عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 02:02 AM   #580
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


دولة حضرموت المستقلة،،،،،،، بين الحلم المنشود و الطرق المسدود

هنا حضرموت / علي محمد بابطين
الإثنين 10 سبتمبر 2012

تقوم عملية بناء دولة ما على معادلة بسيطة ، تتكون من ثلاثة مكونات :
الحلم
القوة


الفاعل الذي يستغل القوة لتحقيق الحلم
والمحاولة هذه قابلة للنجاح وقابلة للفشل ، وتتحكم أمور أخرى في هذه النتيجة.

والحلم يقوم على مسوغات جغرافية وعلى شرعية تاريخية ، كما يقوم على واقع اجتماعي سيء يحفز ولادة الحلم.

وفي الحالة الحضرمية توجد كل هذه المحفزات ، فمن الناحية الجغرافية تمتد حضرموت على مساحة واسعة ، كما تمتلك شرعية تاريخية لا شك فيها ، رغم كل محاولات طمسها ، فهي دولة قديمة من قبل الإسلام ، ثم بعد الإسلام شهد التاريخ الحضرمي دولا متعددة ، كما أنها عبر أطول حقبها التاريخية كانت مستقلة عن أي نفوذ خارجي .

ويعد الواقع المعاش المختنق بالمشاكل والمحاصر بالفقر وسوء الإدارة والقمع في ظل الحكم الشيوعي السابق والحكم اليمني الشمالي اللاحق حافزا قويا لولادة هذا الحلم .
أما القوة وهي المكون الثاني فهي تقوم على جانبين : الجانب العسكري والجانب المالي .


أما الجانب العسكري فلم تكن القوى المرشحة للقيام بهذه الأدوار كالقبائل عاملا مساعدا للدول التي نشأت في حضرموت ، مما دفع كل الدول القائمة إلى الاستعانة بعناصر خارجية من خارج القطر الحضرمي ، فقد استعان سلاطين آل كثير وسلاطين المكلا بجنود مرتزقة من يافع ومن بيحان ، وزادت أعداد جنود يافع مما حولهم إلى مكون من مكونات النسيج الحضرمي الاجتماعي. .

أما سبب ذلك فهو ناتج عن عدد من العوامل منها نزوع القبائل الحضرمية إلى الاستقلال ، وعدم وجود فكرة خلاقة تجمع هذه القبائل وتدفعها للقتال ، كما أن العلاقة بين الدول والقبائل كانت يشوبها الكثير من الريبة ، في ظل عدم وضوح فكرة الدولة وأهميتها في تنظيم المجتمع ، كما أنالدول لم تكن تقدم شيئا مقابل سيطرتها على المجتمع ، والقبائل كانت قادرة على فرض الأمن في مناطقها ، لذا لم يكونوا في حاجة الدولة .

ولعل أقدم محاولات إقامة علاقة تبادلية بين الدولة والقبائل هي تأسيس جيش البادية الحضرمي ، لكنها علاقة لم يسمح لها الوقت بالتجذر في الواقع الحضرمي بفعل تدخل انجليزي مشبوه لدعم الجبهة القومية لضم حضرموت وتفتيت هذه القوة ، وهي رغم أنها فكرة انجليزية الأصل إلا أنها كانت نواة دولة .

أما الجانب الثاني من عناصر القوة فهو المال ، والمال ذو شقين ، شق عام يتمثل في الثروات المعلن عنها أو الموعودة في الإقليم ، ووجود هذا في الذهن الحضرمي محفز قوي للاستقلال بلا شك قد يدفع قوى متعددة لتحقيق الحلم .

أما الشق الثاني فهو المال الفردي وهو إما أن يكون رأسمالي جبان ، وفي هذه الحالة لا نفع منه ، وقد يكون رأسمالي مغامر وفي هذه الحالة قد يحقق الحلم أو قد يساعد على ذلك ، وأوضح مثال لذلك ما حدث في بداية تأسيس السلطنة القعيطية التي وظف مؤسسها الأموال التي قدم بها من الهند ، في حين فشل العولقي في تحقيق حلمه رغم أمواله ومرد ذلك عدم امتلاكه لأي شرعية تاريخية خلافا ليافع وآل كثير ، كما أن فشل محاولته كانت لعوامل أخرى لامحل لذكرها .

المكون الثالث

وهو الفاعل الذي يستغل القوة لتحقيق الحلم ، وقد يكون هذا الفاعل فردا وقد يكون جماعة ، وفي الحالة الأولى لابد أن يكون الفرد قائدا خلاقا ذكيا حتى يستطيع القيام بذلك الدور التاريخي ، وفي الحالة الأخرى تكون الجماعة قبيلة أو حزبا أو حلفا ، ولكل من ذلك شروط وعوامل مساعدة لابد من قيامها .

وهذا المكون هو الطريق المسدود في وجه الحلم الحضرمي بالاستقلال ، وإن كان القائد هبة من الله لا يمكن صنعه أو استنساخه إلا أن الجماعة الفاعلة قد تصنع بأيدينا في ظل وجود حلم واستشعار قوة ما .
وينبغي أن يشعر أفواج الحالمين بضرورة ذلك ، مع الأخذ في الاعتبار أنه لايشترط في الجماعة أن تلبي كافة الطموحات ، ولا أن ترضي كافة الاتجاهات بل ينبغي التراضي على مستوى مقبول من الوحدة فما لايدرك كله لايترك جله .


مما يعيق تحقيق الحلم أمور داخلية وأمور خارجية ، فمن أكبر المعوقات الداخلية بقاء العناصر الفاعلة في قوقعتها ، وعدم تخلصها من الشك والتوجس الذي يعشعش في أذهانها ، فعلى القبائل التخلص من القوقعة الجغرافية والرغبة في الانعزال داخل مناطقهم ، وأن يتجهوا نحو صيغة من التنسيق والتعاون فيما بينهم وبين القبائل الأخرى .

أما المؤثرات الخارجية فهي ذات أهمية بالغة لكنها خارج السيطرة لا ينبغي التعويل عليها ، بل فهمها وحسن التعاطي معها .

والدور الخارجي قد يكون معوقا لطرف محفزا لطرف آخر ، لذا فعلى كل قوة ناشئة أن تكون ذات دراية بالمتغيرات الخارجية لتجنب شرها واستجلاب خيرها ، ولابد للحالمين الراغبين في استقلال حضرموت أن يفهموا هذه المتغيرات ويحسنوا التصرف معها ليولد الحلم الذي طال انتظاره
والله الموفق لكل خير
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح