عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2010, 04:36 PM   #72
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


هنا حضرموت.. هل ستبادر ؟

المكلا اليوم / كتب: نزار باحميد2010/4/28

ربما لا يعرف الكثير، الكثير عن حضرموت "تاريخها، ثقافتها، تراثها، مناطقها، سكانها، أعلامها، معالمها" وذلك ناتج ـ فيما أظن ـ من البعد غير المبرر عن أهم الأساسيات والأولويات التي تعد من الواجبات والضروريات لثقافة الإنسان الحضرمي, وعجبٌ أن يتحدث غير الحضرمي عن حضرموت بعمق في الطرح ودقة في المعلومة وقوة في التناول، في الوقت الذي ينبغي فيه بل ويجب على أبناء هذه الحضارة والمثقفون في الواجهة أن ينفضوا غبار الثالوث المقيت والمتمثل في "الخمول، التواكل، والغل" وينهضوا ويثبتوا أن هذا الشبل.



نحفظ فيما نحفظ قول الشاعر: "ليس الفتى من قال كان أبي"، ولكننا اليوم قد استبدلنا الفعل الناقص "ليس بحرف التوكيد إن" من قراءتنا للواقع !, غيرنا يحاول تقديم حضرموت بكل ما تمتلكه وتكتنزه وتختزنه، ولكنه بطريقته، وقد لا تكون المقنعة والصادقة !.
والأمرّ من ذلك إن حاول تغيير وتشويه الصورة ؟, مستعينا ببعض الحضارمة المسترزقين، وما أقلّهم اليوم، إلا أننا نخشى من تكاثر العدد إن ظل الحال على ما هو عليه.

إذا أردت أن تعرف شيئاً ـ ليس عن تاريخ وثقافة وعادات البلد عامة ـ بل عن المنطقة التي أنت تعيش فيها، نشأتها سبب تسميتها، أهم أعلامها ومعالمها، ومعلومات يجب على طالب المرحلة الأساسية الإلمام بها.. فمن تسأل ؟؟ أناسا معدودين جلّهم قد تجاوز عقده السادس إلا أنه لازال يتذكر بعض الكلام من الذين سبقوه، ولا يجزم بصحته، فقد كان يسمع ! وهو اليوم يعيش في العشُر الأخير من عمره.. والأعمار بيد الله !.

نحن "هنا في وادي حضرموت" نمتلك مناجم من المعارف والكنوز التراثية والحضارة الرائدة، كيف لا وأجدادنا كانت لهم الريادة في نشر الإسلام وأنهم، وأنهم "كلام معروف".

هذا الإرث الذي نتكئ عليه ونتشدق به، اعترافا منا بما فعله وبذله الأجداد، بات من الواجب علينا تطويره والإضافة إليه، أو كحد أدنى المحافظة عليه والذود عنه من التحريف أو الضياع إن لم نقل التخلّي.

إن دور الحضارمة الأوائل في نشر الدين الحنيف بأسلوبهم الفريد أصبح موضوعا للبحث والدراسات والتحليل، الأمر الذي جلب الكثير من الباحثين، من خارج حضرموت، إليها لسبر أغوار هذه الفئة من البشر، كيف تعيش، ما مميزات الوسط الذي تحيا فيه، ما أسلوب التفكير لديها، لماذا يبقى الحضرمي على نفس صورته الأولى وإن عاش حياته في الغربة، كيف استطاع أن يتكيّف مع كل بلاد سار إليها، كيف تمكن من استمالة قلوب الآخرين والتعايش معهم وكسب ثقتهم واحترامهم، وأسئلة على غرارها, وهناك الكثير من النماذج والأعلام الذين برزوا خارج حضرموت أكثر من داخلها !! وأصبحوا شخصيات عالمية يحق لكل باحث أن يقترب منها ويبحث في أعماقها ويكتشف سر الشخصية الحضرمية "من عالم، وكاتب، وشاعر، وبنّاء، وتاجر، وفنان، ومبدع، وإنسان اتصف بصفات قلّما توجد في غيره من بني جنسه".

أما اليوم فقد أصبح الكثير منّا يتباكى على حاله وحال إخوانه من "حضارمة اليوم" ولسان الحال يردد: لماذا تغيرنا ولم نعد كأسلافنا ؟.

هل لا يزال ابن حضرموت بنفس المستوى الذي كان عليه آباؤه وأجداده ؟.

هل لا تزال شخصيته مميزة كما كانت ؟.

هل لازالت صفة الحضرمة عنده تحمل نفس البعد قبل سنوات ؟.

هل لا زالت كلمة حضرمي تحمل معنى، الأمانة، الصدق، النزاهة، الشرف، الكرامة، العفة، المسلم الحق.. ؟.

هل لا يزال محافظا على عاداته وتقاليده وثقافته المنبثقة من واقعه، والتي تعبر عما يحمله من فكر ومعتقد.. ؟.

هل، وهل، وهل.. ؟.

وإن بقيت.. فكم نسبة ذلك ؟.


أتوقع أنك تقرأ هذه الكلمات الآن وأنت تتحسر، وربما تأوهت، وعادت بك الذاكرة إلى عهد ليس هو بالبعيد، ولا هو ببعيد منك, مصيبتنا هي الثالوث السابق الذكر، خمول وتكاسل واتكال على الغير وربما الهروب من تحمل المسئولية، وإذا ظهرت نتائج على غير ما نريد، ثارت ثائرتنا وبدأنا نلقي باللوم على الآخر الذي قد لا يكون من بيننا، إلا أنه حاول بكل ما يمتلك من جهد ومعلومة صحيحة أو خاطئة أن يصل إلى ما وصل إليه.. فهو معذور، ونحن الملامون.. لأننا لم نقم بالدور المناط بنا، ولا وفّرنا المعلومة بشكلها الصحيح للآخر، ولا حاولنا أن نظهر ما عندنا ـ وهذه مسئوليتنا ـ ولكننا في انتظار من يقرع أبواب بيوتنا ليطلبها، وليس كل الناس كما تظن !.

هذا غيض من فيض، وتريم عاصمة للثقافة الإسلامية، لإرثها وتاريخها العريق الذي سطره الأجداد، والذي نتمنى أن يحافظ عليه الأبناء والأحفاد، بالجد والعزم والاجتهاد, قولاً وعملاً.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح