عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2010, 12:11 PM   #9
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

الجزء الثاني من الحلقة الثامنة في مواصلة الحديث عن التغير في خارطة المجتمع الحضرمي بعد نزوح القبائل الناقلة إلى حضرموت
قد سبق لنا في الحلقة الثامنة أن ذكرنا التغير الذي حدث في تركيبة الهرم الاجتماعي في حضرموت بعد اعتلاء العلويين سدة الوجاهة الروحية بدلا من الفقهاء الذين ظلوا قرونا في الصدارة من مجتمع حضرموت ووصفهم بامؤمن في كتابه " الفكر والمجتمع في حضرموت ص62 قال : ( والفقهاء هم أصحاب القيادة الدينية في حضرموت من أهل السنة قبل أن ينتزعها منهم السادة 000 ) الذين عززوا مكانتهم الدينية في طول وعرض حضرموت خاصة تريم واوجدوا لهم كيانا جديدا يتراسهم أو يحظى بالوجاهة الدينية والتنسيق الأعلى مع السلاطين والحكام وقوى النفوذ القبلي من القبائل الناقلة التي تحالفوا معها هذا التنظيم الجديد هو ( المناصب ) الذين اعتلوا قمة الهرم الاجتماعي في حضرموت وهم أقطاب الصوفية كما ذكر بامؤمن ص 61 من الفكر والمجتمع في حضرموت 0
ومن الأساليب والوسائل التي ساعدت على إزاحة المشايخ فقهاء حضرموت من مركز الصدارة في الخارطة السابقة لمجتمع حضرموت وساعدت على إحداث هذا التغير فيما بعد ذكر بامؤمن في كتابه السالف الذكر ص 61 قال
: ( لعب النسب دورا مميزا في تكريس المجتمع الحضرمي وفي فرز السكان في حضرموت حسب أنسابهم أو بالأحرى تثبيت أنساب السكان حسب مواقعهم الاجتماعية على أساس النسب المناسب لصاحب الموقع الملائم ، وفي الهرم الاجتماعي الطبقي في حضرموت يعزز النسب مواقع الفئات الاجتماعية ويحدد مكانتها الاجتماعية وطبيعة العلاقات التي تنشأ بينها داخليا أو خارجيا )
وأعتبر بامؤمن الطرق والوسائل التي تمت بها عملية التغير بأنها عنصرية تقوم على النظرية الاستعلائية التي تم بواسطتها إحداث هذا التغير في بنية وخارطة المواقع في حضرموت وأستشهد بأقوال العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه " القول الفصل فيما لبني هاشم من الفضل " وأن هذا دليل نظري للعنصرية الاستعلائية وللأفكار الشيعية التي نقلها صوفية حضرموت على حيز التطبيق العملي في الواقع الحضرمي وأستشهد بأقوال العلامة الحداد أنظر من ص 40 وما بعدها 0
كما أن الحداد يرى أيضا في الشامل في تاريخ حضرموت أنظر ص 63 أن الأنساب الحضرمية جميعها بما فيهم المشايخ والقبائل الناقلة من تأليف أسلافه العلويين وليست قائمة على علم الأنساب بل هي توهمات وتوقعات واشتقاقات يقولها السذج والعوام والمتملقون أو قالها سلفنا يقصد السادة آل بني علوي تفاؤلا او عن طريق عقد النسب (الولاء ) فسعيد غير القبلي يعقد مع سعيد القبلي بالنسب فيصبح قبليا بالولاء فتارة تكون هذه الفئة من قبيلة كذا وتارة تكون من نسل الصحابي كذا 0
وأنتشر هذا كثيرا في الكتب التي دونها أحمد بن حسن العطاس و أبن جندان الحسيني العلوي وغيرهم ولوحظ الإختلاف والتصحيف والتغيير في اكثر الأنساب الحضرمية غير أن ماقيل واصحها الأنساب العلوية التي لم يذكر العلامة الحداد أنها بنفس الطريقة السابقة 0هذا من جانب ومن جانب آخر كان من عوامل تغير خارطة المجتمع الحضرمي أيضا : اقتناع كثيرا من أهالي حضرموت بالتصوف وتركهم السلاح خاصة البارزين منهم في العلم والدعوة والمقاومة للأجنبي في العصر الإسلامي الوسيط ويشهد بذلك صاحب كتاب (العرقيات والقبائل في حضرموت ) احمد بن حسن العطاس يقولون عنهم في كتابه : ( غالب أهل الجهة كانوا يتسلحون السلاح حتى أمرهم سيدنا الفقيه محمد بن علي باعلوي بترك السلاح وكسر السيف , وأتبعوه إلا البادية والقليل من الجهلة .)
فكانت هذه بداية تحول سياسي كبير جرى بعدها سلب الأراضي والسطو المسلح من ذوي السلاح على مناطق وقرى كاملة ووديان نزح أهلها بكاملهم تحت قوة السلاح كما ذكر السيد العطاس أيضا قال :( وأما آل بابقي فهم آل همة وذكاء وفتوة وذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا في مدودة مدينة ما بين لازم والسور وكانت ومعمورة وتفرقوا أهلها لما استولى عليها بنو نهد 000 )
وللحديث بقية 000
ويذكر علوي بن طاهر الحداد في الشامل في تاريخ حضرموت وقائع من سلب أراضي ونخيل وغيرها بقوة السلاح من قبل القبائل الناقلة في دوعن وكذلك وبامطرف سمى البعض في كتابه " المعلم عبد الحق " عند حديثه عن الشراحه0

التعديل الأخير تم بواسطة الحضرمي التريمي ; 07-20-2010 الساعة 12:58 PM
  رد مع اقتباس