عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2011, 01:26 PM   #34
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.




رباعية الهموم ( الوطن والحب والحرية والمساواة في شعر خميس سالم الكندي



( الوطن والحب ، و الحرية ، والمساواة ) هذه الأبعاد الانسانية لا تقتصر على المجتمع الذي عاش فيه شاعرنا خميس سالم كندي ولكنها كانت هي الدافع الذي كان يكمن وراء عملية الإبداع عند شاعرنا ( كندي ) والذي استطاع ان يعبر عنها باستخدامه للشعره الشعبي كشكل من الأشكال المتعددة في التعبير عمّا يجول في نفسه وخلجاته شعوره ، وقد تماهى شاعرنا كندي مع مجتمعه الحضرمي تماهيا كاد ان يكون هو المجتمع الحضرمي الذي ينتمي إليه في معاناته ، والمجتمع الذي تنتمي جذوره كندي إليه ، هو كندي نفسه في جميع صور معاناته ، فالمعاناة التي كانت يكابدها كندي حاول تجسيدها في ابداعاته وتجاوز بها معاناته الخاصة في بلاد الغربة والشتات لتشمل معاناة المجتمع الحضرمي بكل تنوعاته المختلفة ، فحين يعبر عن شوقه للمحب فإن ذلك يعني ترجمة لشوقه للوطن وحين يحن ويشتاق لوطنه فذلك يعني أنه يحن شوقا وصبابة للمحب . وضمن نصوص قصائد شاعرنا خميس كندي رسائل مضمونها محدد يعبر فيه عن ما تعانيه نفس الحضرمي في المهجر من قسوة العذاب وويلات الفراق .

عندما تكون نفس شاعرنا كندي بعيدة عن الوطن حتى ولو كانت في ارض مفعمة بالخير والرفاهية فهي تظل تعاني من همومها الخاصة حين تذكر الأوطان والأهل والخلان قال :

ثم قال من بيت سمير الجاه في جنح العتيم=لاهم من دنيا ولا عالباب واقف لي غريم
في عاصمة صوماليا عايش دواما في نعيم=والرزق متسهل ومتوكل على الله الكريم
لكننا مشغول ببلادي وقومي جيم ميم=العالم اتطور وهم وبقيوا على العهد القديم
لاهم لهم غير البخاري والتغزل في الحريم=

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ومهما توافرت اسباب الرزق وعاش شاعرنا كندي في عاصمة صوماليا في نعيم الا انه يكشف لنا حقيقة الاوضاع العامة التي يعيشها المهاجرون الحضارمة ويكشف لنا معاناة التي تثقل الكواهل كمغتربين ينتمون الى الوطن الحضرمي ومع هذا يظل كندي يحن ويتذكر الأهل والأحبة ويتذكر ارضه بتنوع بيئتها وما تمليه على المجتمع من عادات وتقاليد .
كم هو صبور هذا الانسان الحضرمي ، وبصبره يحاول أن يحقق اهدافه وطموحاته ...ّّ!!

والحضرمي مسكين عاده في بلاده ما استقر=من آسيا لا فريقيا عدت حياته في خطر
دائم وهو حامل جوازه والحقيبه للسفر=الى الكويت أو للسعوديه واما لا قطر
من حين مايسرح وهو تعبان صابر عالسهر=اما موظف أو على ظهره مشدة للمدر
والا على أبواب المتاجر يحرس أبواب التجر=صابر على الهسفه وعانهصه وليته معتبر
مسكين بوحضرم عبر وقته يصاليها قدر=ضاقت به الدنيا ولا يدري إلى اين المفر

. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يالروعة جمال هذا النص الذي لامس شغاف القلب وصور لنا معاناة الحضرمي في بلاد الشتات !!!
إن حرقة ولوعة ومعاناة الغربة التي لاتطاق والتي جربها كندي ونكتشف عن الآمال التي كانت يعلقها بالعودة الى وطنه وترجمها في هذه النصوص من مساجلات الدان قال فيها:

قال الفتى المشتاق شوقته وبا عوده إلما الوطن= كلما ذكرت أهلي وخلاني خوت بالدمع لعيان
هب يانسيم الصبح هات اخبار زينه تزيل الحزن= من سول قلبي لي دواما في وسط مهجتي حلان
وقلهم لليوم والليله وكندي منكم ما سكن= من حين فارقتكم وهو باقي على العهد الى الآن
لازالت الذكرى لها تأثير عندي وأنتم اهلا ومن= ينسى عرب تعرف قوانين المحبه والتفنان

ويستحضر شاعرنا كندي ذكرياته التي قضاها في شبابه حول سوح الطويلة وسواقي شيخان ، حيث مارتع الغزلان يسحبن ذيول التيه ويتمايلن كغصون البان ، ويأتي ذكر المحبوب مرتبطا بوجود الوطن ويأتي ذكر الوطن كمظاهر للطبيعة ومرتع من مراتع الحسان,

والله ثم والله ثم والله لو قالوا على الله تمن= ان قول با روحه عشيه في السواقي حول شيخان
باشوف يا كمين دقله في الطويله من نظرها افتن= تسحب ذيول التيه تتمايل تمثل غصن البان
ماباش ياالغربه ولا باالمال جلاب الشقا والمحن= باسرّح الغونه وضويها حوالي بن سليمان

لعل التكامل بين البيئة الحضرمية وثقافتها العامة من جهة وبين شاعرنا كندي من جهة اخرى ساهم في تشكيل ظاهرة شعرية وفنية متميزة خصوصا وان شاعرنا كندي كان من بيئة فنية إذ أن أخواله عائلة ( آل زربادي ) كانوا يقرضون الشعر ويلحنونه ومنهم أدرك اسرار مفاتيح العشق في الشعر الحضرمي وهام بالمحب حتى غدت حالته حكالة قيس ( المجدل ) من جنون حبه وافراطه في عشقه.

قال الفتى المشتاق قلبي تحمل= حملت قلبي في المحبه حبل
حالتي حالة قيس يصيح مجدل= كلفت نفسي حمل ما يحمله انسان
الشوق خل القلب يتبهدل= من بعد خلي ما استقل في محل
وامسي في الغربه بلا عقل مختل= خرعوب خذ عقلي ونا راضي فرحان


لغة الشعر عند خميس كندي لغة فنية مشرقة مقبولة من كل فئات المجتمع الحضرمي وبرغم وجوده في غربته بالصومال الا ان قصائده كانت بأسلوب رفيع يراعي فيه انتقاء الالفاظ وصياغة الكلام بشكل يترجم
معاناة الجميع ، فإن ناجى وطنه واحبه فهو يناجي بذكر الوطن الحبيب البعيد

نسيم الصبا بلّغ سلامي لخلاني= وطف عالديار الحضرمية بها أهل السلا حلان
فؤادي لهم مشحون حبا وايماني= واشهدكم الله انني في حبهم مخلص اليمان
سجع يارحيم الصوت نسم على احزاني= عمر شف لحونك حركت قلبي ونا عالوقا تعبان
ذكرت الطويله واهلها قرت اعياني= ذكرت الرّوَح في الستعه اربع في السواقي الى شيخان
هنيا لهم لي تقطف الحلو والقاني=شجار الهوى دنت لهم في كل شذب معشبه لغصان
وكندي معذب في بلاجا عرب ضاني= اذا تنفس الصعدا تجاوبه البراكات والقيزان
بلادي جميله ما كماها بلد ثاني= لقد كنت قبل اليوم ساخط فضلها جم على البلدان



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 05-07-2011 الساعة 01:33 PM
  رد مع اقتباس