[مسرور]

ولد السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري المكنّى ( أبوطويرق ) سنة 902 هجرية الموافق 1496 ميلادية في مدينة شبام بحضرموت ونشأ بها ( هناك تفاصيل عن نبوغه وحنكته ودرايته وشجاعته منذ سنين عمره الأولى لن نوردها حتى لاتشغل حيزا ) وهو حفيد السلطان جعفر بن عبد الله بن علي بن عمر الكثيري الذي أجبرته الظروف كما يقول المؤلف الى الهجرة مع بعض الرجال من قبيلة آل كثير الى ظفار طلبا للرزق وذلك بعد أن دب الخلاف والشقاق في القبيلة الكثيرية حيث ساعدته الظروف في ظفار حتى أصبح بعد بضع سنين من أصحاب المال والثرة ، وكان السلطان جعفر يتسم بالغيرة والحميّة على عشيرته فلم ينس النكبة التي تعرضت لها قبيلته في مدينة الشحر على يد قبيلة كنده كما لم يرتضي بأن تكون مدينة الشحر تحت سلطتها ولذلك قام برفقة ابنه عبدالله ( والد السلطان بدر ) بناء على دعوة من حلفائه بيت زياد من المهرة بمحاولة لاسترداد الشحر ... يورد المؤلف ما دار من أحداث انتهت بوصول بدر بوطويرق الى سدة الحكم وتنازل أخيه محمد بن عبد الله له عن السلطنة ومحمد هذا هو جد أمراء آل عبد الودود سكان الريدة الشرقية التي كانت تسمى ريدة آل عبد الودود بالمشقاص وتنازله لأخيه تم بمحض اختياره ونتيجة لإعجابه بنبوغه وقدراته ويرجح بعض المؤرخين أن التنازل عن السلطة لم يكن نتيجة اعجاب كما يشاع وإنما جاء نتيجة للمنافسة بين الأشقاء على وراثة العرش تماما كحال كل المتنافسين في الأسر الحاكمة ببلداننا العربية وتمكن بدر بوطويرق من الأخذ بمقاليد الأمور في الدولة مما اضطر السلطان محمد بن عبدالله الى الإعتراف بالأمر الواقع والحفاظ على ما تبقى من هيبته ، ومما يؤكد نشوب الخلافات بينهما هو محاولة السلطان السابق محمد بن عبد الله الذي عاد الى مرتبة الأمير استعادة السلطة بعد تنازله .

قيام الدولة الدولة الكثيرية الأولى في حضرموت كان في أوائل العقد الثاني للقرن الخامس عشر الميلادي ويلاحظ قبل قيامها بروز هجرة جماعية لآل كثير الى ظفار طلبا للرزق فهل هم أساسا وافدون من هناك أم العكس صحيح وكيف ومن أين برز تطلعهم لإقامة سلطنتهم بحضرموت منذ القرن الثاني عشر من حضرموت أم من ظفار ؟

مفارقات صعبة .

يتبع ..................