عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2014, 10:20 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي سرير الطفل في حضرموت (الهداه ) من الموروث الشعبي

سرير الطفل في حضرموت (الهداه ) من الموروث الشعبي
الطفولة جميله وما من إنسان متزوج إلا ويتمنى أن يولد له طفل يكون امتدادا له ويفرح به ويقدم له مايريحه ويسعد والدته الأم (النفاس ) التي تجلس بجانب هذا السرير وترعاه .
بالأمس القريب حين يولد الطفل في حضرموت مدنها وقراها فقيرها وغنيها كانت الأسرة تحرص على توفير سرير للطفل وتفتخر بذلك السرير أو كما يطلق عليه اليوم (هندول ) وهو مهد الطفل كما عند أغلب الشعوب في العالم ،وبعض الأسر لا تزال تحتفظ بأسرة أطفالها للذكرى إلى اليوم .
والسرير بالأمس لم يكن كالسرير الحالي من افخر أنواع الخشب أو الحديد أو الألمنيوم ومفروش بأفخر أنواع القطن .
بالأمس كان السرير الذي نمنا ونام عليه الأولين من الآباؤ والأجداد مصنوع من خشب الأثل ،الأشجار التي كانت تمد ورش النجارين في حضرموت بالمادة الخام لصناعة سرر الأطفال التي كانت تعرف (الهداه )
ويقولون كناية عن صغر الإنسان في اللهجة الحضرمية المتداولة للتعبير عن نقدهم (ذا ولد هداه ) .....
وهذا السرير ارضيته من جلد الضان أو الماعز المدبوغ الرطب وله رائحة مميزة وهي رائحة اديم الجلد ،و أماهيئته فعلى الجوانب أعواد من خشب الأثل يثبت فيها الجلد الذي له فتحتان قد أعدت كمرحاض للطفل ، وفي اعلاه وجوانبه أعواد للحماية من السقوط ،ويغطى بقطعة من القماش أو الصوف في البرد .
ومن جانب أخراج الطفل منه فتحة مهياة لهذا الغرض . ويزين من أعلاه بخرق ملونه و(قرقاش ) يحدث صوت إذا حرك لإسكات الطفل والنظر أليه .
ويحمل على الإبل ويتنقل به عند أهل البوادي ، ويحمل باليد ويتنقل به عند الفلاحين في المزارع .
ولما ظهرت أنواع من الأخشاب ومن ثم معادن خفيفة أخرى تركت هذه الأسرة القديمة وأصبحت جزء من التراث .
كتبه الأستاذ /أبو صلاح ( حسين صالح بن عيسى بن سلمان ) كاتب و باحث في تاريخ حضرموت وتراثها ....
له عدة مؤلفات ورسائل ومقالات
  رد مع اقتباس