عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2010, 09:56 PM   #10
سرحةالجامع
حال نشيط

افتراضي

أحمد الله العلى العظيم حمدا طيبا مباركا , وأصلي وأسلم على مولانا رسول الله وهو منة الله علينا ,

فقد أخرجنا الله على يديه من الظلمات إلى النور , وجعله الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم

الآخر وذكر الله كثيرا , فجزاه الله عنا خير ما يجزي به نبينا عن قومه ورسوله عن أمته ,

وصلى الله على آله الكرام البررة وصحابته الصفوة الأطهار ومن والاهم بإحسان على مر الأزمان ,

ورضي الله عز وجل عن شيوخنا الأجلاء الصالحين الذين أخذوا بأيدينا قي سلوكنا إلى الله تعالى على منهج

الشرع الشريف في همة لا تعرف الكلل وعزم لا يعتريه الملل 0


ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن الله تعالى يقول أين المتحابون بجلالي , اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي " 0

كما روى الإمام أبو داود بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم

من الله تعالى , قالوا يا رسول الله أتخبرنا من هم ؟

قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور

وإنهم لعلى نور لايخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس , وقرأ هذه الآية :

( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 0


الأخوة والاخوات بهذا المنتدى الطيب المبارك :
____________________________

يقول الله تعالى :

( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 0

قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلا ليعبدون معناها : إلا ليعرفون 00

فمعرفة الله تعالى إذن هي علة وجودنا في هذه الدنيا 0

ومن فضل الله علينا أنه بين لنا علة الوجود , وزادنا من فضله فحذرنا من أن نفتتن بمظاهر الدنيا

الخادعة التي يتقلب فيها أهل الإلحاد والكفر والإشراك ,

قال تعالى :

( فذرهم في غمرتهم حتى حين * أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) 0

وقال تعالى :

( وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم

من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك آيات لأولي النهى *

ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع

الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى *

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى *

وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) 0

وقال تعالى :

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين اتقوا

ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار ) 0

أيها الأبرار :
_____

ذكرتكم ببعض الآيات لا بالكل , فارجعوا على الدوام لكتاب الله واعتصموا به فقد نزّل الله فيه ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين 0

وهو عصمتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن 0

وقد روى الترمذي بسنده عن إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :

" ألا إنها ستكون فتنة , فقلت ما المخرج منها يا رسول الله ؟

قال : كتاب الله تعالى فيه نبأ ما قبلكم , وخبر ما بعدكم , وحكم ما بينكم , هو الفصل ليس بالهزل ,

من تركه من جبار قصمه الله تعالى , ومن أبتغى الهدى في غيره أضله الله تعالى ,

وهو حبل الله المتين , وهو الذكر الحكيم , وهو الصراط المستقيم , وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ,

ولا تلتبس به الألسنة , ولا يشبع منه العلماء , ولا يخلق على كثرة الرد , ولا تنقضي عجائبه ,


وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا :

( إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ) 0

مَن قال به صدق , ومن عمل به أُجِر , ومن حكم به عدل , ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم " 0

أيها المؤمنون :
______

إننا في فرحنا هذا بذكرى الميلاد النبوي الشريف ننافس ونحن على بساط الأرض ملائكة السماء

الذين بيّن الله لنا وظائفهم ومن بينها وظيفة عظيمة الشأن تتصل بصاحب الميلاد وهو مولانا رسول

الله صلى الله عليه وآله وسلم وتلك الوظيفة هي دوام الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وآله وسلم ,

ويشهد بها قول الله تعالى :

( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) 0


وهي جملة أسمية تفيد دوام الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم من ربه ومن الملائكة ,

وبعد أن أخبرنا الله بصلاته تعالى عليه هو وملائكته أمرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد قالوا أن صلاة الملائكة على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من سجودهم لآدم ,

لأن سجودهم لسيدنا آدم كان مرة واحدة بينما صلاتهم على صاحب الذكرى دائمة ,

كما أن سجودهم لسيدنا آدم كان للتأديب بينما صلاتهم على نبينا للتقريب 0

وصلاة الله على رسوله الكريم معناها غمره برحمته تعالى وتكريمه بإعلاء قدره ورفع ذكره وإظهار دينه

وإبقاء شريعته وتفضيل أمته على سائر الأمم وتخصيصه بالمقام المحمود ودوام ترقيته في درجات القرب

والمعارف والأسرار الربانية مصداقا لقوله تعالى :


( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) 0

وصلاة الملائكة معناها أنهم يدعون ربهم بمعنى " اعطف يا ربنا على سيدنا محمد

عطفك الذي يليق بك منك إليه كما هو أهله , وكما شئت له " 0

وصلاة المؤمنين كذلك دعاء له صلى الله عليه وآله وسلم بأن يجزيه الله عن أمته العاجزة عن مكافأته

لقاء ما جاهد في حفظ الدين ونشره , وينوي المؤمن بالصلاة عليه محبة فيه وشوقا إليه والعجز عن شكره ومكافأته ,

وورد في السنة المطهرة أن صلاة المؤمن عليه صلى الله عليه وآله وسلم تعود بالخير الوفير على المؤمن ,

فهي تكفر السيئات وترفع الدرجات وتقوي رابطته الروحيه به صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيصفّوا القلب من أدرانه وينشرح الصدر للطاعات وينفر من المعاصي 0


وقد أخرج النسائي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر مرات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات " 0

ويقول السادة الصوفبة أن أقل عدد في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم وهو ثلثمائة في اليوم ,

وأهل الهمة لا يقفون عند هذا الحد الأدنى بل يتجاوزونه بكثير , واني أعرف من تبلغ صلاته اليومية على

مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرة آلاف , وحِدث عن أهل العزم ولا حرج 0

اللهم وفقنا لكثرة الصلاة والتسليم عليه كما تحب وترضى يارب العالمين 0
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس