عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2016, 12:30 AM   #24
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الثلاثاء 09 أغسطس 2016 08:00 مساءً

ضياع الأمل دليل ضياع الطريق


سعاد علوي
صفحة الكاتب
إلى متى أيتها الجامعة العريقة ؟
قبل الرحيل
ذكرى طعم السعادة
أبين في خاطري
راجعوا حساباتكم


قبل ثلاثة أعوام كنت ألقي محاضرة حول دور المرأة في التوعية من خطر المخدرات من خلال تأثيرها على زوجها وأبنها وأخيها وأبيها وحتى تأثير الخطيبة على خطيبها .. على النساء في قرية بعمق الريف اللحجي وفجأة قاطعتني إحدى النساء قائلة : أولا تقنع نفسها من تعاطي التمباك الذي تتعاطاه كثير من النسوة في تلك القرية بحيث يضعن لفة صغيرة من ورق التمباك بين اللثة والشفة .. لا أنكر أنني تفاجأت كثيراً بتلك المعلومة ..


وعند مغادرتي حدثني شخص من لحج أنه لا يستطيع جلب القات لنفسه دون أن يأتي بلفة تمباك لزوجته وسألته حول تلك الظاهرة فقال أن النساء كن يستخدمن التمباك لتبييض أسنانهن ثم مع الإستخدام اليومي أصبحت عادة لديهن تطورت من دعك للأسنان إلى الإبقاء على اللفة بين اللثة والشفة وأصبحن الكثيرات منهن مدمنات عليها ..!!!

ذلك في عمق الريف ترى كيف هو الحال في المدن وخصوصاً العاصمة عدن وبقية المدن الجنوبية الكبيرة ؟
حيث تنتشر ظاهرة تعاطي القات وتدخين السجائر والشيشة بين النساء وكذلك ظهور تعاطي أنواع عدة من الحبوب والحقن المخدرة بين الفتيات خصوصاً من طالبات المدارس والجامعات حيث هو أكثر شيء منتشر بينهن ذلك في غياب دور الأم والأب والأسرة بشكل عام وكذا دور المعلم والمعلمة والمجتمع ..

أليس ذلك مآله ضياع الطريق بالتالي ضياع الأمل ؟
فإن كانت تلك نواة الأسرة التي نعتمد عليها في إنجاب وبناء جيل الغد المشرق فماذا نقول عن الأساتذة في الجامعات والمعلمون في المدارس حين أحاول أن أتواصل مع أحدهم أو أحاول أن أشركه في البحث عن حلول لمشكلة تعاطي وترويج المخدرات بين أبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات سواء كان ذلك في الجامعات أو المدارس . وأعلم أن مقالي هذا سوف يثير حفيظة البعض منهم خصوصاً من لهم علاقة بعمل التربية والتعليم ورعاية النشئ فالكل يخبرنا أنه يعمل ويبذل جهداً ونحن لا ننكر عليهم ذلك ولكن كل الجهد المبذول هو في كيفية توصيل المعلومة التي في كتب المناهج الدراسية التي ورغم الإنتشار المخيف لظاهرة المخدرات سواء تعاطيها أو ترويجها فلا توجد حتى كلمة توعية ولو بالإشارة إليها ولا يكلف بعض المدرسين أنفسهم حتى بإستغلال أوقات النشاط والفراغ لدى الطلاب لتوعيتهم من تعاطي المخدرات .

وإن جئنا إلى خطباء المساجد وأئمتها فهؤلاء حدث ولا حرج فكل فرد منهم مشغول بجماعته وحزبه وكيفية تمجيد أمرائهم والبعض منهم يستخدم الدين كأفيون لتخدير الشباب المراهق وحرفهم عن الطريق السليم إليه وإلى الهداية الإسلامية المحمدية الحقّة والتي جاءت منكرة لكل الخبائث من خمر مسكر ومخدرات ألم يقل صلّ الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية ) فما بالهم لا يبلغون قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ) 1) وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ ,

وما المخدرات بكل أشكالها وأنواعها إلا خمر مسكر ورجس من عمل الشيطان وتوقع بيننا العداوة والبغضاء وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة . وأما الإعلام فبحر عميق غرقنا فيه جميعاً مابين مخالف وموافق ومثار للشقاق والفتن .
فمتى نتّعض بكلام الله وسنة رسوله الكريم ونقي أنفسنا وأهلينا ناراً وقودها الناس والحجارة .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6( ) صدق الله العظيم
سعاد علوي
رئيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات
9/8/2016



اقرأ المزيد من عدن الغد
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس