عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2018, 12:04 AM   #87
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



2018/10/30

قضيّة الصحفيّ السعوديّ/جمال خاشقجي وبوادر ربيع عربيّ جديد لشرق أوسط جديد


إنّ ما يجري اليوم من استغلالٍ كبيرٍ وغير مألوف لقضية انسانيّة مثل قضية الكاتب والصّحفي السعودي/جمال خاشقجي المغدور به في قنصليّة بلاده في اسطنبول بتاريخ 2 اكتوبر 2018م.الذي أصبحت قضية رأي عام دولي بشكل يفوق التوقعات والتصورات وتطالب بالتحقيق الفوري لمرتكبيّ جريمة قتله ومحاكمتهم على الأراضي التركية؛ ليس ذلك فحسب بل المطالبة بفرض عقوبات صارمة على المملكة العربية السعودية في سيناريو مفاجئ ومخيف ،أحداثه متسارعة تشبه إلى حدٍّ كبير قضية الشاب التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه في يوم الجمعة تاريخ 17 ديسمبر 2010م.(مشعل شرارة الربيع العربي )وكان ذلك أمام مقرّ ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة سلطات بلدية المدينة لعربته التي كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه وكذلك عدم قبول دعواه ضدّ الشرطية التي اعتدت عليه أمام عامّة الناس وقالت له باللغة الفرنسية ( Dégage ) بمعنى ارحل والتي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وكذلك أصبحت شعارًا لكلّ ثورات الربيع العربي...

ولقد خرجت الجماهير التونسية بمظاهرات واسعة معبرة عن غضبها واستيائها من الحادث بعفوية وبقدر عالٍ من العلم والثقافة والتقدم دون استخدام العنف ، وقد طالبوا بمطالب غير تقليدية متوقعة أو توفير لقمة العيش فقط ، بل بالحرية العصرية ومقاومة الفساد ومقاومة التبعية

ومن هنا سقط مشروع الغرب للسيطرة على الشرق الأوسط وتقسيمه ونهب موارده في سايكس بيكو ثاني جديد .





وما نراه اليوم من مواقف إقليمية ودولية سياسية تتحرك بسرعة فائقة وتتسع رقعتها بشكل كبير في قضية الصحفي السعوديّ/جمال خاشقجي بصورة تحالف مبيت سلفًا يوحي بمخاطر عميقة ومختلفة تشير مجرى أحداثها بمشروع سايكس بيكو ثانٍ كما وصفه الكاتب والمفكر المصري محمد حسنين هيكل رحمة الله حين تحدث عن الربيع العربي في 2011م.وقال إنّ مايشهده العالم العربي هذه الأيام ليس ربيعًا عربيًا وإنما سايكس بيكو جديد لتقسيم العالم العربي وتقسيم موارده ومواقعه ضمن 3 مشاريع الأول غربي أوروبي أمريكي ، والثاني إسرائيلي ، والثالث تركي ، وقال: إنّ سايكس بيكو الأولى كانت تقسيمًا للعالم العربيّ بين إنجلترا وفرنسا وكانت تركيا العثمانية أولى ضحاياه وقبلها العرب .



إنّ الخرائط الجديدة لا توزّع إرث الخلافة العثمانية وإنما توزّع إرث المشروع القوميّ العربيّ الذي تمكن في فترة سابقة من طرد الاستعمار الغربي وعمل بكل قدراته على ملأ الفراغ ؛ إلاّ أنّه عجز عن ذلك...!0

ودولة الخلافة العثمانية أيضًا هي الأخرى لم تستطع حماية أملاكها ــ آنذاك ــ ونظرًا لذلك ؛ جرى إرثها ، والمشروع العربيّ الذي لم يستطع أن يحمي نفسه اليوم يجري توزيع إرثه وتقسيمه .





ولأنّ المشروع التركي لديه حظ أوفر في هذه المرحلة الحساسة حيث لا زال في مخيلتهم وتاريخهم ما يذكر بأنّهم كانوا الضحية في سايكس بيكو الأولى؛حيث تمّ توزيع إرثها على الآخرين فيما هي الآن أمام إغراءٍ كبيرٍ أن تكون شريكًا رسميًا في الإرث الجديد بعد أن كانت الضحية...

وما يجري الآن من ترويج إعلامي واسع النّطاق لقضية/جمال خاشقجيّ,وتقارب مع الروس والألمان والفرنسيّــين في اجتماعهم الأخير في البحث عن السبل والطرق لاستقرار سوريا بالشكل الذي يرونه مناسباً لهم لا للشعب السوري في الداخل والخارج علمًا أنّه قد سبق هذا اللقاء لقاءات سابقة كثيرة ومتعددة الأشكال؛حتّى تمّ الوصول الى رؤية مشتركة بصورة شركاء جدد وهو الذي يعتبر استمرارًا في سيناريو سايكس بيكو ثانٍ .





ولا ننسَ هنا دور الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي تتكشّف أوراقها بين الحين والآخر جليـًا وواضحًا خصوصًا في سياستها الخارجيّة والغير معلنة بالذّات بشأن العلاقات مع اسرائيل وأمريكا والغرب التي تظهر العداوة والحقد لهم ؛ بينما الحقيقة عكس ذلك تمامًا ، وما التّـقارب العمانيّ الإسرائيليّ الذي شهدناه في اليومين الماضيين في قلب الخليج العربي إلاّ دليلاً قاطعا على السياسة الرسمية الإيرانية مع الإسرائيليّين لأنّهم خلف هذا التقارب المفاجئ والصّادم في الوقت الراهن ، علاوة على وضوح مشروع إسرائيل التي تعتبر أكثر المستفيدين من إيجاد دول طائفية في المنطقة لتثبت وجودها وادّعائها بيهوديّة الدولة .

لقد استفاد الأمريكان والغرب من نصائح كثير من مستشرقيهم الذين أفادوا بأنّهم ليسوا بحاجة للقوّة العسكريّة باستمرار للتّعامل مع العرب والمسلمين في منطقة الشّرق الأوسط ؛ بل هناك وسيلة أفضل وهي ( الفتنة ) بين المسلمين شيعة وسنة ؛ الأمر الذي يعتبر نجاحه مضمونًا بالمستوى المطلوب وهذا هو سر العلاقة بين إيران والغرب منذ مابعد انهيار النّظام الإمبراطوريّ الإيرانيّ الذي جاء على أنقاضه نظام الجمهورية الثورية الإسلامية...

وهناك خارطة طريق أخرى لتنفيذ المشروع الأمريكيّ الغربيّ بشراكة تركيا علنـًا وإيران سرًا لتقسيم المنطقة وفق مصالحهم المشتركة وهذا الخطّ هو الأسرع ــ كما يبدو ــ من خلال المتغيّرات المتسارعة في المنطقة وانتشار الصّراعات بين مختلف دول الشّـرق الأوسط دون رؤى واضحة , أو معالم انفراجٍ حقيقيٍ وصحيح لوقف هذه المشاريع القادمة للمنطقة ــ لا محاله ــ منذ اندلاع ثورات الربيع العربي 2011م.







فـ أين العرب من هذه المشاريع الزّاحفة نحوهم؟!

وماهي جاهزيّـتهم واستعداداتهم لوقف هذه المشاريع التي ستقضي عليهم إن لم يصحوا ويدركوا خطورتها ؟

فهناك أدوات ووسائل كثيرة لإنجاز خارطة طريق الأمريكان والغرب لشرقِ أوسطٍ جديدٍ .

والتي من المؤسف أنّ معظم تلك الأدوات والوسائل هي ــ في الأساس ــ توفّـرها الأمّة العربيّة وأنظمتها التبعيّة ؛ ففي كل يومٍ يظهر لنا مشروع بذرائع جديدة ؛فقبلها الشاب التونسيّ ، ثم استخدام الإخوان بعد الاعتراف بهم الذي لم يكن حبًا فيهم ولكن لتأجيج الفتنة الطائفية بين العرب والمسلمين ، والآن قضية الكاتب والصحفي السعودي التي خلقت حراكا سياسيا ليس له مثيل من قبل أمريكا والغرب وتركيا،وكـأنّها أول انتهاك لحقوق الإنسان في العالم..

ألا ينظرون إلى إحداث اليمن اليوم وسوريا والعراق وليبيا والانتهاكات الجسيمة والوحشية فيها , أو أنّها بنظرهم ليست انتهاكات لحقوق الإنسان؛لأنّها لاترتبط بسياسة مصالحهم وأهدافهم الاستعمارية؛ناهيك عن استغلال الخلافات الخليجيّة الخليجيّة وحرب اليمن والعراق وسوريا وليبيا

فيأمة الإسلام والعرب : أفيقوا واصحوا لأنفسكم وانظروا إلى ماذا يخطط لكم في سايكس بيكو جديد قبل فوات الأوان .



ظ‚ط¶ظٹظ‘ط© ط§ظ„طµط/////ظپظٹظ‘ ط§ظ„ط³ط¹ظˆط¯ظٹظ‘/ط¬ظ…ط§ظ„ ط®ط§ط´ظ‚ط¬ظٹ ظˆط¨ظˆط§ط¯ط± ط±ط¨ظٹط¹ ط¹ط±ط¨ظٹظ‘ ط¬ط¯ظٹط¯ ظ„ط´ط±ظ‚ ط£ظˆط³ط· ط¬ط¯ظٹط¯ | ط§ظ„ط£ظ…ظ†ط§ط، ظ†طھ
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس