عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2007, 05:22 PM   #1
moon almoon
حال متالّق
 
الصورة الرمزية moon almoon

افتراضي مواعظ الحمار الباقية في التراث الأدبي

اثناء تصفحي لاحدى الصحف اليوميه لفت نظري موضوع يتحدث عن الحمير ودورها في التراث الادبي
فذكرني بما تشهده مواضيع خاصة عن الحمير من رواج وشهره واسعه في سقيفةالشبامي فاحببت ان انقل لكم الموضوع للاطلاع


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من جحا إلي شكسبير


خصصت مجلة القافلة الثقافية ملفاً خاصاً في عددها الأخير عن '' الجمار في الأدب والتراث الأدبي '' كشف عن التناقض الكبير بين الانكار الذي يعامل به الانسان هذا الحيوان المستأنس وتهميشه من جهة وحضوره الكبير في الثقافة الانسانية بدء من الادب الشعبي وصولا الي الفلسفة!!

يقول تقرير مجلة القافلة ان آداب شعوب العالم استخدمت الحمار مادة لالقاء موعظة أخلاقية أو فلسفية علي الانسان، أو تلقينه حكمة معينة وعلي مدي 20 قرنا تعددت أشكال ظهور الحمار في الادب فحضر في عشرات الاعمال التي خرجت من بيئتها المحلية الي العالمية لتصبح جزءا مهما من التراث الثقافي للانسانية، كما ذكر التقرير أن الحمار جاء في الادب في 3 اشكال.. الاول ''موضوع التحول''، حيث يتحول من إنسان الي حمار، الثاني ''الحمار المستأنس'' أي القادر علي النطق ومخاطبة الحيوانات وحتي التفكير ومخاطبة الفلاسفة، والشكل الثالث ''الحمار الواقعي'' رفيق الانسان في حياته. كما تضمن التقرير عرضاً لبعض الروايات ومنها عرض لاقدم رواية في التاريخ وهي ''رواية الحمار الذهبي'' للمؤلف ''لوكيوس ابوليوس'' في القرن الثاني الميلادي وهي مستمدة من اصل يوناني، ثم بدأ ماكيافيلي في القرن الخامس عشر الميلادي باعادة كتابة الرواية ولكنه لم يكملها. أما في رواية ''حلم ليلة صيف'' لشكسبير نري أن شخصاً قد تحول رأسه الي رأس حمار، وفي القرن الثامن الميلادي قام ابن المقفع بترجمة كتاب ''كليلة ودمنة'' لمؤلفه الهندي بيدبا.. وهي مجموعة حكايات ابطالها من الحيوانات يتفاعلون فيما بينهم وكأنهم من البشر وتهدف كل حكاية الي إلقاء موعظة أو استخلاص حكمة معينة. وعند جورج اورويل ''مزرعة الحيوانات'' التي كتبها عام 1945 فالحمار لا يضحك أبداً لان ما من سبب يدعو الي ذلك. وفي نوادر الشيخ ''نصر الدين جحا الرومي'' احتل الحمار دور البطولة الي جانب البطل الاول جحا... فهو حمار واقعي مجرد حيوان اليف يرافق صاحبه ويشاطره مغامراته وهذا الحيوان الذي لا يتكلم يستخدم ببراعة لاظهار حماقة الانسان وطباعه المختلفة. اضافة الي ان الحمار كان له ظهور مميز في أعمال ''توفيق الحكيم'' فكتب كتاب ''حماري قال لي'' والذي من خلاله يروي تاريخ علاقته بالحمير وتعاطفه معها والدور الذي لعبته في حياته.

أما في مجال الشعر فقد ظهرت هذه الحكم والمواعظ علي لسان الحمار في أعمال الشاعر الفرنسي ''جان دي لافونتين'' الذي كتب ثلاث مجموعات من الحكايات الشعرية وعرف كيف يسخر فيها الحيوانات لتوجه أقسي أنواع النقد لاحوال المجتمع الفرنسي وقيمه وعاداته آنذاك.

وقد شهد القرن الرابع عشر الميلادي خلافا فلسفيا حول سلامة الاختيار الحر عند الحيوان ولحسم الجدال قام جان بوريدان وهو عميد جامعة السوربون بتجربة حضرها ممثلون من الاتجاهين الفلسفيين المختلفين. فكتب عن هذه التجربة الاديب الالماني غونتر دي برون رواية ''حمار بوريدان'' والتي ترجمها صنع الله ابراهيم عام 1977.

كما تضمن الملف تقرير لمنظمة الزراعة والاغذية الدولية ''الفاو'' يقول بأن عدد الحمير في العالم يناهز اليوم 22 مليوناً وتحتل الصين رأس قائمة الدول في امتلاك الحمير بنحو 11 مليون رأس تليها الحبشة والمكسيك ومن ثم منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ويضيف التقرير ان 95% من حمير العالم ماتزال تستخدم في المهام نفسها التي انيطت بها منذ نحو 6000 سنة اي النقل وجر العربات وتوليد البغال في حين ان 5% فقط خصصت لمهام جديدة، مرافقة الخيول وحراسة الماشية او الترفيه عن الاطفال وما شابه. ويتوقع التقرير ان يستمر عدد الحمير في الارتفاع لأسباب عديدة منها انتشار مشاعر الرفق بالحيوان في البلدان التي فقدت الحاجة اليها، وازدياد السكان في الارياف في العالم الثالث وارتفاع اسعار البدائل الميكانيكية بالنسبة لهؤلاء. وفي حين ان الحمار يعيش نظريا أو عملياً في البلدان الغربية ما بين 35 و40 سنة يقول تقرير الفاو أن معدل عمر الحمار في منطقة الشرق الاوسط لا يتجاوز سبع سنوات.... أما التفسير المخجل لهذا العمر القصير الذي يورده التقرير فهو سوء التغذية وسوء المعاملة!!
التوقيع :

انت الزائر لمواضيعي رقم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس