عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2009, 12:21 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي خدعوك وقالوا (( مسوبان )) اله البحر

.

تحير صاحبكم أبوعوض الشبامي قبل أن يكتب في سقيفة التراث من أين يبدأ ؟؟
من أين ابدأ لأوضح حقيقة مزاعم روج لها البعض وصدقها الكثيرون ، مزاعم لا تستند على ابحاث عميقة ولا مصادر تاريخية معروفة ، أو الى علم النقوش والحفريات ..!!

لا ادري من أي مصدر أو نقش حضرمي قديم استسقى منه من كتب بأن (( سوبان )) هو إله البحر ، أو إله صيد سمك البحر ... أو حتى أن له علاقة بالبحر ؟؟

كانت المعتقدات الحضرمية القديمة تدعو لعبادة اربابا متفرقة وكواكب معروفة ، وقد جاء ذكرها في كثير من النقوش كمعبودات قديمة ، ولكن لم يأتي ذكر لإله أو معبود اسمه (( سوبان ))... ؟؟

قرأت لمن كتب بأن (( الحضارمة كانوا يعتقدون بأنهم حين يرقصون فانهم يساهمون في زيادة المحصول ، وأن رقصة (( سوبان )) إله البحر هي قديمة ...)) لا أدري في أي مصدر جاء من كتب هذه المزاعم ؟؟؟

ولمن لا يعرف رقصة (( السوبان )) هي رقصة الصيادين في سواحل حضرموت وهذه الرقصة كان يقوم بها الصيادين وتمارس في فصل الخريف حينما تكون رياح الخريف تجعل من البحر العربي هائجا تعصف به الاعاصير الاستوائية الموسمية ، حيث يتوقف الصيادون عن ركوب البحر للصيد ، ويتفرغون في أداء رقصة (( مسوبان بالطواف على مساجد معينة ومعروفة في الشحر ، ثم زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين ، حاملين معهم بعضا من أدوات وعدد الصيد، وينشدون اهازيج خاصة لهذه الرقصة بالحانها الخاصة ، تعبر عن الرجاء والأمل والتوسل في أن يكون موسم الاصطياد القادم وفيرا ، وعادة ما ينتهي كل مقطع ينشدونه بعبارة (( يامسوبان يامسوبان )) ..!!

ولهذا قال الاستاذ محمد عبدالقادر بامطرف في كتابه (( الرفيق النافع )) كانت الرقصة تؤدى الى عهد قريب في الخمسينيات من هذا القرن ، وقد حلت المكائن بدلا من الوسائل القديمة وكان سببا رئيسيا في انقراض هذه الرقصة . وعلى العموم فنحن في الشحر بالذات كنا نحتفل كل عام بيوم سوبان وتؤدى فيها طقوسا لا نعلم مصدرها ولا مدلولها ولكنها تهدف من كل ذلك أن يكون الحصاد السمكي وفيرا ....!!

وقبل اسبوع كنت أقرأ كتابا عنوانه (( المسالك والممالك )) للإصطخري ووقفت عند وصفه لأرض فارس وما قاله المؤلف (( وعلى باب شيراز بقرية تعرف بالبركان بيت نار يعرف بالمسوبان. ومن دين المجوس أن المرأة إذا نزلت في حملها أو حيضها لم تطهر، إلا بأن تأتي هذه النار فتتعرى لبعض الهرابذة فتطهر ببول البقر. )) .

من هنا تحلحلت عقدة (( مسوبان )) التي ارقت الباحثون في ساحل حضرموت وجعلت الاختلاف واضح بينهم في تعليل كلمة (( سوبان ))،

وهنا عدت الى ما كتبه الاستاذ عبدالرحمن الملاحي في بحثه القيم بعنوان ( الفرس فى بلاد اللبان ) حيث استدل على بعض الشواهد التاريخية منها وجود حصن مازال يعرف ( حصن شروان ) فى مدخل وادى معبر فى ساحل المشقاص و ان موضع نزول الفرس كان فى منطقة مثوب قرب رخميت الواقعة فى ساحل المشقاص ( وحصن شقبون ) او مايعرف ايضا ( حصن الكافر ) قرب وادى وادى عسد و ( حصن تنشوة ) الواقع شرق معبر ويطلق علية ايضا حصن الكافر و ( حصن سولة ) قرب وادى رغدون ويسود اعتقاد عند السكان المحليين ان جميع هذة الحصون تعود الى حقبة استيلاء الفرس وسيطرتهم على بلاد اليمن ، كما افادنا الاستاذ الملاحي بمعلومة تتعلق بهذة الحقبة حين ذكر مايرددة سكان وادي بدش حتى يوم الناس هذا عن البطل الاسطوري ( ابوعنك ) الذى قاوم الفرس وتمكن من القضاء عليهم وطردهم .

ما ورد من معلومة في كتاب (( المسالك والممالك )) للإصطخري وما جاء في بحث الملاحي (( الفرس في بلاد اللبان )) نستخلص الآتي :

1- هناك بيت نار في بلاد فارس (( باب شيراز )) يعرف بالمسوبان ومن دين المجوس أنهم يتطهرون بزيارته .
2- تأثير الحكم الفارسي على السواحل الحضرمية واضح ولا بد من انتقال بيوت النيران معهم الى حضرموت . ومن بين هذه البيوت ما يعرف بالمسوبان .
3- بعد مجيء الاسلام ودخول أهل حضرموت في الاسلام اسلمت بعض الطقوس المجوسية والوثنية ، ومنها طقوس زيارة (( مسوبان )) وتحولت الزيارة من (( بيت النار المجوسي )) إلى المساجد والاضرحة الاسلامية.
4 - في الحضارات القديمة تعتقد كثير من الشعوب البدائية أن (( التطهر )) من شأنه أن يأتي بالصيد الوفير برا أو بحرا . فلاغرابة أن يزاول الصيادون في ساحل حضرموت (( الشحر )) طقوس التطهر بزيارة المساجد واضرحة الاولياء للتبرك ، وجلب بعضا من معدات الصيد الى اماكن العبادة والزيارة .






.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-17-2009 الساعة 12:38 AM
  رد مع اقتباس