عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2013, 10:01 PM   #351
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لا نعترف بشئ اسمه وحدة يمنية

بقلم : انور سلطان

الوحدة تمت بين دولتين مستقلتين بارادة حزبية وليس شعبية.
لا نعترف بهوية يمنية فرضها النظام الشمولي على الجنوب العربي ليسقط ارادته الحرة.


إن اليمن اسم جغرافي عام، لا اسما لهوية من أي نوع. ان الشعوب لا تتحدد بالاسماء الجغرافية، وليست رهن باسم اطلقه شخص في غابر التاريخ، وكان يمكن الا يطلق ولا يوجد. ولا علاقة للشعوب ووجودها وارادتها بالاسماء الجغرافية وخصوصا الاسماء العامة. فالشعوب والدول هي التي تحدد الاسماء، وليست الاسماء الجغرافية تحدد الشعوب.

لا نعترف بوحدة قامت على اساس دجل وتزييف يقوم على توظيف الاسم الجغرافي سياسيا لاسقط ارادة الشعب.
هذا ما فعله الامام. فقد كان يطالب بجنوب اليمن المحتل (عدن واكثر المحمة الغربية)، ووظف الاسم الجغرافي ليسقط ارادة الشعب.
اسم جنوب يمن هو اسم اطلقه طامع وسوقه مغرض وتلقفه غبي او عاطفي مخدوع.


لم يخطر ببال احد ان المنطقة من باب المندب الى حدود عمان يمكن ان تكون في دولة. واول من وضع هذا التصور ورأى امكانية ذلك هي الرابطة، ووضعت اسما “سياسيا” جامعا للمنطقة وهو اسم الجنوب العربي. عندئذ تنبهت من اسمت نفسها الحركة الوطنية فيما بعد الى هذا الامر، واخذوا مصطلح جنوب اليمن المحتل من الامام وعمموه على هذه المنطقة وادعوا انها جنوب يمن (رغم انف الجغرافيا) وانها جزء من “اليمن الام” او “الشمال”.

وهذا الطرح كان يهدف الى معارضة مشروع الرابطة الوطني. وقد شكلت الرابطة حقا اول حركة وطنية جنوبية. طوردت الرابطة وتُركت الدعوة الدخيلة المفتعلة. وقد استقطبت هذه الدعوة الدخيلة بعض الجنوبيين حينما خاطبت عواطفهم القومية ومنتهم الاماني الكاذبة، وضنوا ان هذه دعوة في مصلحة الجميع وسيكون الجميع بها اقوياء.

ودعما لفكرة اليمننة (ربط الجنوب بصنعاء وجعل “الوحدة” مصيره) اضطروا الى القول بخرافات وهرطقات لا يقبلها العقل السليم، وزروا التاريخ عيني عينك وقالوا ان الاستعمار اقتطع “جنوب اليمن” من اليمن الام.

فكان رد الرابطة: فالنترك خيار الوحدة للشعب. ولكن اصحاب المشروع الدخيل لا يعتبرون مسألة “الوحدة اليمنية” خيارا للشعب، بل مبدأ ملزم. ففي الاساس لم يستعيروا اسم “جنوب يمن” الا لتجاوز الارادة الشعبية، مثلهم مثل الامام تماما في هذه النقطة. فالمسألة مسألة هدف ومصير، وليست مسألة ارادة. ولا يستطيعون الزعم ان هذه هي ارادة الشعب الجنوبي.

الا اذا فعلوا نفس فعل الاحتلال بالزعم ان غالبية الشعب الجنوبي مع الوحدة (وهذا مصادرة على المطلوب اثباته اولا). فالارادة الشعبية تعبر عن نفسها قانونيا بالاستفتاء على المسائل المهمة (وهو ما يوافق طرح الرابطة)، وبالانتخابات في انتخاب الهيئات والاشخاص. وتعبر الارادة عن نفسها سياسيا بالتظاهر والثورات. ونسبة الحشد دلالة كبيرة (احتمال راجح) على أن الارادة التي تظهر في الحشد هي ارادة الاكثرية.


قامت فرض “الوحدة اليمنية” على ركيزتين: (1) تضليل للناس، عبر مقولات فارغة وتزوير للتاريخ. (2) الارهاب. تجريم النقاش والخوض في “الوحدة”، ناهيك عن الاعتراض. فمن يفتح فمه ببنت شفه فمصيره يعرفه الجميع.

وعدم استفتاء الشعب على الوحدة في 1990م يعكس هذه الحقيقة

كما ان الاستفتاء بحد ذاته لا يكفي.

فلابد اولا من الحرية في التعاطي مع الوحدة باعتبار الوحدة خيار لا قرار. ولابد ثانيا من الوعي والبصيرة التي يخلقها النقاش والتقييم قبل القدوم على عمل مصيري. ولابد ثالثا من الانفتاح والاصلاحات السياسية والاقتصادية حتى لا تكون الوحدة مجرد هروب.

لو اتيحت حرية النقاش وحدها لظهرت الاصوات المعارضة للوحدة والتي كانت تتحدث في المجالس الخاصة فقط. ولتم طرح الاسئالة التالية: هل للشعب الجنوبي مصلحة حقيقية في الوحدة ام لا؟

وهل هناك مخاطر ام لا؟ ولتم ضع الاراء جميعا امام الشعب الجنوبي والحجج التي تدعمها. وبالتالي فالصمت الجماهيري لا يعني في ذاته الموافقة، ولا يعني عدم وجود اعتراض. فهناك اعتراض كبير ويعرفه الجنوبيون جيدا، ولا يمكن الجزم حقيقة بنسبة الاعتراض والموافقة نتيجة الارهاب المسلط.

تمت الوحدة على حين غرة، في ظروف واجواء وشروط غير مناسبة ودعاية احادية تمجد الوحدة كهدف مقدس وليس مصلحة. وبالتالي خدع قسم من الشعب وغُرر به. فالشعوب يمكن ان تضلل وتخدع. لكن التجربة تنضج الشعوب وتزيد من وعيها، وبالتالي تنضج ارادتها خصوصا تجاه المسائل الجوهرية المتعلقة بمصيرها.

لا نشكك في اخلاص احد. بالطبع لم يكن الجنوبيون المنخرطون في هذا المشروع الدخيل يريدون اذية الشعب. بل يريدون مصلحته ولكن وفق تفكيرهم وامانيهم وتطلعاتهم هم. وعندما آمنوا بالفكرة حولوها الى ايدلوجية، واستماتوا في دعمها بكل المبررات، وان اقتضى الامر الارهاب فلا بأس.

فبدأوا بارهاب فكري قبل الاستقلال وانتهوا بغسيل دماغ وارهاب جسدي بعد الاستقلال.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس