مني مراجعته والزمان أبو العجائب الشامل 2/656- 657 ).
كانت هذه خلاصة حاولنا فيها نقل أهم مافي الورقة البحثية للأستاذ عوض حمدين ونتمنى من نشرها كاملة مع وثائق ذلك المؤتمر العلمي الذي سبق ذكره ليستفيد من هذه البحوث طلبة العلم وذوي الدراسات العليا والجمهور....
والله الموفق . الأستاذ الباحث أبو صلاح / حسين صالح بن عيسى عمر بن سلمان
مدير تحرير صفحة تاريخ وتراث حضرموت على الشبكة العنكبوتية
https://www.facebook.com/alhdrv/post..._post_reaction
  رد مع اقتباس