عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2018, 03:02 PM   #28
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

Arrow دولة الجنوب العربي" بعيون عربية المفارقة التاريخية واضحة بين شعبي الشمال والجنوب



المفارقة التاريخية واضحة بين شعبي الشمال والجنوب


السبت 06 أكتوبر 2018 01:36 مساءً
د خالد القاسمي



منذ الإعلان عن الوحدة في 22 مايو 1990 كان لي وجهة نظر في نقطتين النقطة الأولى : الوحدة الإندماجية السريعة والفورية فكان لا بد أن تكون هناك فترة إنتقالية لمدة 5 سنوات على الأقل تبدأ بإتحاد فيدرالي بين الدولتين وإذا نجح يتم الإنتقال للوحدة الإندماجية أما إذا فشل فتعود الدولتان إلي سابق عهدهما قبل 22 مايو 1990




أما النقطة الكارثية الثانية فهي تحويل الجيش الجنوبي العالي التدريب والقدرة القتالية العالية والذي هزم الجيش الشمالي في 1972 و 1979 إلي المحافظات الشمالية لتتم إبادته هناك في الحرب الأهلية 1994



كان من المفروض أن تكون النظرة لدى قادة الجنوب أكبر وأشمل من ذلك , العاطفة وحدها ليست سببا لتسليم بلد بكل مقوماته ومقدراته العسكرية والإقتصادية لقيادات شمالية كانت تخطط للإستيلاء على الجنوب وإقصاء شعبه من أرضه وكل ثرواته ومقدراته الإقتصادية

وكان من المفروض دراسة التجارب العربية التي فشلت ليكون هناك خطة عودة للتراجع في الوقت واللحظة المناسبة



وكوني باحث درست تاريخ اليمن شمالا وجنوبا وتجربة الوحدة واللجان المشتركة بين البلدين من 1972 وحتى قبل الوحدة في 1990 كنت أشعر بهذا ولكن كنا دائما ولا زلنا نؤمن بإرادة الشعوب في تقرير مصيرها

وإذا ما رجعنا للتاريخ لوجدنا بون شاسع بين تكوين الشخصية الشمالية والشخصية الجنوبية

فقد كان الشمال تحت حكم الأئمة 364 عام منذ دولة الإمامة الزيدية الجارودية التي أسسها الإمام القاسم بن محمد عام 1898 وكانت عاصمتها صعدة وسميت بالدولة القاسمية

حتى دولة الأئمة الثانية في عهد الإمام يحي حميد الدين عام 1948 حتى ثورة سبتمبر 1962



أما الجنوب فقد كان تحت الحكم البريطاني 129 عام فقد أحتلت بريطانيا عدن يوم 19 يناير 1839 حتى قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة عام 1963

وما أريد الوصول إليه أن الجنوب ورث إدارة ونظام من المستعمر البريطاني

في حين ورث الشمال الصراع القبلي والغدر والخيانة والذل والإستكانة من دويلات الأئمة المتعاقبة



أما الغدر والخيانة فهو واضح وجلي في خيانة الشماليين للتحالف العربي وتحالف أخونجية اليمن مع ميليشيات الحوثي الإيرانية

أما الذل والإستكانة فهو رضوخ الشمال لميليشيات الحوثي التي تريد أن تعيدهم من جديد لعهد الجارودية الزيدية الشيعية التي حكمتهم في عام 1898 في عهد الإمام القاسم بن محمد



فشتان بين شعب قاوم الإستعمار البريطاني وطرد من أرضه أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس في 30 نوفمبر 1967

وأباد ميليشيات الحوثي الإيرانية و أنهى حكم باب اليمن في 22 يوليو 2015



كان من المفروض لقادة الجنوب العودة لهذا الميراث الحضاري العظيم لشعب الجنوب الذي هو مصدر فخر لكل جنوبي وعربي قبل الدخول في وحدة مصيرية وبون شاسع بين شعبين متناقضين في الكفاح وقضايا التحرر والإستقلال



د. خالد القاسمي



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس