عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2013, 10:29 AM   #31
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة السادسة عشرة
أبو الطيب المتنبي:
915 - 965 م
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد في الكوفة بالعراق، وعاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره،.
وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك.


[align=center]
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومِ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
[
/align]

وفي هذه الأبيات يقول إذا جازفت في أمر مطلوب فلتكن همتك عالية كقول الشاعر:
فكن رجلاً رِجله في الثرى
وهامته عند هام الثريا

وقصد في البيت الثاني:

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

المعنى الأدبي للموت ولم يقصد المعنى الشرعي وكأنه يقول يتساوى الأمران في المطلوبات الدنيوية, فكن ممن يطلب المعالي إذا تساوى الأمران.
والجبان يرى أن العجز والفشل عن طلب المراد بدون سبب يراه من الحكمة, وفي الحقيقة إنما يخدعه في ذلك طبعه اللئيم وفهمه السقيم:

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ


وعلو الهمة تغني عن كل شيء إلا إنها إذا احتمت مع الحكمة حققت الكمال:
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وعيب الآراء الصحيحة أساسه عدم الفهم وإنما تفهم العقول على قدرها:
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ.
  رد مع اقتباس