عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2014, 09:50 PM   #15
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



الـعقـلية الاستبداديـة مـاذا أنتجت لنا ؟

17 - نوفمبر - 2014 , الإثنين 06:14 مسائا (GMT)

النظام اليمني السابق لم يترك لنا حسنات نتغنى بها، بل على الأرجح خلق لنا تركة ثقيلة لازالت تؤرقنا وتقض مضاجعنا.
نظام استبدادي لم يحسن إدارة بلاد، ولم يؤمن بالتداول السلمي للسلطة، ولا بالتنوع السياسي، ولا بوجود المؤسسات، ولا بحكم القانون ولا بالنظام الديمقراطي.


لم ينتج هذا النظام العتيق مجتمعاً منتجاً، ولا أسس لمشاريع اقتصادية أو زراعية أو سمكية تساعد على تطور البنى التحتية للدولة، وتجعل من الاقتصاد المحلي منتجاً يعتمد عليه الوطن، ولم تسهم مدخولات النفط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. بل شجع هذا النظام على أن يبقى الوطن والمواطن شحاتين يمدون أيديهم لطلب الصدقة والإحسان من الغير ومن الدونيين.

لم يترك هذا النظام المستبد للوطن فرصة للارتقاء في معيشته ورفاهيته، بل استأثر بكل شيء، فجعل الأموال العامة ماله الخاص، ينفرد بأخذها دون حسيب أو رقيب، وجمع كل السلطات تحت يديه يحكم على من يشاء ويغفر لمن يشاء.. فهو نظام الزعيم الواحد حيث يظل زعيماً للحزب، وقائداً للجيش ورئيساً للقضاة، ورئيس كل مواطن بالجملة والتفاريق، ولم يؤمن النظام السابق بالوحدة، وإن آمن بها فهو يؤمن بها لغوا وبهتانا، فلم يساير الجنوبيين حين اتفقوا في وثيقة العهد والاتفاق على منح الجنوبيين حكما ذاتيا واسع الصلاحيات، وبدلا من ذلك شن الحرب على الجنوب.

ولم يرض بتعديل مسار الوحدة، فناصب كل من تفوه بها العداء.. ولم يترك للجنوبيين بارقة أمل في الوحدة، بل ظل النظام السابق يعاند رغبات الجنوبيين بالقول (الوحدة أو الموت) وهو يعرف أن الوحدة قادت الجنوبيين نحو الحضيض وقادتهم إلى فقدان أراضيهم ووظائفهم ودولتهم وثروتهم.

وقاد تعنت النظام السابق إلى إهدار كل ما هو مشرق في الجنوب، وحطم مؤسساته ومعالمه الاقتصادية وتسبب في تشريد الجنوبيين، حتى لا تقوم لهم قائمة.

ولما جاء الرئيس عبدربه هادي الرجل السياسي والعسكري المحنك كي يبني دولة مدنية كونه متخلقا بالمدنية ظل يطرح في طريقه المصاعب والعراقيل، ويهدف من كل ذلك إلى جعل مرحلة الرئيس هادي مرحلة مليئة بالمصاعب والمشكلات.. ولكن هادي لا يزال مصراً على متابعة سيره نحو خلق الغد المنشود رغم كل المصاعب الموضوعة أمامه.

وكيف نتغنى بمرحلة سياسية عاث فيها النظام السابق فسادا مخلفا طوابير من الفقراء، وازدياد معدلات العاطلين عن العمل، وتدهور التعليم والصحة، والثقافة والفن، واذا غُفِرت للنظام السابق آثامه فإن ما عمله ضد الثقافة لن يُغفر له.

وكيف نتغنى بمرحلة جعل فيها النظام السابق من اقتصاد البلاد اقتصادا ريعيًا يعيش على امتصاص دماء الفقراء ولم يوفق في بناء دولة منتجة وبرلمان حقيقي يمثل دور المحاسب والرقيب، فكان يخلق ويصنع الوزراء بنفسه يماشونه في الجهل والتملق والعجز.

وكان يتصنع الديمقراطية، والديمقراطية منه براء، فإن كان يلتزم بالديمقراطية لكان أعطى شعب الجنوب حقه في اختيار نظامه وتوجهه السياسي واستعادة دولته، فلا توجد وحدة بالقوة، ولا السلاح يصنع السلام والوئام، بل كان يفتعل الأعذار تلو الأعذار، فاذا فشل في الأعذار السياسية لجأ إلى الأعذار الدينية، وإذا فشل فيها لجأ إلى الاعذار المتعلقة بالتقاليد والعادات القديمة.. وكان يهمه أن يفشل أية بارقة أمل تشجع البلاد نحو التقدم إلى الأمام.

لهذا.. الجنوبيون يمارسون حقدهم على نظام استبدادي وعقلية مستبدة أرادت أن تشل إرادتهم وتقعدها.. لكن الجنوبيين كان لهم رأيهم في المسألة وقالوها بصراحة وعلانية: الحرية والاستقلال لا غير.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس