عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 11:33 PM   #305
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

القطبية وتكفير المجتمعات الإسلامية
(2 )
هل كان المنهج السلفي الذي دعاء أليه أبن تيمية صمام أمان من التطرف والتكفير ؟
[COLOR="Green"][SIZE="5"]في البداية قبل نجيب على السؤال المعروض للنقاش في مباحث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المفيد أن نعرض بشيء من الإختصار عن جماعة المسلمين أو الجماعة الإسلامية كما سمت نفسها، أو جماعة التكفير والهجرة كما أطلق عليها إعلامياً، وهي الجماعة الغالية التي نهجت نهج الخوارج في التكفير بالمعصية، نشأت داخل السجون المصرية في بادئ الأمر، وبعد إطلاق سراح أفرادها، تبلورت أفكارها، وكثر أتباعها في صعيد مصر، وبين طلبة الجامعات خاصةكما تتحدث الكتابات التي دونت عنهم ومن أبرز مؤسيسها بعد سنة 1965م التي أعدم فيها سيد قطب مع جماعة من رفاقه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الشيخ علي إسماعيل: كان إمام هذه الفئة من الشباب وهو أحد خريجي الأزهر، وشقيق الشيخ عبد الفتاح إسماعيل أحد الستة الذين تم إعدامهم مع الأستاذ سيد قطب، وشكري أحمد مصطفى (أبو سعد) ،أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا عام 1965م لانتسابهم لجماعة الأخوان المسلمين تولى قيادة الجماعة داخل السجن وهو حاصل على بكالوريوس في الزراعة 0
ومن ابرز أفكارهم التي أشتهروا بها التكفير وهو عنصر أساسي في أفكار ومعتقدات هذه الجماعة.
فهم يكفرون كل من أرتكب كبيرة وأصر عليها ولم يتب منها، وكذلك يكفرون الحكام ويكفرون المحكومين لأنهم رضوا بذلك ويكفرون العلماء ويكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله أو قبله ولم ينضم إلى جماعتهم ويبايع إمامهم. أما من انضم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال الدم 0
يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في كتابه أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ص71 تحت (عنوان سيد قطب وتكفير المجتمعات الإسلامية ) يقول - سيد قطب - في كتابه "معالم في الطريق " (وأخيراً يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة وهذه المجتمعات لاتدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ولأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله ،ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده ؛فهي وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله تعطي أخص خصائص الالوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها 000 وكل مقومات حياتها تقريبا والله سبحانه يقول "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "المائدة ) (44)
ثم ينتقل بعد هذا للمحكومين أنظر إلى فساد هذه الأفكار و بعدها عن منهج السلف رحمهم الله وأنظر لما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق حديثه عن الحكم بغير ما أنزل الله وهذا هو الشاهد من أن الإلتزام بمنهج السلف الذي يدعو له الدعاة اليوم من المشائخ المشهورين كالشيخ الألباني وبن باز وبن عثيمين والوادعي وآل الشيخ والفوزان والمدخلي وغيرهم ممن على هذا الطريق فيه أمان من الله تعالى لهم لأنه منهج الحق البعيد الواضح لا لبس فيه وهو بعيد عن منهج الغلو والتطرف الذي وقع في هذا الخوارج من قبل ومن شابههم في زماننا اليوم :قال أبن تيمية في منهاج السنة 3/ 32 قال تعالى "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "المائدة ) (44)
(ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلا من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله سبحانه وتعالى كسوالف البادية وكأوامر المطاعين فيهم ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر فإن كثيرا من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار وإلا كانوا جهالا كمن تقدم أمرهم
وقد أمر الله المسلمين كلهم إذا تنازعوا في شىء أن يردوه إلى الله والرسول فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وذلك خير ؤأحسن تأويلا سورة النساء 59
وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما سورة النساء فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن وأما من كان ملتزما لحكم الله ورسوله باطنا وظاهرا لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة ،وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا وما ذكرته يدل عليه سياق الآية ،والمقصود أن الحكم بالعدل واجب مطلقا في كل زمان ومكان على كل أحد ولكل أحد والحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها والحكم به واجب على النبي صلى الله عليه وسلم وكل من اتبعه ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر وهذا واجب على الأمة في كل ما تنازعت فيه من الأمور الإعتقادية والعملية )
  رد مع اقتباس