عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2010, 12:32 AM   #71
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أربعون عاماً على الرحيل الحضرمي باعباد شهيد فلسطين على ضفاف الأردن

المكلا اليوم / كتب: صالح حسين الفردي2010/4/27

مشهد الرحيل النبيل:

بعد أن تجاوزت الساعة الثامنة مساءً في 24 أبريل 1970م، كانت المواجهة الشرسة بين مجموعة الضابط الحضرمي محمد سعيد باعباد (29) (فتح الصاعقة) وقوات الاحتلال الصهيوني، المكان - بلا شك - أحد التخوم المجاورة لفلسطين السليبة، ولم يكن ذلك المكان إلا ضفاف نهر الأردن، في هذه المواجهة تجلّت روح الشهادة الحقيقية، وبرزت النفس الأبية للضابط الصغير، وتفجرت بداخله معاني الفداء للكرامة المهدورة على مفاوز السياسة العربية، واحتلال الأرض العربية في سيناء والجولان والضفة الغربية لفلسطين على إثر تداعيات حرب الأيام الستة، يونيو حزيران 1967م.


هذا المشهد العظيم الذي روت فيه دماء بطل حضرموت وشهيدها الفلسطيني ابن (قصيعر) محمد سعيد باعباد بقي عالقاً في ذاكرة التاريخ العربي المعاصر كلوحة مشرفة على صدر الوطن العربي من الماء إلى الماء، أربعون عاماً تنطوي ولم يزل صدى هذه المواجهة يعيد ألق الدور الذي وهبه ذلك الفتى لحضرموت منذ زمن مبكر، وسجله في ذاكرة التاريخ المجيد لأمة كانت ناهضة بمشروعها التحرري من الاستعمار الأجنبي وأعوانه وربيبته الكيان الصهيوني في فلسطين.

رحلة اليوم الأخير:

لم يكن الطفل محمد سعيد باعباد ( 12 سبتمبر 1941م) يأنس لحياة الرتابة والخنوع والاستسلام لمثبطات الحياة وعنواناتها المجهضة للنبوغ والتفوق، فبعد تجاوزه مرحلة الابتدائية في قريته الصغيرة قصيعر (1955م)، حزم أمره للرحيل إلى وسطى الغيل فكان أن أنهى هذه المرحلة في عام (1958م) ولم يستكن ولم يعد إلى قريته مكتفياً بهذه المرحلة الدراسية التي كانت تفتح لمنتسبيها وظائف الدولة والترقي فيها، بل آثر الرحيل إلى دولة الكويت لاستكمال مشروعه التأصيلي لذاته الصغيرة، فكانت وجهته ثانوية الشويخ ليكملها (1958م)، لم يطل به المقام في الكويت، ولم يجد بغيته في الوظيفة الروتينية التي ستدر عليه دخلاً مادياً كبيراً، وإنما كانت مصر محطته التالية، مصر عبدالناصر والزمن العربي الصاعد في وجه الهيمنة الأمريكية وعنوانها الدائم دولة بني صهيون، ليجد الشاب الحضرمي محمد سعيد باعباد في انتسابه للكلية الحربية (62 – 1965م) ملاذاً أخيراً في رحلة التأسيس والتأصيل فيتخرج فيها ضابطاً يمتلك ناصية العلوم العسكرية لمواجهة حقائق الأشياء في ساحة الصراع بين الحق وأنصاره من جهة والباطل وأعوانه وعملائه من جهة ثانية.

العودة إلى الوطن:

بعد أن وجد نفسه متسلحاً بالعلم النافع في العسكرية عاد إلى وطنه حضرموت زمن الدولة القعيطية وتقلّد قيادة سرية مشاة برتبة نقيب حتى البواكير الأولى من الزمن الوطني الذي غير وجه حضرموت خاصة والوطن عامة، يوم السابع عشر من سبتمبر 1967م.

ما قبل الرحيل:

غادر النقيب الشاب محمد سعيد باعباد موطن صرخة ميلاده حضرموت إلى مصر الجريحة بهزيمة يونيو 1967م، ناظراً إلى الفضاء العربي كلّه موقناً أن العدو الحقيقي يقبع في تلك الزاوية القصية من الأرض العربية وواسطة العقد بين شرقه وغربه (فلسطين) فآمن بدوره الذي يجب أن يقوم به، فكانت محطته مصر عبدالناصر أثناء حرب الاستنزاف للعدو الصهيوني، الحرب التي اشتعلت فيها كل جبهات القتال وتواشجت فيها منظومة العمل العربي الرسمي والشعبي والنضالي التحرري لكل القوى الوطنية التحررية، ليجد الضابط الحضرمي باعباد نفسه على تخوم ضفاف نهر الأردن يخوض معارك الشرف والكرامة والتحرير، فكانت هذه الفترة من حياته هي فترة المجد الكبير الذي طوّق به حضرموت ولم تزل صائنة له هذا الجميل، فلم تعرف حضرموت شهيداً فلسطينياً من أبنائها سقط على جبهة القتال المتاخمة للأرض السليبة ومسرى النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كهذا الشاب ابن مدينة قصيعر وعنوان مجدها وعنفوانها الوطني النبيل.

هاجس الرحيل:

ظل - كما يبدو - هاجس الرحيل إلى النبل والتضحية والإيثار مهيمناً على روح الشهيد باعباد، فلم تستقر روحه الأبية على حال، فمن قصيعر إلى غيل باوزير، ومنها إلى المهرة فالكويت، فمصر، فالعودة، فالرحيل ثانية إلى مصر، فضفاف نهر الأردن لتهدأ هذه الروح التوّاقة للحرية والانعتاق من الاحتلال وهي تواجهه على أرض الرباط فتقاتل بشمم وإباء وكبرياء لتغطي انسحاب مجموعة استطلاعها وتعرقل اقتناص قتلة العدو لرفاق دربها النضالي فينجح في مهمته الأخيرة والتي وهبها روحه الطاهرة فكان يوم الرحيل النبيل مستشهداً على ثرى فلسطين التي ما برحت تئن من أعوان الاستعمار والمتصهينين الجدد في كل شبر من الأرض العربية التي روت دماؤه وصحبه تربتها الزكية فكانت بذرواً انبتت سنابل الفداء والمواجهة حتى اللحظة، فكان أن عاد بطلاً ليوارى الثرى في قريته الأثيرة (قصيعر) فيكتب له الخلود.

الصورة على الرابط التالي

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر

تعليقات القراء
عدد التعليقات : 1

مطيع بامزاحم (الأردن ) 4/27/2010 تحية ونحناء لهذا العلم الشامخ والصفحة المشرقة من تاريخ الحضارم المجيد ................. أليس من المستحسن أن يسمى جامع أو مدرسة أو شارع أو أو او ............ بأسم هذا العظيم .... حتى لايُنسى ..........
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح