عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2009, 12:23 AM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


السيد علي أحمد الهدار شاهد على عصر إحداث القصر السلطاني وحرب المدحر وفن محمد جمعه أيام زمان

2009/12/18 المكلا اليوم / فهيم باخريبه


السيد علي احمد الهدار احد الرجال الذين عاشوا في المكلا وعاصر عدة مراحل منها الحكم السلطاني مرورا بالجبهة القومية وحكم الحزب الاشتراكي وعصر الوحدة اليمنية وهو من مواليد مدينة المكلا عام 1936 وترتيبه الرابع بين أخوته وهم عمر ومحسن وعبد الله أبناء محمد الهدار موقع المكلا اليوم زار السيد علي واستمعنا منه إلى حكايات الزمن الجميل.

البداية
أولاً أرحب بكم واشكر لكم هذه الزيارة والحقيقة إنا من مواليد مدينة المكلا في العام 36 ولي من الإخوة أربعه وكان الوالد يرحمه الله يعمل على إصلاح ذات البين بين الناس وتعود أصولنا إلى مدينة الشحر وانتقل والدي إلى المكلا مع الوالدة بسبب ظروف عمله في القطاع الخاص وقد أكرمه الله بأربعة أبناء واستقر به المقام في المكلا وعشنا وترعرعنا في كنف الوالد في المكلا.

المرحلة الدراسية

حين بلغت السادسة من عمري الحقني الوالد بمدرسة آل شيخان التي ادسسها الإخوان محسن ومحمد أبناء علوي شيخان وهي مدرسة خاصة موقعها حين تأسيسها في بيت آل بو سبعه بحي الحارة واستمريت ادرس مدة عامين في مدرسة آل شيخان وكانت المدرسة تهتم بشؤون الطلاب في جميع مناهج التعليم وأتذكر أن من الزملاء الذين درست معهم في مدرسة آل شيخان الأستاذ محمد سالم باشريف والأخ حسين باهارون والأخ سعيد الخامر والفنان الدكتور عبد الرب إدريس وكان الأستاذ محمد باشريف هو رئيس الصف الذي كنا ندرس فيه وللعلم إن الفصول الدراسية التي كنا ندرس فيها لا توجد بها لا امياز ولا كراسي غير إننا نجلس على سلقه (فرش معمول من سعف النخيل).

وبعد أن أكملت عامين في مدرسة آل شيخان انتقلت إلى المدرسة الشرقية وكان موقعها في حي البلاد وبالتحديد في سوق الهنود وفي ذلك الوقت كان مدير المدرسة الشرقية الأستاذ احمد عبدالله بن طاهر باوزير (والد المهندس عبدالله احمد باوزير) والمدرسين الأستاذ عبدالرحمن الرشيدي والأستاذ السيد عباس الحداد واستمريت في المدرسة الشرقية لمدة 4 أعوام بعدها انتقلت إلى المدرسة الوسطى بمدينة غيل باوزير وأتذكر أن مدير المدرسة الوسطى الأستاذ حسين خولجي وهو سوداني الجنسية.



أخدت هذه الصورة من قرية فوه في رحلة للمدرستين الشرقية والغربية برئاسة الأستاذ عوض حيثر من شحير والشيخ سعيد محفوظ مهيري مدير مدرسة الشرقية في الخمسينات

المرحلة العمليه

في الوقت الذي طلبت فيه التوظيف وبالتحديد بعد إن درست الوسطى لم أتحصل على أية وظيفة مباشرة لأنه في الوقت السابق لا يسمح للخريج الالتحاق بالعمل إلا بعد ما يأخذ دوره حول الأرشيف والتسجيل في إدارة المعارف وهي (التربية والتعليم حالياً).

وفعلا التحقت بدوره بإدارة المعارف متدربا لمدة عام كاملا بعدها التحقت بالعمل في السكرتارية وهي حاليا إدارة المحافظ وأتذكر في الوقت هذاك كان الشيخ سعيد القدال رئيسا للسكرتارية ونائبا له الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف واستمريت اعمل في السكرتارية لمدة عام في قسم التسجيل وكان معي في القسم احمد فرج بوسبعه وعوض على باذيب والأخ محمد عبدالقادر على حكيم.

وبعد إن أكملت العام في قسم التسجيل طلب مني أن انتقل إلى المحاكم الشرعية وتم نقلي فعلا وفي ذلك الوقت كان الشيخ عبدالله بن عوض بكير رئيسا للمحاكم الشرعية وعضويه الشيخ سعيد المصلي الشيخ محمد عبدالله باجنيد وكذلك الشيخ عمر سعيد بايعشوت (عم رئيس تحرير الموقع).

وبعد ذلك تم تشكيل محكمة الاستئناف في العام 1956م وتم نقلي إلى محكمة الاستئناف وكان رئيس المحكمة الشيخ محمد عبدالله باجنيد واستمريت في محكمة الاستئناف حتى وصول ثوار الجبهة القومية إلى سلم الحكم وتغيرت الأوضاع في المحاكم وتم تغيير النظام في المحاكم من شرعي إلى قانوني وتم تشكيل محكمة محافظة حضرموت بدلا عن المجلس الأعلى للقضاء واستمريت اعمل حتى أن أحلت إلى المعاش التقاعدي في العام 1995م.



الشيخ عبد الله بكير والسيد عبد الله الحداد وأعضاء مجلس الدولة والمواطنين يصلّون على جثمان السلطان عوض عام 1966م في ساحة القصر

حادثة القصر

من الذكريات التي لا تزال في ذاكرتي هي حادثه القصر المشهورة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء وبالتحديد في العام 1950م ويومها كنت ادرس في المستوى الرابع وكنا في الفصل نستمع لشرح احد المدرسين وفيه سمعنا طلقات رصاص من ناحية القصر السلطاني وحين سمعنا طلقات الرصاص تم إغلاق بوابة المدرسة علينا ولم يتم السماح لنا بالنزول من المدرسة إلا عندما أتوا أولياء الأمور إلى المدرسة لأخذ أبنائهم.

وسبب هذه الحادثة هو إن الحزب الوطني يطالب بتسليم مهام السكرتارية لأحد أبناء الوطن أي بمعنى سكرتير وطني ولكن المستشار البريطاني رفض تعيين سكرتير وطني واسند المهمة إلى الشيخ القدال وهو في الأصل سوداني وليس من أبناء البلد, ولهذا السبب اندلعت إحداث القصر المشئومة التي راح ضحيتها 22 قتيلا من أبناء البلد وهم جميعا أبرياء.

وحين تولى الشيخ القدال مهام سكرتير الدولة أسندت مهمة نظارة المعارف للأخ عمر محمد باحشوان والشيخ عبدالله احمد الناخبي مديرا للتعليم الأهلي وشاعرا للدولة, واسند قسم الحسابات للإخوة عمر حسن مثنى وسالم سعيد بن حميد واسند مهمة قسم تأليف الكتب للشيخ سعيد عوض الرميدي باوزير.

مدينة المكلا والزمن الجميل

في الوقت الذي كنا في ريعان الشباب كانت لنا ذكريات جميله جدا في مكلانا الحبيبة ويتمثل ذلك في جلساتنا الحلوة حين كنا نتواجد في مقهى الأخ احمد الناخبي في سكه يعقوب نحن وعدد من الإخوان وأتذكر منهم المرحوم محفوظ أبو بكر عمير ومحفوظ عمر باخريبه مع العلم إننا مختلفي الانتماءات فالأخ محفوظ عمير كان من لاعبي نادي كوكب الصباح وانأ من الكوكب والأخ محفوظ عمر باخريبه من نادي الاتحاد ولكن عندما نجتمع في جلساتنا الخاصة كل شي ينتهي على خلاف ما يحصل في الملعب في إثناء المباريات ولكن بعد انتهاء المباراة كل شي ينتهي سواء فاز الفريق أو خسر, وأتذكر إن الأخ علي عبد الصادق كان رئيسا لنادي الاتحاد والأخ عبد الكريم بارحيم رئيسا لنادي كوكب الصباح , وعندما بدأت حركة القوميين العرب وبدأت أفكار السياسة تغرو أوساط الشباب تم تكوين نادي الأحرار المنسلخ أصلاً من نادي الاتحاد والكوكب.

