[عمر خريص]

حيا الله عمنا ابو عوض .. صاحب المواضيع الشجية الندية .. واحيانا العصية الغثية .
وموضوعك هذا تفرع وتعدد ، ويحتاج الى تفصيل كل نقطة فيه وتعريفها .. ولا اظن لدى احد الوقت الكافي لطرح مايسد ثغراته .. ولكن شعاري وحكمتي ياسيدي (خير الكلام ماقل ودل ) .وعلى هذا اقول .
اما في مسألة العلويين ونزولهم حضرموت وصحة نسبهم ودورهم في المجتمع الحضرمي فقد اشفى غليلي ماكتبه المؤرخ القدير( سعيد عوض باوزير ) في كتابه صفحات من تاريخ حضرموت ، ص 64، قال ( واذا كان للمهاجر من أثر بارز في حضرموت فانه يتجلى بوضوح في احفاده الذين استطاعوا ان يكونوا لهم كيانا خاصا أثروا به في مجرى الحياة الثقافية والاجتماعية ، فقد تأثرت الثقافة في حضرموت بتعاليمهم وطبعت الحياة الاجتماعية بطابع خاص يتناسب مع تلك التعاليم وخصوصا في بعض المدن . وكان لهم في تاريخ حضرموت السياسي أثر غير مجهول ولا مجحود ، وقد عرف بعض أحفاد المهاجر بالذكاء وقوة الشخصية والتجرد للعلم والانقطاع للعبادة الامر الذي جعلهم يحتلون الصدارة في كثير من المواقف ويسيطرون ادبيا وروحيا على قسم كبير من الحضارم ، وقد انتشر احفاد المهاجر في حضرموت انتشارا عظيما حتى لا تكاد تخلو منهم بلدة او قرية . والتاريخ الحضرمي يذكر لهم مؤلفات عديدة حفظت الشي الكثير من تاريخهم وآثارهم العلمية والادبية ، كما حوت تراجم كثيرة لعلمائهم وأدبائهم وصلحائهم ، واذا استثنينا الاباضية وموقفهم من العلويين فان اكثر أهل العلم بحضرموت من سائر القرون لهم اتصال تام بالسادة العلويين فهم مابين مريد واستاذ ، وقد نقل لطيب بامخرمة في كتابه قلادة النحر نقلا عن الخطيب قال : لما قدم احمد بن عيسى ومن معه الى حضرموت وادعوا النسبة الشريفة اعترف لهم أهل حضرموت بالفضل وماأنكروه ، ثم انهم رأوا اقامة البينة وتوكيدا لما ادعوه ، وكان في تريم اذ ذاك ثلثمائة مفتي ، فسار الامام المحدث علي بن احمد بن ابي جديد الى البصرة وأثبت نسبهم عند قاضيها وأشهد عند اثبات القاضي ممن يريد السفر الى الحج نحو مائة شاهد ، ورقب بمكة حجاج حضرموت فلما قدموها وشهدوا بذلك اعترف الناس لهم بالنسبة الشريفة واقروا لهم بالفضل والحرمة وأجمع على ذلك العلماء والصالحون . قال ( وممن صحح علو شرفهم وصحة نسبهم الامام محمد بن أحمد بن ابي الحب والامام ابو العباس أحمد بن محمد بن سالم المرواني التريمي والامام العلامة المحدث قطب الدين عمر بن علي والامام عبدالله بن اسعد اليافعي والامام محمد بن ابي بكر باعباد والشيخ فضل بن عبدالله بافضل والقاضي المحقق عبدالرحمن بن علي بن أبي حسان والفقيه العلامة مسعود بن سعد باشكيل ) .
ونقل الشيخ محمد بن عبدالله باسودان : ان بعض أئمة ذلك الزمان كلف العلويين اثبات نسبهم بالطريقة القضائية ، وكان الحامل على تكليفهم بعض من عنده نزعة اباضية ) . انتهى كلام باوزير رحمه الله .

اما حضرموت فلم تشهد صراعا طبقيا على غرار المجتمعات الاوروبية ، فلحضارم لديهم من الدين والتقى والايمان ماينهاهم عن حدوث مثل هذا الصراع الطبقي ، واذا كان هناك صراعا على السلطة فلا يعد طبقيا ولا لدواعي طبقية ، وفي مقابل هذا شهدت حضرموت مجتمعا متراحما مترابطا فيه من العلم والصلاح مما لا يوجد في غيره من المجتعات وفي السنوات المتقدمة وصف من زار حضرموت بان اهلها اشبه بالملائكة في عبادتهم وقيامهم وصلاحهم . ولم تكن المهن وكسب العيش حقرا على احد من افراد المجتمع فاننا نرى من السادة من اشتغل بالزراعة وحرث الارض مثل العالم الصالح (عبدالرحمن بلفقيه) الملقب ب( عالم الدنيا ) وكان مزارعا
في حين نرى من غير العلويين من يتولى الفتوى في مدينة تريم في وقت تعج تريم بأفاضل العلماء العلويين .
ان المجتمع الحضرمي فيما سبق مجتمع متراحم متلاحم ولا زال فيه من بعض هذا رغم تكالب الناس على الدنيا وانشغالهم بها ونسيانهم لكثير من عوائدهم .
شكرا لك عمنا ابو عوض على اتاحتك لي هذه الفرصة السانحة لابين لبعض الناس مااشكل عليهم .