عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2008, 11:59 AM   #22
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الترانيم ( ترانيم الصيادين )
لم أجد وقتا لدراسة فئة الصيادين و لهجتهم العامية وليست هناك دراسة متفحصة إلى حد ما ، وعلى أي حال يبدوا أن للبحارة نوعا من الترانيم يسمى سـوبان ، وهو بلاشك منظوم على بحر الرجز ويتناصف مع إيقاع التجديف وأعمال الملاحة البحرية وهناك صلات وثيقة بين صيادي المكلا وبحارتها من جانب، وبين البحارة العمانيين المعروفين بآل صور من جانب آخر ويمكن مشاهدة أهل صور بأعداد كبيرة في سوق المكلا ومن المحتمل ان يكون(السوبان) هو ذلك الغناء الذي يسمعه المرء كل يوم حين يمر القارب على مقربة من المرفأ لجلب الماء ، والذي يسمعه أيضا مع دقات الطبول، والغناء أثناء تكسير المحار البحري، وقد أخبرني الميجو ( رآي. سنلMajor.I.Sael ) وهو رجل على صلة وثيقة ومعرفة جيدة بهذه الأمور أكثر مني أن لكل مركب شراعي ضاربا خاصا على الطبل أثناء مختلف الأعمال في البحر وهو رجل من الأهمية بمكان بحيث يأتي في الترتيب الثالث بين أصحابه الملاحين بعد الربان ونائبه(79).


الخيبعان

لم يشر بن هاشم إلى الخيبعان في محاضرته ومن المحتمل أن يكون سبب ذلك انه لا توجد ألحان خاصة بالخيبعان وهناك احتمال أقوي من ذلك وهو السرية التي تحيط بهة ، حيث أن الخيبعان تؤديه نساء البيوت بالإشارة وذكر الأسماء وهو ( عيب ) يحتل الدرجة الأولى من الخطورة في جنوب الجزيرة العربية والنموذج الموجود هنا كان في الحقيقة قصيدة حصلت عليها زوجتي ، ومثل هذه القصائد ينظمها في الغالب شعراء من الرجال قد يكونوا أيضا ( من السادة أو المشائخ ) ولكنهم لا يقرون بنظمه حتى لاتلحق بهم الشائنة وهكذا هو الحال مع ان كثيرا من الناس يدركون الحقيقة ويعرفون ذلك الشخص بعينه الذي يقيم في جناح النساء ولهذا السبب لم أورد أسم ذلك البيت أو أسم الشاعر الذي نظم تلك القصيدة مع أن الاثنين معروفان لدي .ويوجد في عدن((80) نوع من الغناء في المحيط النسائي فقط وفي مناسبات الزواج يؤدى بطريقة المجموعة أو( الكورس ) هو (هديّاني واهدان ودان) والذي يبدو مطابقا للخيبعان ويمكن القول بأن كاتب مجلة (عكاظ ) التريمية كان يفكر في شئ من هذا عندما أشار إلى أغنية اسمها (الهداني) ، رغم أني لم اسمعها في حضرموت وللرجال أيضا غـنـاء يمدحـون فيه العريس واقاربه ويبدو أنها عـادة عربية مشتركة في المدن، حيث أن Snouck Hurgronje (81) قد سجل أغنية تغنيها البنات بمكة في مدح العريس ، وفي الحقيقة هناك حفلان من حفلات الزواج أحدهما في بيت العريس ويسمى ( المريه) والآخر في بيت العروس ويسمى (حكا)(82) ولا يسمع الرجل ما قيل في عروسه من مدح إلا إذا قامت العروس بترديد ذلك له بعد الزواج.
,إذا لم يكن هناك أحد الأقارب ممن يستطيع نظم الشعر فأنه يطلب مثلا إلى أحد المتشاعرين أن ينظم لهم ( الخيبعان ) بصورة سرية ويستلم أجرا مقابل ذلك، والمثال الذي أوردناه هنا هو من القصائد المنظومة لأحد البيوت الغنية وهو يحتوي في مجمله على أبيات بعيدة قليلا عن الطابع المحلي الذي يسود في قصائد شعراء الحضر وقد كان هذا ( الخيبعان ) منظوما على شكل حوار بين فتاتين صغيرتين من أهل البيت ولكنه لم يقدم بهذا الشكل عند الغناء فقد غنته مغنية واحدة ويبدوان شكل الحوار الغنائي كان شائعا وتوقف العمل به بعد ذلك ويحتمل أن يكون ( الخيبعان ) بشكل حوار غنائي في المناطق البعيدة من المدن .

تجتمع النساء وتشكل عادة دائرة في إحدى غرف الاستقبال وتضم الدائرة ثلاث نساء تحمل الطبول( هاجر كبير ومرواسين)( 83 ) وتحمل الكبرى منهن ( الهاجر) وهي الرئيسة ( الأم ) لهؤلاء النسوة المعروفات باسم ( المشترحات ) وهؤلاء المغنيات يعرفن نوع أغاني ( خوعلوي ) وتحصل هؤلاء النسوة المغنيات على الأجر النقدي والطعام مقابل أحياء حفل الزواج، وقبيل الزواج تردد المرأة المغنية أبيات ( الخيبعان ) حتى تتمكن من حفظها ، يمكن أن تكون هذه المرأة منتمية الى أي طبقــة من طبقت المجتمع ، وقد تكون من السادة كما هو الحال مع القصيدة التي أوردناها ، وحاليا توجد في تريم إحدى نساء المساكين معروفة بإجادة غناء ( الخيبعان ) ويبلغ اجرها على الحفلة روبيتين أو ثلاثة روبيات، ومن الطبقات الميسورة تحصل على اجر أعلى إلى جانب ثوب أو ثوبين مع الطعام.

ويقمن النساء ويرقصن على (الخيبعان) بخطوات إلى الأمام والى الخلف ثم يتوقفن ليتمايلن بشعورهن كما يفعل المزارعون أو الحرث (البقارة) في ( الرزيح ) ويسمى هذا ( نعيش ) من الفعل ( ينعش ) وتسمى هذه الرقصة في (الخيبعان) ( الزفين ) وبعد غناء نصف كل بيت يردد الكورس ( ياخيبعان ) أربع مرات وتكون الأولوية في الزفين لنساء السادة وأثنتان من نساء أهل بيت الزوج هنّ ( أمهات الدار) (84) وعندما يكتفين تحلّ امرأتان أخريتان وهكذا يستمر الزفين وأما في (عينات) فتقوم امرأتان من نساء بيت ( المنصب ) الحاضرات في الزواج لافتتاح (الزفين) وكذلك الحال في (حوطة ثبي) قرب تريم وفي بقية( المنصبات ) ويحضرن أيضا حاملات بخور اللبان في وعاء البخور يسمى المبخرة أو المقطرة وهو أناء أزرق يميل إلى السواد من الخزف الرقيق(85) وهذه من الكلمات الشائعة في المخطوطات التي تعود إلى ما قبل الإسلام وتردد حاملة البخور ( صلي على محمد ) كما تمتدح الحاضرات ، والدور التي تؤديه حاملة البخور ذو جوانب مختلفة وهي تسمى ( الشحاته ) وتقوم با لتبريك أو المباركة وخدمة المبخرة ومدح الحاضرات ويؤدين إطلاق ( الزغاريد ) ( الحجير) تعبيرا عن الفرح

وتصرخ النساء أيضا في الأعراس ( بالحجير) وهو صوت لا أستطيع الإفصاح عنه إلا بشكل تقريبي مثل : ( ألولولولويو يـ يـ يـوى يـ يـ ) وفي منطقة (علواء ) (86) يؤدي النساء صوتا يشبه الغطرفة وهو اصطلاح مستعمل في محمية عدن الغربية ويقابل (الزغروطة) في الأقطار العربية الأخرى ويسمع (الحجير) في المنطقة من ( سيئون إلى عينات) في المناسبات البهيجة، والولادة والختان، والرحلات ،والزواج، ووصول( المنصب ) وعند مجيء السيل..الخ أما في المناسبات الحزينة فيكون ( العويل ) .

وتردد الشحاته القول ( صلي على محمد ) مرتين أو ثلاثة مرات ثم تقول ما أترجمه بالفصحى ( على نسـل فلان بن فلان العمـر الطـويل والخير الجزيـل والعافية للأطفـال وبلـوغ الآمال (87) وهي بالطبع تستلم أجرا على ذلك، وتحضر أيضا في (الخطرة ) وهي وليمة كبيرة ( ضيافة) يقيمها والد العروس لجميع أقارب العريس بعد حوالي شهر من الزواج.وبالرغم من قصيـد (الخيبعان) المضجر والممل إلا أن مشاهدته على الطبيعة شئ جميل ورائع كما قيل لي.

________________________________

الهوامش


(79) للاطلاع على المزيد من الاغاني القصيرة الساحلية انظر ما كتبه دبليو كلاين W Clane في مقالة بعنوان الامثال واغاني الاطفال في جنوب الجزيرة العربية في المجلة الامريكية للغات السامية ( شيكاغو يوليو 1940م ص291.
(80) للمزيد من المعلومات عن الزواج في عدن أنظر( عادات الزواج عند العرب لكاتبه خان صاحب سيد حـمود حسن (التواهي عدن1934م) بالانجليزية وقام روسي Rossi بمعالجة هذا الموضوع عن ( الزواج باليمن ) لدرجو ما. وكذلك التسجيلات الصوتية التي جمعتها ولم تنشر بعد هي تسجيلات عن هذا الموضوع.

81) كتاب( مكة Mecca) لصاحبه هركرنجي ص137 كما يشير محمد محسن في ص157 من نفس الكتاب انه من عادات الزواج في اليمن يقوم ( النشاد ) بغناء قصائد من نوع شعر الغزل القديم وخصوصا تلك التي تختتم بمدح الرسول محمد ( ص ).
<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">(82) رأي أحدهم يقول: (يحكون للعروس) أي يقومون بعملية ( الحكا ) للعروس.

(83) جمع( مراويس ) روّس أي يضرب على الطبل.

<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">(84) قارن بما ذكره صلاح البكري في الجزء الثاني ص199من كتابه تاريخ حضرموت

(85) انظر G Ryckmans في كتابه Rtes e hnoyance ص 170 كلمة ( مقطر Mgtr يوجد احدها في متحف كامبردج .

</H1></H1>(86) قيل لي أن علوا (تعني الجزء الاعلى من وادي حضرموت وحدراء تعني الجزء الأسفل من الوادي وتعني علواء ما فوق سيئون ويستعمل هذا الاصطلاح علوى ليعني الجهة الغربية.

(87) تقول الشحاته : ( على نسل فلان بن فلان العمر الطويل لحياته وكثر عـداتـه وسـلّم أولاده وبلغـه آ مـالـه ومقاصده ).
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-27-2008 الساعة 11:33 AM
  رد مع اقتباس