عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2013, 10:02 AM   #1
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي في الذاكرة ابــدا

ماذا عسى أن نكتب عن الباحث والمؤرّخ الراحل الأستاذ/ عبد الرحمن الملاحي؟
هل نكتب جهود أبحاثه التاريخية لبلاد تبحث عن ذاتها في عالم إهمال بلدان العراقة والعرف الجميل والعادات المستحسنة؟
يكتشف الباحث والمؤرخ مواطن القوة الضعف ومكمن الخلل ، لذلك أوصى ـ رحمه الله تعالى ـ في تنبيه:
" انتبهوا للأجيال "
قرأ الأمس وشاهد صور ووقائع اليوم مالم من يقرأ يشاهد ويعيش على السطح يقرأ نشرات اليوم فقط وما يحرره ويصنعه الغد على أيدي من يزوّر التاريخ ويزخرف الحياة في مجسمات في معزل عن العقل ....
قرأ في التاريخ وحدته وعزلته ولن يعيد تواصله مع الحاضر والمستقبل إلا جيل متحرر من الذيلية المجمدة للعقل المتفتح والفكر النير ، فأوصى:
" انتبهوا للأجيال "

ينبه من؟
إنه تنبيه إلى من سيواصل مسيرته الشاقة المحببة ، تلك هي التنقيب عن أسس البناء الحضاري المطمورة والمغيّبة بفل فاعل .
من هنا ندرك حجم المسئولية الملقاة على عاتق ذوي الإختصاص من الباحثين والمفكرين وعموم المثقفين في:
• المحافظـة على الموروث وتوصيله بالحاضر المبتور

• إعداد وتأهيل أجيال تعترف بالابتكارات العلمية المعاصرة ولا تعترف بقيم من صناعة المادة .
الفقيد الملاحي لن تفقده حضرموت ، روحه ترفرف بيننا ومن يعيش على ألسنة الخلق بذكر طيّب عطر هو من سطر الطيّبات وعطّر سيرته بتخليد المناقب

• أستاذنا الراحل أفنى عمره في البحث والتحري والتحقيق ليوثق لحضرموت مآثرها ، متحملا مشاق الكتابة ، لذلك لن تفقده حضرموت ومصنفاته تحاكي الأجيال وستفتقده لأنه الأب الروحي والأستاذ المعطاء
أعطى ولم يقبض ن حطام الدنيا شيئا إلا حب النخبة الحضرمية التي تسابقت مع الموت تعوده في أيّامه الأخيرة ، مستمعين لآخر جمل ذهبية يقولها وهم حوله منصتين إلى جهبذ في سويداء قلبه حب الله ثم حضرموت الشقية .
مثله سيبقى في ذاكرة الوطن في ديار الزهو الحاضنة لرجال يعملون في الظل بحب وإخلاص وتفاني لا من اجل سقم ممثل في دراهم تظلم المكان بالقهر والتجبر بل من أجل ثقافة تضيء المكان وتنشر المحبة وتغرس الفضائل والتواضع والمودة من خلال سلوك ، احتذى به الصغار وجلّه الكبار .
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 11-23-2013 الساعة 10:35 AM
  رد مع اقتباس