أنا ومحمد جمعه والفن

الفنان القدير المرحوم محمد جمعه خان كان تربطني علاقة حميمة به وكنا تجعنا سهرات فنيه مع بعض في بيت المرحوم سالمين خيره في برع السدة بالمكلا وكان من ضمن الذين يحضرون هذه الجلسات الأخ محمد أبو بكر باصفار والأخ محفوظ أبو بكر عمير وعلي بن شبا والشاعر حسين محمد البار وكذلك نعمل على إحياء حفلات في زيارة ثلة وأتذكر من الإخوة العازفين مع المرحوم الفنان محمد جمعه العازف على آلة الدف بكار باهيال والأخ أبو بكر الحباني عازف إيقاع والأخ عمر الصيعري يعزف على الكمان وأحياناً يقوم على عزف الكمان الأستاذ الشاعر حسين محمد البار.

حضرموت ودورها الصحافي

معلوم للجميع إن حضرموت شهدت نهضة صحافية في الزمن السابق وهي رائده في ذلك المجال وكان توجد بها عدد من الصحف وهي صحيفة الطليعة وكان رئيس تحريرها الأستاذ احمد عوض باوزير وصحيفة الرأي العام وكان يصدرها الأخ على عبد الرحمن بلفقيه وكان يعمل في سلك الدولة مديرا لمكتب الكروات بالمكلا وكان نائبا له في إصدار الصحيفة الأخ حسين محمد البار واستمرت صحيفة الرأي العام في النشر مع عدد من الصحف ولكن تم إيقاف صحيفة الرأي العام بسبب أن الأخ رئيس التحرير كتب مقالا حول واقعة حادثة المدحر ضد الدولة ولكن تم الإفراج عنها وسمحت للص حيفه بالإصدار مرة أخرى.



جنازة المرحوم السلطان عوض - تصوير أحمد باجنيد

حادثه المدحر

أولا تقع المدحر على طريق غيل الحالكة وفي عام 1961م نشب اشتباك أو مناوشات بين الدولة وعد من القبائل الحضرمية وهي قبائل الخامعه وآل باسلوم وباقديم وبارشيد وبن كردوس والحيقي وبامرضاح وفيها ألقت القبض الدولة على هذه القبائل بعد مناوشات وتم تقديم جميع من القي القبض عليهم إلى المحكمة التي أنشأها السلطان لهذه الحادثة وكان رئيس هذه المحكمة الأخ محمد عبود الكثيري وهو ضابط باللواء في المكلا ولكن حينها تدخل عدد من المشائخ ومن ضمنهم الشيخ احمد سعيد بقشان والشيخ مانع بن ذياب وغيرهم وتوسطوا عند السلطان لهؤلاء القبائل وفعلا عفئ عنهم السلطان وبذلك انتهت حرب المدحر.

لنا كلمة

حاولت مرارا وتكرارا أن التقي بهذه الشخصية الفريدة وهو السيد علي محمد الهدار الذي يحمل أفكار عديدة وذكريات من زمن الأجداد والإباء, وبعد جهد جهيد سنحت لي الفرصة وفعلا التقيت بالسيد علي وحاورته وتحقق لي ما سعيت من اجله وهنا ومن خلال موقع المكلا اليوم انقل هذا التاريخ للقارئ الكريم ليعرف تاريخ هذا البلد الرائع من تاريخ حضرموت الخير حضرموت السعادة, هنا انتهت حكاية السيد علي حتى الملتقى لكم مني الف تحية وسلام.

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح