عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2008, 01:29 PM   #28
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

الفصل السابع
( التراجم ) أو بعض معلومات عن أصحاب النصوص الواردة في الشواهد


( 1 ) أحمد بن عبد الله بركات ( صاحب المقامات رقم,1,3,4والقصيدة رقم 24 ) من أهالي شبام وهو قروي مهنته لحام نحاس يقوم بتبييض الأواني النحاسية ، له أخوان يشتغلون بالتجارة (توفى عام 1348هجرية ) 1930م في شبام ، حيث لازالت ذكراه كشاعر ساخر باقية وقد تمكنت بفضل مصطفى بن سميط من الإطلاع على مجموعة مقاماته في شبام وقيل لي انه كتب شعرا يسخر فيه من ( آل باعطوة ) الشعراء المحترفين المكتسبين بالشعر ولكني لم أتمكن من الإطلاع على شئ من ذلك.

( 2 ) السيـد طاهر بن حسين بن طاهر العلوي: صاحب لنص ( رقم2) ، أورد كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) (1) أن السيد طاهر من مواليد عام1184هجرية (1770م) ويزودنا بتفاصيل مستفيضة عن حياته وأعماله كما أنه يشير إلى أن السنوات ما بين 1116 الى1275 هجرية (1704الى 1848م) كانت فترة حالكة السواد في حضرموت، وتعتبر صفحة سوداء في تاريخها حيث كانت القبائل المتصارعة في تلك الفترة اضطهدوا سكان البلاد وأدت الفوضى المتفشية نتيجة للصراعات العنيفة بين يافع وقبائل حضرموت إلى نزوح المصلحين والتجائهم إلى المناطق القريبة ومنهم والد السيد طاهر الذي اشتهر بعلمه وورعه إلا انه لم يتقاعس عن حمل السلاح لمقاومة النهب والسلب الذي كان يقوم به رجال القبائل وخصوصا آل تميم الذين كانوا يتحرشون بهم. وبالرغم من أن السادة العلويين قد تركوا حمل السلاح ونذروا أنفسهم لخدمة الدين (2) لم يتردد في أن يكون رجلا مدافعا عن مصلحة أسرته وفي قيادة ( المقاومة ضد الذين يغيرون على حضرموت) مخالفا رأي معارضيه .
سافر السيد طاهر إلى أكثر مناطق بلاده كما زار الحجاز وكانت وفاته عام 1241هجرية (1825م) في المسيلة وله قبر يزار، وهو أحد أجداد صديقي علي بن عقيل، وجد الكاتب المعروف والمؤرخ وأحد الشخصيات السياسية في بلاد العرب وجزر الهند الشرقية ( محمد بن هاشم ) .

( 3 ) السيد أحمد بن محمد المحضار صاحب النص ( رقم 3 ) ، يقول ( رحـيّم ) أن هذا الكاتب من أهل القويره بوادي دوعن وهو ينتمي إلى آل الشيخ بوبكر ، وهو أحد الأولياء المعروف ب ( ولي القويره) ، وأميل إلى التساؤل في نسبة هذه المقامة إليه حيث أنه من سكان القويره بينما تشير المقامة إلى ( حبان ) ، ومن المحتمل أن يكون من ( المحا ضير ) أهل حبان وهم في الأساس ينتمون إلى ( عينات ) استقروا في حبان من مدة تقارب الثلاثمائة سنة ، وكذلك في ( الوجا ) ، وهما منطقتان في سلطنة الواحدي ، لا أعرف شيئا عن هذا الكاتب.

( 4 ) عبد القادر بن عمر بن مبارك ( أي المبارك ) بن شيبان المعروف (بالشعيرة) صاحب النصوص رقم5,19,25,29, 39,40 . ينتمي الشعيرة (أي الشاعر الصغير أوالشعـرور ) إلى قبيلة ( تميم ) التي تقطن المنطقة المجاورة ( لحوطة ثبي ) حيث ولد الشعيرة ، وقد ورد أسمه بين الموقـّعين على أحدى الوثائق التي قمت بجمعها وأتأهب لنشرها وهي وثيقة تتعلق ( بحوطة ومنصبة ثبي) مؤرخة بعام 1341 للهجرة (1922م) وقد سافر إلى جاوا مرتين على الأقل ثم عاد إليها بعد فترة من توقيع ( وثيقة ثبي ) حيت وافته المنية في سورابايا عام 1342 للهجرة (1923م) ، وفي نشاطه السياسي كان من المناصرين للسلطان القعيطي ضد الكثيري ، كما انه كان مناوئا للإرشاديين في إندونيسيا ، وقد ساهم بنثره وشعره في الدعاية ضد الإرشاديين المناوئين للسادة العلويين في جاوا وسنغـفوره ، والذين كانوا يعارضون أحقية السادة في التميز الديني والاجتماعي الخاص بفضل انتمائهم وانتسابهم إلى الرسول ( ص ) ، وما لبث أبناء ( الشعيره ) أن وقفوا موقفا معارضا لمذهبه وأصبحوا إرشاديين ، وأتلفوا آثار أبيهم الأدبية وخصوصا تلك التي تتعلق بالدعاية ضدهم ومهاجمتهم.
وقد علمت من ( رحيـّم ) أنه لازالت توجد دواوين مخطوطة من شعره في حضرموت إلا أنها تختلف في محتوياتها لعدم وجود ديوان معتمد موحد وأظن سبب وجود مجموعات شعرية مختلفة المحتوى لديوان ( بامخرمه ) وهو من الأعلام السياسيين في قرون سابقة يعود إلى العصبية والتحامل السياسي الذي أدى إلى طمس بعض القصائد وانتحال البعض الآخر(3) .
وقد نشرت هنا عددا من قصائد ( الشعيرة ) اخترتها من بين خمس وسبعين قصيدة كان قد حصل عليها ( رحيم ) وهي قصائد تمتاز بجودة وطرافة مختص بها ، ويكنى الشعيره نفسه في ( التخلص ) بـ ( أبو صالح ).

(5) ربيـّع بن سليم ( صاحب النص رقم 7) ينتمي هذا الشاعر إلى عائلة ( بادييخ ) وهي واحدة من أربع فئات أو مكاتب ( مفردها مكتب ) تنمي إليها فئة الدلالين (4) بتريم ، وهناك عداء تقليدي مستحكم بين الدلالين وبعض من السادة على الأقل .
وليس عندي إلا القليل من التفاصيل عن حياة ( ربيـّع ) الذي نالت قصيدته الكثير من الحفاوة والاهتمام في وادي حضرموت ، والتي لا يزال ويذكرها ويحفظها الكثير من أهالي تريم ، وقد حكى لي محدثي حكاية شبيهة بتلك التي يرويها سكان بلاد العرب وقد جرت أحداث هذه الحكاية بين الشاعر ربيع وشاعر حضرمي آخر هو الشاعر ( باجراده )، الذي توطدت بينهما أواصر الصداقة في سنقفوره ، ودفعت الضائقة المالية الشاعر ربيّع أن يستدين بعض المال من أحد الصينيين هناك وعجز ربيّع عن وفاء دينه فأقام الصيني عليه الدعوى وحكمت المحكمة عليه بالسجن ، وكان يعيش في سنقفوره عدد كبير من السادة الأغنياء من أمثال ( السري وآل الجنيد وآل الكاف وآل السقاف..الخ ، وقد أستنجد ( باجراده ) بهم وحثهم على تسديد دين ربيّع ولكنهم رفضوا ولم يكن أمام ( باجراده ) إلا اللجؤ إلى الحيلة لإقناع هؤلاء السادة بضرورة زيارة ربيع للتخفيف عن مصابه (مؤانسته) كحضرمي مثلهم وعندما ضمهم المجلس مع الشاعرين أنشد باجراده قائلا:

قد قلت لك يا ر بيّع لا تقس .... واليوم حبلى وبانت بها شواء

فرد عليه الشاعر ( ربيّع ) ملمحا إلى السادة :

عسى الولاده تقع في يوم زين ......... والكوبره ما تقصر في الدواء(5)


وقد نظمت القصيدة المنشورة بالشواهد بمناسبة هزيمة يافع الذين كانوا يدعمهم القعيطي وانتصار الكثيري عليهم ، وقد كانت ليافع السلطة على تريم حتى عام 1847 م فسقطت المدينة من أيديهم (7) ، وهناك جواب عليها في قصيدة للشاعر سعيد علي باجراده وعندي نسخة منها إلا أنها لاتجاري قصيدة ( ربيّع ) في الإجادة والإمتاع. وكما ورد في كتاب ( الوقائع ) يقال أن ربيع قد نظم تلك القصيدة في جاوا حال وصول الأخبار بأحداث تريم.

عمر بن محمد باعطـوه ( صاحب النص رقم 7 ) ، تعتبر عائلة ( باعطوه ) عائله موثقه توثيقا جيدا ، فقد خصص ( سي سنوك هركرنجي ) مقالا كاملا عن هذه العائلة ودعم مقالته بقائمة وراثيه توضح أنساب هذه العائلة وجذورها(8) التي تشعبت فروعها في مختلف أجزاء حضرموت ، وكان كل ذلك في حديثه المفصل عن عمر بن محمد باعطوه نفسه وقام ( لندبرج ) (9) بتحقيق ونشر قصائد باعطوه ، وقد قابلت أفراد أحد هذه العائلة في شبام، وهو رجل ملم بالكتابة وهو الذي كتب لي هذه القصيدة المنشورة هنا مع قصيدتين أخريين كانت إحداهما لعوض بن عمر وقد ذكره لندبرج أيضا(10) رغم وجود اختلافات واضحة بين النصين.
أما (هرش)Hirsch (11 ) فقد مدحه باعطوه في قصيدة مقابل أجر عليها وهي لدي، وأشار صلاح البكري(12) إلى الروح الموسيقية أو الطابع الغنائي في أشعار باعطوه ، وهذا صحيح إذا علمنا أن أكثر أشعار باعطوه كانت منظومة على الأغاني الشعبية ، خصوصا القصائد التي نظمها آل باعطوه في وصف الحروب بين يافع والكثيري ، وتلك المتعلقة بالشعر الغنائي أو الغزلي، ويزعم آل باعطوه أنهم ينتمون إلى بني هلال وهي أشهر قبائل حضرموت كما أنه عشق الموسيقى وجعل منها حرفة له.
وليس لدي ما أضيفه إلى هذه المصادر غير قولي أن آل باعطوه كانوا يرافقون قبائل المنطقة في مناطق استقرارها وحروبها ، ولكنهم ليسوا من حملة السلاح ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن شعراء آل باعطوه كانوا يتقاسمون أدوارهم بين الأطراف في وقت واحد ، وأشار محدثي الشبامي وهو من آل باعطوه إلى إن أحد أجداده قد رافق ألمانيا يدعى ( فرنسيس ) إلى ( بير برهوت ) مارا بالأودية الشمالية وراء الحدود الكثيرية ، وقال قصيدة في ذلك الألماني ، ويبدو أن هذه الحكاية تشير إلى( هرش ) .

(7) عمر كـرامـه (صاحب النص رقم 8 ) ، من ( بور ) وهي بلدة بين سيئون وتريم في الجانب الشمالي من الوادي ، وهو شاعر متسول معروف في حضرموت ويعتبرونه نصف مجنون ، وكان يحمل سيفا وعصا وسكينا يشتم الحكومة والقبائل وأعيان البلاد تارة وتارة أخرى يمتدحهم ، وأحيانا يلتمس نزاع أو مشاجرة فيتشاجر ويبدو في المحيط العام بأن له شخصية شادة متميزة بالغرابة كما هي حال بعض الشعراء في بلاد العرب ، وكان الناس يتقبلون منه هذه الغرابه ويتحملون منه غرائبه لما تثيره عندهم من تسلية وتفكه ، وأخبرني رحيّم عام 1947م أن عمر كرامه مات قبل حوالي ثلاث سنوات وكان رحيّم يذكره وعلى وجهه علامات الضحك ، وشعر عمر كرامه أكثر محلية بالطبع من شعر الشاعرين السابق ذكرهما.

(8) عبـود الغـرف ( صاحب النص رقم 9 ) ، لم يتمكن محدثي أن يحكي شيئا عن هذا الشاعر ، ومن المحتمل أن تكون القصيدة قد نظمت قبل بضع مئات من السنين إذ يبدو ذلك من تكرار بعض العبارات المألوفة ، ويروى عن الشاعر انه تقدم يطلب يد فتاه من بلدة السويري فقوبل طلبه بالرفض فأنشأ هذه القصيدة يهجوهم بها ، وأتجه إلى تاربه حيت تمكن من تحقيق طلبه وتزوج هناك ، ويبدو أن هذه الحكاية مستقاة من القصيدة نفسها (الأبيات من 11 إلى 19).

(9) الشيخ عبدالله بن حسين با فضل التريمي الملقب (رحيـّم) ( بتشد يد الياء ) النص10) ، كان هذا الشخص مصدري الرئيسي في تريم ، وهوذو طاقة عظيمة في الإطلاع على جميع ما يتعلق بمجريات الحياة في حضرموت ، ويبدو أنه وقت لقائي به لم يتجاوز أواخر الثلاثينيات من عمره وهو من سكان حارة ( السوق ) في حوطة الشيخ حسين ، ولا أستطيع مقاومة الرغبة في رسم صورة عن شخصية هذا الرجل بشيء من التفصيل باعتباره شخصية حضرمية صميمة نموذجية.
وينتمي ( رحيّم ) إلى مشائخ آل بافضل بتريم ، وهي العائلة من العائلات العريقة التي يتصل نسبها بأحد أصحاب الرسول(13) وأنجبت هذه الأسرة كثيرا من العلماء والكتاب ، ولازال هناك العديد من مشاهير شيوخ العلم في تريم ممن ينتمون إلى هذه الأسرة وهي عائلة تحتفظ بعلاقة الود الدائم مع السادة ورغم أن ( رحيّم ) رجل فقير، إلا انه مواظب على التزين بلباس العلماء حتى ولو كان مرقعا ، وهو يعيش على الكفاف ويملك عددا ضئيلا من النخيل، وضاع كل ماله في التجارة التي لم يصادف فيها حظا ، وقد زار وادي دوعن مرة وبئر برهوت عدة مرات وخلال مجاعة 1944م كان يعيش على الرمق ، وقد استخدمته الحكومة مدة قصيرة.
وكان رحيـّم يحصل على ما يقرب من أربعة ريالات شهريا من أسرة ( آل الكاف ) وانخفض هذا المبلغ حتى أصبح روبية واحدة تبعا لانخفاض ثروة ( آل الكاف ) ، ويبدو أن هذا المبلغ كان يدفع له تقديرا لنشاطه الأدبي وهو نشاط يستحوذ على كل وقته ويستغرق كل حديثه ، وهو يجمع كل ما يصادفه ويسمعه من أدب بدون تمييز، ويعمل الآن ( ملقنا ) في القبور ويتركني في أوقات معينة للذهاب إلى المسجد ليؤذن للصلاة ، وهو من أعماله ، ويشير إلى نفسه ( بالفقير ) ، وهو لقب له علاقة بالتقاليد الإسلامية ، وقد كان يلبس ثوبه الأبيض العادي وأخبرني أن هذا الثوب يلبسه للعيد فقط بحيث خلق لدي انطباعا بأنه لبس هذا الثوب بمناسبة قدومي ومرافقته لي وعندما جاءني في اليوم التالي بالفعل كان لا يلبس هذا الثوب فعلمت بهذا كيف كان زري الهيئة مهلهل الثياب ولعل أفضل ما يتميز به رحيـّم هو ما يعبر عنه بكلمة ( خراط ) أي ثرثار وهي صفة نفعتني في مهمتي فهو إذا شرع في موضوع يتحدث عنه دون توقف متشعبا فيه شعابا شتى ، وهو أيضا لا يفتقر إلى النكتة في حديثه فقد تمنى مرة أن يحصل على دواء يحد من حديثه وثرثرته وعندها يكون كل شئ على ما يرام ثم عقب بقوله: ( صدق والله ) وفي مرة شرح لي المثل القائل ( سكوت تسلم فيه خير من كلام تندم عليه ) وفي شرحه لهذا المثل لم ينس أن يدور في حديثه هنا وهناك فيتحدث عن أشياء كالتمر مثلا وتوقع ان يقدم لي السادة هدية من التمور لاقتراب الموسم وأشار علي بأن أحضر بعضا منها ليفصل لي أسماءها ويشرح فوائدها وهو طبعا يستطيع أن يحصل على تلك التمور إذا طلبها لي ، وطلب مرة مني أعدادا قديمة من جريدة ( التا يمز ) ليبيعها في السوق مقابل الحصول عل كمية من ( البلاشان ) (14) يستعملها ايداما لخبزه ، وكانت الكمية لا تتجاوز ملء قارورة الحبر كم هم فقراء هؤلاء الحضارمة ، ومن النادر أن يطلب الحضرمي شيئا بطريقة مباشرة كطلب الحصول على قلم رصاص ليقوم بأداء خدماته للأدب والتاريخ وهو طلب كان موعودا بالحصول عليه ، ولكنه لم يتسلمه وهو يستطيع تحقيق رغباته بالمداورات الكلامية فيورد أنواعا من الأمثلة لكلمة معينة هي المقصودة للتعبير عما يريده وأكثر الذين يأتون إليه لاكتساب المعلومات هم في الواقع لصوص ففي سرائرهم انهم يريدون الحصول على ما جمعه من مواد استغرق في جمعها 26 عاما بدون مقابل خدمة لوطنه انهم مخادعون ودنيئة أنفسهم أولئك الذين لا يهبونه شيئا مقابل خدماته ، ولكنه لا يدع دفاتره تفلت من بين يديه لأي شخص ماعداي ، وهو ينكر معرفته الكثيرمن العربية الفصحى إلا انه يبدي معرفته بأشياء منها عندما يكون بين العلماء ، اما معرفته باللهجة العامية فشئ مثير للدهشة والمدى الذي وصل إليه بعيد المرمى وكثيرا ما يحدثني بكلام مسجوع ، أو مستعملا عبارات وجملا صيغت بها الأمثال وهو كثير الاعتقاد في ( الحسد ) كغيره من الحضارمة حتى المتعلمين منهم ، والذين يعتقدون أيضا في العين الشريرة وهو يخشاها من كل قلبه ، وهو يعتقد ان شخصا مـا كان يحمل عليه حسدا مما سبب له ارتعاشا في يده عندما يشرع في الكتابة والتدوين ويعـوقه ذلك في الكتابة بالشكل المطلوب ولا أنسى قصر نظره الذي أعاقه عن الكتابة على ورقة كانت أمام عينيه والناس يضحكون عليه أيضا ويعتبرونه ( مجذوبا ) .

إن رحيم روح تقية ورعة ، وصاحب قلب طيب رغم ظروف حياته البائسة وقد وكل أمره لأرادة الله في كل لحظة يشكو فيها إليه واثقا من جزاء الله وجنته ، ومن الغريب انه مؤمن من أننا نحن النصارى معرضون للعنة والطرد من رحمة الله ، ولكنه مع ذلك يتحمل وجودنا وقد وفى بكل أمانة بالاتفاق الذي تم بيني وبينه ، ومن المحتمل ألا تكون أشعاره ذات شهرة وإتقان إلا أنني أدرجتها بالشواهد لقيمتها العلمية.

(10) سعيد عبد الحق الدموني ( النص رقم 12و13و14) ، يبدو أن هذا الشاعر كان شهيرا في أيامه ، إلا أنني لم أحصل الاعلى قدر ضئيل من المعلومات عن حياته وقد أشار إليه بركلمان( في الجزء2 ص820 ) با سم سعيد بن عبيد ويضيف إلى ذلك ان شهرته كانت بين عامي 1254الى 1289(1838 الى1872م ) ، وهو من أهالي دمون عل مقربة من تريم وهي البلد التي ينتسب إليها أمرؤ القيس ، وكان سعيد عبد الحق معروفا بلقب ( المعلم ) أكتسب العلم وتضلع فيه وتزيا بزي المشائخ يحتفظ لاندبرج (15) بنسخة من مخطوطة ديوانه .



(11) السيد حسين بن عبدالرحمن الكاف ( صاحب النص رقم15) ، يقول رحيم عن الشاعر حسين بن عبدالرحمن الكاف بأنه كبير عائلة آل الكاف قبل المرحوم عبدالرحمن بن شيخ ، وكان معروفا ( بالحليم ) ، ويعتقد أن وفاته كانت حوالي عام 1347 هجرية (1928م) ، وفي الإمكان تصحيح هذا التاريخ بالرجوع إلى سجل شجرة عائلة آل الكاف ، والأبيات الواردة في الشواهد قالها الشاعر في إحدى نسائه من بنات تريم الجميلات ، وغالبا أن تكون أحدى زوجاته ، وتبدو هذه الأبيات أكثر رقة ورهافة في الأسلوب من أغلب القصائد الواردة في الشواهد.



(12) عبيد با شامخه ( التريمي )( صاحب النص رقم 16) ، بناء من طبقة العمال ومن سكان ( حافة الخليف) في تريم ومن المشتغلين( بالطين) البناء و( النوره ) الجبس الأبيض لصبغ البيوت ، وهو كما يصفه ( رحيّم ) شيخ يلتحي بلحية بيضاء ومن المعروفين بالمرح والنكتة وهو أمي لم يأخذ بنصيب من العربية الفصحى ويسمي نفسه ( الشميخي ) وقصيدته المنشورة هنا موجهه إلى أبي بكر بن شيخ الكاف ضد محاولة قام بها الأغنياء لتخفيض أجور عمال البناء.

_____________________________________

الهوامش

(1)أنظر كتابه الجزء الثالث3 ص111 هناك عينات من نثره وشعره مع قائمة بمؤلفاته.

(2) لقد أخد سادة المسيلة آل بن يحي زمام المبادرة كما فعل أسلافهم في المشهورون من سنوات ، وذلك عندما هاجمهم بعض رجال القبائل ونهبوا أغنامهم فامتشقوا السلاح وطاردوهم واستعادوا ماشيتهم المسلوبة، وقد أنجبت عائلة آل بن يحي عددا من الرجال الموهوبين بصورة متميزة من العلماء والسياسيين رغم انهم في الجانب السياسي كانوا ( طائر السنوء ) الذي يمعن كثيرا في الطيران.
(3) أنظر موضوعاتي عن تاريخ جنوب الجزيرة الجزء الثانيB.S.O.A.S, (لندن1950م) الموضوع رقم 28.
(4) تعني كلمة ( دلال ) السمسار عادة ، وهو وكيل القبيلي في البيع ومضيفه عند قدومه الى المدينة والقائم بمهمة الوساطة في اوقات الحرب كما يقوم بوظائف أخرى ويبدو أنه يقوم بدور المحتكر في تعامله مع بعض القبائل وأرى أن دراسة مكانة الدلل في المجتمع الحضرمي بمجالها الواسع يمكن ان تكون بالاطلاع على وثائق مدينة ( ثبي )
(5) الكوبره هي المرأة التي تعني بأمور العروس من لباس وتسريح الشعر ..الخ وهي نوع من النساء المزينات من طبقة المساكين ، وغالبا ما تكون تابعة كخادمة بصفة دائمة لأحد البيوت البيرة وهي تقوم بمختلف الخدمات للنساء ، ويقولون: حين اردت عقدت صفقة ناجحة ما ( الكوبره زينه) أي انسب وسيط لك ، والقائم ووصيفه بأمر العروس في عدن تسمى ( المكدي ة) ( السيد حمود حسن في عادات الزواج عند العرب ( عدن 1934م ص11 ) وفي اليمن يذكر محمد حسن في كتابه ( قلب اليمن ) بغداد 1947م ص158 بأن الوصيفة تسمى ( الشارعة ) وهي تبقى عند العروس أربعين يوما .
(7) سنتناول هذه الحادثة الشهيرة في التاريخ الحضرمي باستفاضة في الجزء الثاني من هذه الدراسة من خلال ملاحظتنا على الترجمة .
(8) أنظر ( حول الفن الشعري عند باعطوه في حضرموت.)
Zur Doht Kunst der Ba Atwah in Hadramout
كتبه (تيودور فولوكس جيسن )Giessen 1906م ص97 الى107.
( Arabica) (9) أنظر( الجزء الثالث ( ليدن 1895م )
(10) ص 112HADRAMOUT) أنظر كتاب
(11) أنظر (رحلة في جنوب جزيرة العرب من بلاد المهرة وحضرموت)( ليدن1879م )
(12) أنظر كتاب (تاريخ حضرموت السياسي) (القاهرة 1936م)ج2ص195و196.
(13) انظر ما كتبته عن آل بافضل في كتابي ( مقابر تريم ) .
(14) يعني بلاشان بالملايو هومعجون صيد الروبيان بعد ملحه وتجفيفه في الشمس ثم غليه مرة أخرى وتجفيفه حتى يتخمر.

(15) انظر تاريخ حضرموت السياسي ( لصلاح البكري الجزء الثاني 194 ( لندن 1909م الجزء الثاني ص558. Etudes Sur Les Dialectes

التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-30-2008 الساعة 01:37 PM
  رد مع اقتباس