عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2009, 10:36 PM   #39
العكبري
قانص
 
الصورة الرمزية العكبري


الدولة :  الـمـســــنى
هواياتي :  Reading, Poetry, Chess
العكبري is on a distinguished road
العكبري غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر صالح فدعق [ مشاهدة المشاركة ]



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




الشاعر عبد القادر فدعق
مسامرة الهوى في شعر مسرور مبروك



محمد نعمان الشرجبي :


صحيفة 14 أكتوبر عدد اليوم الموافق تاريخ 18-2-2009



عبد القادر فدعق شاعر تقرؤه فتعرف أنه بدأ بداية صحيحة في قول الشعر بما مكنه من مسامرة الهوى والهواء تحت برودة القمر في إنتظار طلوع الفجر الندي، حتى شروق الشمس ولا تعنيه المسافة كما رأيناه في غنائيته ( تطول المسافات بيني وبينك ) لا تشكو للرمل تمشي عليه بأقدام غير دامية النشيج تتكسر تحت قدميها حبات الرمال وآخر التطواف تستريح على محطات أريج الوصال .
لنبدأ بما وصل إلى الشاعر من أنباء عشقية عن الشاعر مسرور:



مسـرور مبـروك جتنـا أشـاعـة =أنك في الحب صوّنت قلبك وأقفلت بأبه
من بعد أعوم هام بضياعه =وعانى من أحزان وهموم شلت منه صوابه
هـل هـي حقيقـه بصـدق وقناعـه=قررت تقنع أم ذا قرارك مجرد سحابه ؟



الا ترى معي أنه أسقاط جميل على ماضي ذات الآخر وكأنه عائد من سفر قديم بأجابه للحاضر من سؤال وجهه للشاعر مسرور مبروك بإحساس قوي الأثارة ما الحب ؟ فتحس في إجابة مسرور أن الحب بعض من تخيلات الخلائق يهيم فيه اكثرهم إلا أن النظرة الأولى في الحب عند مسرور تختلف ، وكل له عذر لنقرأ :


يريد البدع من عندي=يباني بث له وجـدي

وأنا ماشي جسرت أبدي=خبر ذا الباب بندته


ومن الإجابة تحس أن سؤال فدعق لمسرور وقع على نفسه كمن يستعد لهجوم الليل والظلام الذي قضى على ماتبقى من خيوط الشمس الأمر الذي دفع بمسرور إلى كتمان سره وكأنه في نهر وجد الهوى خائف من حفاوة النيران أو مضيع لا ندري .

وأحسب أن الشاعر فدعق أدرك تردد وامتناع مسرور عن الإجابة تساؤله ورآه كمن يحاول إخفاء مشاعره الحقيقيه أو أنه من الصعب عليه البوح بأسراره مما دفع بالشاعر عبد القادر إلى اتباع أسلوب آخر في الحديث مع مسرور حديث أقرب إلى المواساة لعل وعسى ، إذ قال له بعد سحابة خفيفة المزن:



باتمـر وبيـعـود للـحـب متـاعـه =في كل حياتك وبتعود تشرب حالي شرابه

وبيـعـود قلـبـك ثـانــي لطـبـاعـه =يعشق ويهوى ويسري مساري الليل وصحابه



حديث المواساة هذا .. شعر ربما كان يجوس داخل أروقة روح الشاعر مسرور تحركها مرة وفي أخرى تجر وتهز شوقها خارج مدار شكوى الزمان إلى داخل محراب ( واشرح هواك فكلنا عشاق ) فبدأ مسرور يعتدل في الحديث بخطوة أولى في التسليم بالإعتراف بأمر الحب قائلاً:


كتمت الحب في قلبي= وخلي دايماً جنبي
ولابينت له حبي = بحب مايوم فاتحته

وقلبي قال لي قله= وصرح له بحبي له

كفاني الصبر ذا كله= صبر صبري تجرعته



يستمر فدعق الشاعر مجتهد في استقراء للحالة العشقية لا ستخراج مابقلب مسرور من هوى وجوى مرة يستقرىء وفي أخرى يسأل وكأني به يقول لمسرور دعني أعرف من أنت وكيف حالك ، والهوى أم أنك في حالة من التيه معنى وحدك بسبر غور هواك وتخفيه في آن تنظر للحب كما هو عليه تارة ، وعلى غير ماهو عليه تارة أخرى .


ثمه أمر آخر لربما تخيلت أن وميض العشق سيكون سبباً في القضاء عليك وهذا واضح من قولك :



وأنا ماشي قدرت أبدي = خبر ذا الباب بندته



ولا أظنك إلا معفراً بالعشق متسربلاً داخله ، أليس كذلك؟



وبتعود بتقول سمعاً وطاعه =لمن قد تولع قلبك بحبه وأن لغيابه

هل ذا قرارك خذته بساعه = أم هو بتأني يومه فؤادك ضيع شبابه
من حب يشريه لا حب باعه = واصبحت شارد من كل شارد يسحر شهابه



وأحسب أن ( فدعق ) يهمس في أذن مسرور الشاعر لا مسرور السياف ( إذا دعني أهزك بلطف لأسمع منك الإجابة ) وعلى قدر درجة حب مسرور تأتي الإجابة هكذا:

بما قلبي حكم طعته = ولايمكن مخالفته


صدر أمره ونفذته = حبيب القلب صارحته
صراحه قلت له حبك = أنا هايم ومغرم بك
فهل لي حب في قلبك = وقف لحظه على السكته
وعيني كلمت عيناه = تفاهمنا أنا واياه
وصارحني بما أخفاه = وعانقني وعانقته


ومن الجائز أن رسمت الإجابة على ملامح فدعق الشاعر علامات الرضا والفرحة وربما لاقتناعه بأن ( مسرور ) أصبح يجني من الأحلام عنا قيدها عقب دخوله جنة ورود الأحلام فما كان من لسان حال فدعق الا البوح لمسرور بالتالي :


أما فؤادي يأبى امتناعه = عن الحب وأن جف نهره ابا أتبع حتى سرابه


خاتمة المطاف :

للقصيدتين أسلوب خلع عليهما جواً شعرياً مميزاً غير متكلف على غير مانراه عند بعض شعراء الغرام في تكلف العواطف
شعر فيه من سجية البداوة وبراءتها ولون الحضارة الجديدة.

محمد نعمان الشرجبي :

.


مسـرور مـبـروك جتـنـا أشـاعـة=أنك في الحب صوّنت قلبك وأقفلـت بأبـه
مـن بعـد أعــوم هــام بضيـاعـه=وعانى من أحزان وهموم شلت منه صوابه
هـل هـي حقيقـه بـصـدق وقنـاعـه=قررت تقنع أم ذا قرارك مجرد سحابـه ؟
باتـمـر وبيـعـود للـحـب مـتـاعـه = في كل حياتك وبتعود تشرب حالي شرابـه
وبيـعـود قلـبـك ثـانــي لطـبـاعـه =يعشق ويهوى ويسري مساري الليل وصحابه

وبتـعـود بتـقـول سمـعـاً وطـاعـه =لمن قد تولـع قلبـك بحبـه وأن لغيابـه
هــل ذا قــرارك خـذتـه بسـاعـه = أم هو بتأني يومه فـؤادك ضيـع شبابـه
مـن حـب يشريـه لا حــب بـاعـه = واصبحت شارد من كل شارد يسحر شهابه

أمــا فـــؤادي يـأبــى امتـنـاعـه = عن الحب وأن جف نهره ابا أتبع حتى سرابه

.

.

مقدمه رائعة تليق بالاستاد عبدالقادر وموضوع قيم يستحق الاطلاع

إختيار موفق لعرض مثل هذه الموضوع الجدير بالمسامره
التوقيع :
اليـوم لي صاحب رجع بعـد الجـفاء=خــرّج تصاريح المحـبـه والخطـوب
مرحيب ياذا الصوت لـبـيـنا النـداء=الله بـايخـزيـه لـي يـثـيــر الـسـبـوب
شـف كل ماعندي وهـبته لك فـداء=يـومك تـعــز الجـار وتــود القـلـوب
ياجـيد من مثلك في العـيـن إرتقى=إن شي زعــل مازال حـتمًا بايـدوب
باحـط في إيـدك مـقـالـيــد الحـمى=وإنته تأشـّـر بـس بسـاعات الكـروب
قالو الوفـاء ماله جزاء غـير الوفـاء=ترك الوفاء عند العرب خس العيوب


مع أزكى التحيـــــــة ،،،

قانص العكبري
  رد مع اقتباس