عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2003, 12:51 AM   #8
ابوعبدالله الشبامي
حال جديد


الدولة :  جدة - النزلة الشرقية
ابوعبدالله الشبامي is on a distinguished road
ابوعبدالله الشبامي غير متواجد حالياً
افتراضي الحقوق والواجبات ..

أشكر كل الإخوة الذين زودوا الموضوع بآرائهم، وأثروا البحث بتساؤلاتهم .. وهذا يدل على حبهم للبحث العلمي الهادف ان شاء الله
والذي لاحظته فيما تقدم من ردود، ومناقشات، أمور :
أولا : لعل الكثير من الإخوة -حفظهم الله- لم يستوعبوا المسألة، وينتبهوا الى خطورتها بعد .
ثانيا : لازلنا كما قلت في المقال الأصلي .. نفتقر الى روح البحث العلمي الجاد، أقولها بحق .. والشاهد على ذلك أني لو سألت ايا من هؤلاء الإخوة الذين كتبوا وردوا -جزاهم الله خيرا- : هل رجع أي واحد منكم الى كتاب أو مرجع معتبر من مراجع أهل السنة والجماعة ؟ أو الى أي كتاب موثق ، أو بحث في الموضوع ، فنظرتم فيه نظرة فاحصة وعرفتم معنى محبة آل البيت، ومعنى اتباعهم والاقتداء بهم كما ورد في الأحاديث الشريفة، والسنة المطهرة ؟
أعلم أن الكثير سيجيبون بالنفي .. وهنا تكمن القضية .
إن كل من كتب .. كتب عن رؤيته هو ، وصدر عن رأيه هو، واعتمد ما فهمه هو فقط .. فكأنه بذلك ، جعل نفسه من أهل النظر والاعتبار في النصوص الشرعية ، وهنا مكمن خطر عظيم .. أصاب الأمة كلها .. وانعكس علينا نحن، أعني هذه الفئة التي تتحاور معي ..
القضية هي : مصادرة أفهام السلف الصالح النيرة المستندة الى أجل المستندات الشرعية، من نقل الأخبار، وإسنادها الى أربابها، إضافة الى قرب العهد بفترة النبوة .. الخ ، واستبدالها بأفهام معاصرة، قاصرة، ساذجة غالبا .. لا تعبر الا عن رؤى بسيطة، لا تتجاوز محيط ظل الإنسان نفسه .. هذا إن جاوزت ..
دعوتي لكل الإخوة .. أن نمعن النظر في كتب السلف الصالح، أن نبحث عن الحق حيثما كان .. أن نفتح صدورنا لتلقي العلم الذي خلفوه لنا، وأودعوه بطون الكتب والأسفار العظام .. فهاهنا الفلاح والنجاح ..
ثم ..
مسألة التخطئة والتصويب .. وأن يضع الإنسان نفسه موضع الحكم من الناس، جرحا وتعديلا .. هذا أمر لا يتمعنى بحال، ولا يستقيم عل ىالإطلاق .. فمن يكون له الحق في المدح والقدح، لا بد وأن يكون فوق مستوى الممدوح أو المقدوح .. حتى يتسنى له أن يمدحه أو يقدحه ..
فإذا كان ذلك المصوبة نحوه السهام القادحة، أو النظرات المادحة ,, والعبارات الصادحة .. هو شخص (اعتباري) كما يعبر عنه أصحاب القوانين الوضعية .. قد تناوله رب العالمين ، جل وعلا .. في أعظم الكتب السماوية المنلزة على أشرف وأعظم المرسلين، بل على أشرف المخلوقين، بل على سيد الإنس والجن أجمعين ، بل على محبوب رب العالمين، وخليل الحق .. الصادق الأمين .. صلى الله عليه وسلم ..
اذا تمعنا في ذلك .. وأدركنا حقيقة ما هنالك.. لأدركنا عجزا وقصورا في إدراك تلك الماهية المرادة، ولعجزنا عن تصور القضية المرصدة .. ولعرفنا إنها قضية قد بت في أمرها الحكم العدل، جبار السماوات والأرض ..
فهل بعد قول مالك الملك ذي الجلال والإكرام في محكم التنزيل : {إنما ييرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطيرا} ، وقول الحكم العدل سبحانه : {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} .. هل بعد هذا القول من قول ؟؟ وهل بعد هذا الإطراء من إطراء ؟
إذا الله أثنى بالذي هو أهله ** عليهم فما مقدار ما تمدح الورى
إنه تطهير سماوي ، لذواتهم الظاهرة .. وهذا هو صريح الآيات، ليس غلوا ولا مغالاة، ولا إطراء .. ولا هم يحزنون !! . فقط مجرد تصريح بما هو منزل، وبما هو متلو في الآيات الكريمة التي تعبدنا بتلاوتها ..
**
فإذا أدركنا معنى طهارة الذوات .. وعرفنا سر التخصيص الإلهي ، والتكريم الرباني .. لنازل قلوبنا وصدورنا من الإجلال لهم والتعظيم لأشرافهم وأكابرهم ما أصابنا بالسعادة العظمى، والاتصال الروحي الكبير بجدهم الأعظم صاحب الرسالة الخاتمة، صلى الله عليه وسلم .
ألم يقل لنا : ارقبوا محمدا في آل بيته ..
***
فإذا تقرر هذا .. واتفقنا عليه، وأجمعنا على اعتقاده .. فهناك منعطفات وأمورا أخرى، وضوابط ، ومسوغات، لما يجب تجاه أل البيت وما يجب عليهم .. لا تتسع هذه العجالة، وهذه المساحة لذكرها ..
فلنخصص لها زاوية ، تحت مسمى (مسائل من أصول الدين، تهم كل المسلمين) .. حتى يتنبه لها الإخوة الذين ربما لم يعيروا للعنوان السابق اي اهتمام ..
ولكن هذا الطرح لن يكون إلا بعد سماع وقراءة ما يكتبه المخلصون، طلاب الحق، ورواد الإنصاف ..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..
التوقيع :
بنا افتخرت مدائن حضرموت
تريم الخير والصفرا شبام
  رد مع اقتباس