عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2016, 04:23 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



ماذا فعل الحوثيون وصالح باليمن ؟!النكبة في عامها الثاني؟



الخميس 22 سبتمبر 2016 07:44 صباحاً
طارق العضيلي


بعد عملية التطهير العرقي لسلفيي دماج في يناير 2014 وأزالت أخر العقبات تجاه الجماعة المحملة بإرث سلالي مذهبي كهنوتي استطاعت الجماعة إلهاء الشارع اليمني ،وتخويفه،وكذا إغرائه بتقديم ما قامت به من شراء للولاءات والذمم وكذا رفع شعارات ثورية كإجراءً مرحلياً لاستكمال أهداف ثورية كما زعمت، ونجحت بذلك إلى حد كبير في البداية، خصوصاً مع إبقائها تحالفها مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح غير معلن ، وأمام صعوبة التكهن بالمسار السياسي والعسكري لنهج الحوثيين، في ضوء تصعيدهم السياسي والعسكري، من دون سقف محدد.




تمددت الجماعة منذ ذلك الوقت بشكل متسارع وملحوظ فاجتاحت المدن ،والارياف ،والمعسكرات ،وبيوت المعارضين ومساجدهم في محافظة عمران وتم سحقهم،والتنكيل بهم وتشريدهم وظل باقي الشعب ممن لم تصله المسيرة الهوجاء في توجس ،وحذر ،وتشجيع ،وخوف خاصة مع انطلاق الشعارت البراقة التي كانت الجماعة تصرخ بها والتي زادت من شهية بعض المواطنين الذين يبحثون عن حياة أفضل ويجهلون خبايا المسيرة المتخلفة.



منذ الوهلة الأولى لسيطرة الحوثيين على صنعاء، ساد اعتقاد ساذج لدى الغالبية بأن الجماعة لن تمضي إلى أبعد من هذه الخطوة للضغط على الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإلغاء الجرعة وتشكيل حكومة جديدة، ولم ينتبه يمنيون كثيرون إلى فداحة التبرير لجماعةٍ بفرض خياراتها بقوة السلاح على السلطة، مهما كانت المبررات، ولا لما كان من شأن هذا السلوك أن يساهم في إطلاق يد كل الجماعات المليشاوية ضد السلطة والمجتمع ،وسرعان ما تم الإعلان بجائزة 20 مليون لمن يقبض على الرئيس هادي.

سرعان ما تلاشت الرؤية الانفعالية التي سيطرت على ردود أفعال بعض اليمنيين، جراء ما قامت به جماعة الحوثي، كما أن إعادة قراءة سرعة سقوط المعسكرات والألوية بيد الحوثيين، وتمرد قيادات الجيش في أكثر من منطقة على سلطة الرئيس هادي، وحاصرته بعد ذلك أكد بشكل كبير ان الحركة تقودها أيادي خفية بدأ من صالح إلى اقاربة ،وأركان نظامه الذين كان يعتمد عليهم طوال فترة حكمه، وكان هذا هو الدينمو المحرك والفاعل لإسقاط صنعاء، وظهر جلياً أن هذا السيناريو المحكم، والذي سيغرق اليمنيين لاحقاً في الفوضى،هو سيناريو صالح في المقام الاول الذي ظل مهووساً بالعودة الى السلطة وفق اي معنى حتى لو كان تقسيم البلاد وتفكك النسيج الاجتماعي ،والعبث بكل مقدرات الدولة التي ظل يبنيها طوال فترة حكمه.



لقد حل الدمار والفوضى في 21 سبتمبر على صنعاء وكان يوماً عصيبا بالفعل على كل ثوار 26 سبتمبر ،و14 اكتوبر، و11 فبراير أصبحت العاصمة مسرحاً لعمليات النهب ،والسطو ،وحملة الاعتقالات ،ومداهمة بيوت المعارضين، لم تعد صنعاء منذ ذلك اليوم مدينة اليمن العربية،لقد أصبحت العاصمة الرابعة لدولة إيران الفارسية، القرائن التي بين أيدينا تقول إن الحوثيين قرروا إنشاء دولة متاخمة للملكة العربية السعودية وهذا هو حلم إيران الذي ظلت تعمل من أجله عشرات السنوات في اليمن للحصول على ذراع عسكري في خاصرة الدولة الأكثر عداوة لها.



يشكل تاريخ 21سبتمبر 2014م تاريخ اسود ونكبة حلت على الشعب اليمني الذي كان يتوق لحياة أفضل، فمن منا ينسى هذا اليوم الذي أسقطت فيه ما تبقى من هيبة الدولة .. من منا سينسى هذا اليوم الذي أسقطت فيه كل المؤسسات الحكومية الواحدة تلوى الأخرى ودون أي مقاومة .. من منا سينسى هذا اليوم الذي فقد الكثير حياتهم .. من منا سينسى هذا اليوم الذي تم اهانة الجيش الوطني وإعدام جنود منه بتلك الطريقة الوحشية، أعقبه أحداث مأساوية ابتداء من الهجوم على دار الرئاسة ووضع رموز الدولة تحت الإقامة الجبرية ومرور بالاعتقالات والاعتداءات التي طالت أبناء الوطن وانتهاء بما آلت إليه الأوضاع اليوم من تعطيل لأجهزة الدولة المدنية ،والعسكرية ،والأمنية ،والاقتصادية وتحويلها إلى ما قبل 62 ؟

المواطن اليمني اليوم يشعر بالخجل وهو يرى الكهنوت يحتفي في مدنهم بيوم الولاية والخرافة،وبنكبة 21 سبتمبر2014 خصوصاً حينما يطلقون عليها مسمى ثورة، وكأنها أنقذت الشعب اليمني ونقلته إلى حياة أفضل بينما الحاصل هو الخراب ،والدمار ،وتضور الناس جوعاً وتشردا، والقضاء على صندوق الخزينة العامة للدولة و تأمينها المدخر والمقدر بملايين الدولارات.



بقدر ما كان إسقاط جماعة الحوثي صنعاء، يوم 21 سبتمبر/أيلول العام الماضي، صادماً ومفاجئاً للجميع، بما فيها الأطراف الدولية والإقليمية التي صاغت التسوية السياسية، ودعمت السلطة الانتقالية، بقدر ما كانت هذه الصدمة والفجائية نتيجة طبيعية للخفة السياسية التي وسمت أداء كل الأطراف، اليمنية والإقليمية على السواء، الأداء الذي أوصل اليمنيين، في النهاية، إلى الاقتتال الداخلي، بأبعاده وتعقيداته الإقليمية الراهنة. عايش اليمنيون إرهاصات ذلك اليوم الدامي، ومساراته الكارثية، باعتباره التاريخ الرسمي لاستيلاء جماعة مسلحة على السلطة، مستغلة مظلوميتهم من الجرعة والمحاصصة السياسية لإطاحة حكومة التوافق والزحف على صنعاء وإسقاط مؤسسات الدولة، كما عايشوه بداية تأصيلية لنكبتهم في دولتهم، وسلطتهم الانتقالية ونخبهم السياسية، وخطوة أولى في طريق الاحتراب الأهلي، وتحويل اليمن إلى ساحة حرب اقليمية مفتوحة وتدمير بنيتها التحتية، والقضاء على الاقتصاد الوطني وانهيار العملة.





http://www.adengd.net/news/221460/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس