[أبوعوض الشبامي]

.

إنما المرء ذكر من بعده ، فمن كانت سجاياه الطيبة في محبة الخير وقضاء حوائج الناس بواسطة علاقاته وصداقاته مع أولي الشأن ، فقد خلف ذكرا طيبا من بعده ، وعملا يستحق الشكر والثناء عليه ، فلاعجب أن تكون هذه الخصال الحميدة في السيد حسن السري إذ أنه من بيت شرف وسؤدد ، ولا ينال السؤدد إلا كل كريم شهم من ذوي المروءة ، ويبدو لي من ملامح وجه هذا الفنان الطيبة والبراءة ولطف الشمائل . ناهيك أنه من أرومة عزت العرب بها ، وزانت حضرموت بفضلها ، وعلت في الخافقين أمجادها .

أشكر السيد حسن البار من خلال طرحين ميزتا السقيفة في هذه الجمعة المباركة إن شاء الله تعالى ، الطرح الأول : حين أرفق تلك التواشيح الجميلة التي رحلت بنا في فضاء روحي رائع ، كانت محبة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، هي المشكاة التي نقتبس منها حلاوة التوحيد والمعاني السامية التي تنير دروب الحياة لنا .

والطرح الثاني : أن بشر القراء بصدور كتاب الفنان حسن السري ( ذكريات وأسرار بين السري والمحضار ) .

وبين الطرحين التمس أن الفنان حسن السري قد خص السقيفة بمقابلة خاصة مع بعض أبيات قصيدة المحضار في الشيخ خالد بن محفوظ .

وربما أشار السيد حسن البار من قبل حين نقل للسقيفة حفلة خاصة بزواج ( آل محفوظ ) ونقل صورة للفنان أبوبكر بن سالم الذي غنى حينها بأغنية السيد حسين المحضار ( ولا ذي الأوله منك ) وكما شاهدنا كيف بكى واستبكى ، ولكنه بكاء ليس كبكاء أخا كندة الذي أستوقف صاحبيه حين بكى على الأطلال :

قفا نبكي من ذكر حبيب ومنزل ...... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فبكاء الفنان أبوبكر سالم ليس على أطلال من يحب ، ولا على فراق وتذكار صاحب كلمات الأغنية ، وجميع أغانيه التي صنعت منه فنانا مرموقا .
بكاء كما قيل أنه ذكر اثناء أداء الأغنية فراق ( خالد بن محفوظ ) والذي وصفه في يوم من الأيام ومن منصة الفرح لزواج لنفس العائلة أنه ( يترنم على ضرب الطبول ) ...

ما يهمني هنا معرفة كلمات تلك الأغنية (( ورا الأيام لك وحدك ) التي طلعت حكاية جديدة عنها قيل بأن شاعرنا المحضار قالها في بن محفوظ ، فإن كانت اشارة بلفقيه الى اسم بن محفوظ عرضا في الاغنية ، فإن تسجيلات قديمة ( جلسات ) لأبي بكر سالم لم يأت أثناء الأغنية على ذكر فيها لبن محفوظ الذي قال عنه أنه يترنم على ضرب الطبول ...!!

ربما أن الفنان ابوبكر سالم اقحم اسم ( الثري بن محفوظ ) أثناء أداءه الأغنية في أحد الأعراس الباذخة التي تشهدها جدة والخاصة لهذه العائلة ، كضرب من ضروب المجاملة لأهل الفرح . وحتى يزيد من طرب الشيخ خالد بن محفوظ وكما قال معاوية بن أبي سفيان ( كل كريم طروب ) ، والكريم إذا طرب أعطى وزاد كرما ... ( وما مصلي إلا وطالب مغفرة ) ...!!

ومثل تلك الاضافات الارتجالية أثناء تأدية الأغنية تعودنا أن نسمعها من الفنان ( بلفقيه ) وربما نذكر شيئا من هذا في حفلة بأبها ذكر فيها اسم أميرها ( خالد الفيصل ) والذي قال عن ( ابها ) ( ثلاثي الحروف ) وعاد استقر آخر الكلام وقال ( رباعي الحروف ) فلا ملامة على بلفقيه ، فربما كان حينها واقعا تحت تأثير انخفاض الضغط... ( اقصد الضغط الجوي ) ...!!!





.